قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021، إنه عُثر على آثار أقدام يُعتقد أنها تنتمي إلى زواحف عصر ما قبل التاريخ تشبه التماسيح في جبال الألب الإيطالية، وذلك في كشف استثنائي يقول العلماء إنه يثبت وجود ناجين من الانقراض الجماعي قبل 252 مليون سنة.
الآثار التي عُثر عليها (نحو 10 آثار) كانت في حالة جيدة، وقد وُجدت على ارتفاع 2200 متر في هضبة غارديتا Altopiano della Gardetta، في مقاطعة كونيو في جبال الألب الغربية.
الصحيفة البريطانية أكدت، في تقرير لها، أن تاريخ آثار المخالب الأمامية والخلفية، التي يبلغ طولها نحو 30 سم، يعود إلى نحو 250 مليون سنة، بعد أن أصبحت المنطقة مقفرة إثر الانقراض الجماعي في نهاية العصر الجيولوجي البرمي.
يشار إلى أن الفضل في هذا الاكتشاف يرجع إلى فريق من علماء الحفريات والجيولوجيين في متحف ترينتو للعلوم ومتحف علم الحفريات بجامعة زيورخ وجامعات تورين وروما لا سابينزا وجنوة. ونُشرت دراستهم في مجلة العلوم البيولوجية والطبية والبيئية Peer J.
زاحف شبيه بالتمساح
العلماء استنتجوا من حجم الآثار والمسافة بينها أنها ربما تنتمي إلى زاحف شبيه بالتمساح، بطول 4 أمتار على الأقل، وكان يسير على طول ساحل قديم بالقرب من دلتا نهرية.
طبقاً لما أوردته الدراسة، عُثر على أول آثار أقدام في الصخور في المنطقة عام 2008، واستمر العلماء في استكشافهم على مدار السنوات التالية حتى عثروا على المجموعة الكاملة من الآثار اللازمة للتعرف على الحيوان.
"أكبر الانقراضات الجماعية"
من جهته، قال ماسيمو برناردي، عالم الحفريات في متحف ترينتو للعلوم: "عثرنا على آثار أقدام في نوع من الرواسب مرتفعة الرطوبة ساعدت في حفظها في حالة جيدة".
برناردي ذكر أيضاً أن "العثور على آثار ليس مفاجئاً، حتى لو كانت من الماضي السحيق. لكن الشيء الاستثنائي هو الفترة التي كان فيها التمساح يتجول في هذا المكان، لأنها جاءت مباشرة بعد أكبر الانقراضات الجماعية".
هذا الانقراض الجماعي وقع، وفقاً للدراسة، بسبب ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة، على غرار ما يحدث لكوكب الأرض اليوم. وكان يُعتقد في السابق أن المنطقة، التي كانت في الحزام الاستوائي، أصبحت مفقرة لدرجة أن العلماء توقعوا أن الحيوانات الناجية كانت قد هاجرت إلى خطوط عرض أخرى.
فهم الآثار المحتملة لأزمة التغير المناخي
برناردي واصل حديثه قائلاً إن "زاحف بطول 4 أمتار يمنحنا دليلاً على أن النظام البيئي بأكمله نجا بطريقة أو بأخرى، لأنه لا يمكن أن يعيش بمفرده. فلم يكن يتجول في الصحراء وحسب، بل كان بحاجة إلى فريسة، وهذه الفريسة بحاجة إلى نباتات، وهكذا…".
وبإمكان العلماء أيضاً الاستعانة بهذه المتغيرات لفهم الآثار المحتملة لأزمة المناخ الحالية، بحسب برناردي الذي أشار إلى أننا "في زمن نشهد فيه تغيراً سريعاً في المناخ، من الاحتباس الحراري، وجفاف الحزام الاستوائي وما إلى ذلك. وأعتقد أن حقيقة تفاجُئنا بالعثور على ما يدل على نجاة أحد المخلوقات تؤكد مدى خطورة تأثير تغير المناخ".