ما زالت حادثة اقتحام الكونغرس الأمريكي تثير كثيراً من الجدل داخل الولايات المتحدة، خصوصاً داخل الأوساط اليمينية المؤيدة لدونالد ترامب، التي انتهى المطاف بالكثير منها إلى الانقلاب على الرئيس المنتهية ولايته، آخرها ما حدث داخل موقع إخباري يميني، حمَّل بعض محرريه ترامب مسؤولية كل ما جرى ويجري في العاصمة واشنطن، مطالبين بـ"التخلص منه" (ترامب).
وفقاً لصحيفة The Daily Beast الأمريكية، الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021، فإن جدلاً دار بين العاملين في موقع Breitbart News المحافظ الموالي لترامب، حول دور ترامب في اقتحام مبنى الكونغرس، الأسبوع الماضي، أسفر في غالبيته عن تحميل الرئيس المنتهية ولايته مسؤولية ما جرى.
تشير الصحيفة إلى أن المحررين والصحفيين قد ناقشوا في رسائل داخلية على تطبيق Slack، سُرِّبت إلى The Daily Beast، تصرف ترامب في 6 يناير/كانون الثاني، حيث قالت إحدى المحررات الإخباريات إن ترامب ترك الحزب الجمهوري "في حالة من الفوضى".
أعادنا 10 سنوات إلى الوراء
بحسب الصحيفة، فقد كان من ضمن الرسائل التي كتبتها المحررة فرانسيس مارتل: "لقد أعادنا إلى الخلف 10 سنوات، نحن الذين عملنا بجد لدعم قيمنا، والقيم التي جعلته رئيساً وهو يرفضها، والآن يفعل ما يفعل، ويترك كل شيء في حالة من الفوضى، لن نقبل ذلك! حطموه، ولتجعلوا منه عبرة لكل الشعبويين الآخرين".
فيما كتبت كبيرة المحررين ريبيكا منصور: "إنني أحمّل ترامب مسؤولية كل ذلك"، قبل أن تشير إلى آشلي بابيت، التي شاركت في أعمال الشغب وقُتلت برصاص شرطة الكونغرس أثناء محاولتها اقتحام المبنى: "في رأيي، هو يتحمل مسؤولية مقتلها".
كما أضاف مراسل موقع Breitbart كريس توملينسون في رسالة أخرى: "ترامب وحملته منحوا الشرعية أيضاً للين وود وآخرين كانوا أكثر صراحة في إثارة غضب الناس".
بعضهم حاول تبرير العنف
موظفون آخرون حاولوا تبرير عنف غوغاء أنصار ترامب أو التقليل منه ودور ترامب في تشجيعهم على عنفهم، إذ قال جون نولتي، الصحفي في موقع Breitbart، إن "ترامب طلب منهم صراحة أن يلتزموا الاحترام والسلم أمس، ثم دعاهم بصورة شبه فورية إلى وقف العنف"، وزعم في رسالة أخرى أن الغوغاء كانوا "سلميين بنسبة 99%".
لكن فرانسيس مارتل، في إشارة إلى تصرف ترامب في اليوم الذي اندلعت فيه أعمال الشغب، ردت على ذلك بالقول: "الرجل قال للمتظاهرين: "نحبكم، أنتم مميزون""، وأرفقت رسالتها برمز تعبيري متشكك. "لقد اكتفينا من هذا الرجل، خلصونا منه".
في رسالة أخرى، قلل نولتي، وهو من المحافظين المتشددين، من خطورة أعمال الشغب بالسخرية من رد شرطة الكونغرس التي لجأت، في حالة آشلي بابيت، إلى العنف، لمنع مثيري الشغب من التوغل في اقتحام المبنى.
وكتب نولتي ساخراً: "ربما كان الشرطي الذي أطلق النار عليها يخشى أن تكسر نافذة أو أن تضع قدميها على مكتب ماكونيل. كان لا بد من قتلها".
كما حاول عدد من العاملين في موقع Breitbart الالتفاف على أعمال الشغب بالحديث عن اليسار، إذ كتبت كريستينا وونغ، مراسلة البنتاغون: "العنف كريه ولا شك، لكن ما حدث لم يكن شيئاً مقارنة بشغب حركة أنتيفا في الصيف"، وهو ما اتفق معه المراسل جون بيندر بالقول: "لا يماثله ولو من قريب. لقد أحرقوا مدناً بأكملها عن بكرة أبيها، أما هؤلاء فأقصى ما فعلوه هو أنهم حطموا النوافذ".
لكن ريبيكا أبدت اعتراضها على ذلك: "أرى أنكم بحاجة إلى أخذ سياق ما حدث في الاعتبار، لقد جاء اقتحام الكونغرس في اليوم الذي كنا نصدق فيه على نتيجة الانتخابات، ولقيت سيدة حتفها. هذا هو الهراء الذي ندعوه جمهورية الموز، وكان أسوأ بكثير من حرق مراكز التسوق الكبرى".
بعد دقائق، تابعت ريبيكا: "ما حدث لم يشبه أي شيء رأيته في حياتي، كان مخزياً في رأيي".
موقع Breitbart عقّب في تصريح خاص لصحيفة أن هذه الرسائل جاءت من قناة تواصل داخلية تسمى "Hot Takes"، هدفها "فتح نقاشات بنّاءة بين الموظفين عن أي موضوع"، وأنها "لا تعبر عن توجهات الموقع أو قراراته التحريرية".