عندما تعرَّض ترامب للعزل في الكونغرس لم يصوّت أي مشرع جمهوري مع القرار، لا في مجلس النواب ولا في مجلس الشيوخ، فهل أدى اقتحام أنصار ترامب الكونغرس إلى تغيير فعلي في صفوف الحزب الجمهوري؟
الرئيس الذي تعرض للعزل مرتين
جلسة التصويت على عزل دونالد ترامب، التي تجري مساء الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني، تمثل سابقة تاريخية في البلاد، إذ لم يحدث أن تعرَّض رئيس أمريكي للعزل في الكونغرس (أي محاكمته) مرتين خلال رئاسته، لكن ترامب الذي تمت تبرئته في المرة الأولى المعروفة بفضيحة أوكرانيا (أوكرانيا-جيت) يواجه محاكمة ثانية في الكونغرس قبل أسبوع فقط من انتهاء فترته الرئاسية الوحيدة رسمياً.
وسبب العزل الثاني لترامب هو اقتحام أنصاره لمبنى الكونغرس أثناء جلسة التصديق على فوز جو بايدن بالرئاسة، وذلك يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني، وتسبَّب الاقتحام الفوضوي والعنيف في سقوط قتلى وجرحى، وفجَّر غضباً شعبياً عارماً ضد الرئيس المتهم بالتحريض على ما حدث.
لكن رغم الغضب والرفض لتصرفات الرئيس رفض نائبه مايك بنس تفعيل التعديل 25 من الدستور، الذي يخوله وأغلبية وزراء الحكومة تجريد ترامب من صلاحياته ونقلها لبنس، واليوم سيُصوّت مجلس النواب على البدء في محاكمة ترامب أو عزله بلائحة اتهام من مادة واحدة، هي "التحريض على العنف"، فكم نائباً جمهورياً أعلن أنه سيُصوّت لصالح القرار؟ علماً أن الديمقراطيين يمتلكون الأغلبية اللازمة لتمرير القرار بالفعل.
وبحسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، أعلن بالفعل 5 من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين أنهم سيُصوتون لصالح عزل ترامب، رصدتهم على النحو التالي:
النائب جون كاتكو
كان النائب جون كاتكو عن ولاية نيويورك أول جمهوري يُعلن دعمه لمحاسبة الرئيس ترامب وعزله. وقال كاتكو، الذي عمل مدعياً فيدرالياً في السابق، إنه درس وقائع الحصار، الذي بدأ حين كان المشرعون يجهزون للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية.
وقال كاتكو في بيان: "لا يمكن تجاهل أن الرئيس ترامب شجع هذا التمرد، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي قبل 6 يناير/كانون الثاني، أو في خطابه ذلك اليوم. وبترويجه المتعمد لنظريات لا أساس لها بأن الانتخابات سُرقت بطريقة أو بأخرى، خلق الرئيس بيئة تحريضية من المعلومات المضللة والحرمان من الحقوق والانقسام. وحين تجلَّى ذلك في أعمال العنف، في 6 يناير/كانون الثاني، رفض التراجع عن دعوته في الحال، معرضاً أرواحاً لا حصر لها للخطر".
وقال إن الامتناع عن محاسبة الرئيس على أفعاله سيكون "تهديداً مباشراً لمستقبل ديمقراطيتنا".
النائبة ليز تشيني
قالت النائبة الجمهورية ليز تشيني عن ولاية وايومنغ مساء أمس الثلاثاء، 12 يناير/كانون الثاني، إنها ستصوت لصالح المساءلة، مشيرة إلى أن دور الرئيس في أعمال العنف تسبب في "الموت والدمار في أقدس مكان في جمهوريتنا".
وقالت في بيان: "الرئيس الأمريكي دعا هؤلاء الغوغاء وجمعهم وأشعل فتيل هذا الهجوم. وكل ما تبع ذلك كان من صنعه، وما كان أي من هذا ليحدث لولا الرئيس، وكان بإمكان الرئيس التدخل على الفور وبقوة لوقف هذا العنف، لكنه لم يفعل، لم نشهد يوماً خيانة كهذه من رئيس أمريكي لمنصبه وقسمه على حماية الدستور".
وليز تشيني هي ابنة ديك تشيني نائب الرئيس جورج بوش الابن، وليست هذه هي المرة الأولى التي تنتقد فيها ترامب، إذ عارضته علناً في موقفه من الدكتور أنطوني فاوتشي بشأن وباء كورونا، إضافة إلى رفضها لكثير من قراراته الخاصة بالسياسة الخارجية، بحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية.
ورصد تقرير الشبكة رد فعل نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب على تصريحات تشيني بقولها: "هذا أمر يحسب لها (اتشيني) لأنها تلتزم بالقسم الذي أدته كعضوة في مجلس النواب".
النائب آدم كينزينغر
انضم النائب آدم كينزينغر عن ولاية إلينوي، كثير الانتقاد للرئيس ترامب، إلى زملائه الجمهوريين مساء الثلاثاء، قائلاً إن البلاد تعيش حالة لم تمر بها من قبل. وقال إن ترامب "شجع حشداً غاضباً على اقتحام مبنى الكونغرس بالولايات المتحدة لوقف حصر الأصوات الانتخابية".
وقال في بيان: "لا شك أن رئيس الولايات المتحدة حنث بيمين المنصب وحرض على هذا الشغب"، مضيفاً أنه إذا كانت تصرفات الرئيس "لا تستحق المساءلة، فما الذي يستحق؟".
النائب فريد أبتون
أصدر النائب فريد أبتون عن ولاية ميشيغان بياناً قال فيه إنه سيصوت لمحاسبة ترامب بعدما "لم يعرب الرئيس ترامب عن أسفه"، لما حدث في مبنى الكونغرس.
وقال أبتون: "كنت أفضل توبيخاً رسمياً من الحزبين بدلاً من إجراءات عزل مطولة. وأخشى أنها ستتداخل مع إجراءات تشريعية مهمة وإدارة بايدن الجديدة، ولكن حان الوقت لنقول: طفح الكيل".
النائبة خايمي هيريرا بيوتلر
قالت النائبة خايمي هيريرا بيوتلر عن ولاية واشنطن إنها ستصوت للمساءلة، لأنها تعتقد أن الرئيس تصرف بما يخالف يمين المنصب.
وقالت: "أتفهم قول البعض بأن أفضل مسار هو الامتناع عن زيادة تأجيج الغضب في البلاد أو إبعاد الناخبين الجمهوريين، لكنني ناخبة جمهورية، وأؤمن بدستورنا والحرية الفردية والأسواق الحرة والإحسان والحياة والعدالة والسلام وهذا البلد الاستثنائي. وأرى أن خير خدمة نقدمها لحزبنا هي أن نختار الحقيقة".