أصدرت هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، التي تضم قادة الأفرع المختلفة للجيش، بيانا نادراً، الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني 2021، يدين حادثة اقتحام الكونغرس الأسبوع الماضي من جانب مناصرين للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي قالت في بيانها الذي قطع صمتاً دام أسبوعاً، إن حادثة اقتحام مبنى الكابيتول كانت هجوماً على العملية الدستورية الأمريكية وانتهاكاً للقانون.
بيان قادة أركان الجيش الأمريكي
كما أضافت الهيئة في البيان الذي تم تعميمه على الجيش الأمريكي بأكمله: "شاهدنا أعمالاً داخل مبنى الكابيتول لا تتفق مع سيادة القانون. إن حقوق حرية التعبير والتجمع لا تعطي لأحد الحق في اللجوء إلى العنف والفتنة والتمرد".
كما أكد البيان فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، وكرر التزام الجيش بطاعة "الأوامر القانونية من القيادة المدنية".
أضاف قادة الجيش في بيانهم أن الرئيس المنتخب جو بايدن سيجري تنصيبه يوم 20 يناير/كانون الثاني، وسيصبح قائدهم، كما أشار البيان إلى أن أي عمل لتعطيل العملية الدستورية لا يتعارض مع تقاليد وقيم ويمين الجيش فحسب بل يتعارض أيضاً مع القانون.
مسؤولون أمريكيون قالوا إن رئيس الأركان لم يعلق على أحداث الأسبوع الماضي، لأنه أراد أن ينأى بنفسه عن السياسة.
فيما عبر بعض أفراد الجيش في أحاديث خاصة عن قلقهم، لأن كبار القادة لم يقدموا توجهاً في أعقاب الهجوم على الديمقراطية الأمريكية يوم الأربعاء.
كان هناك أيضاً تركيز متجدد على التطرف داخل الجيش الأمريكي بعد اقتحام مبنى الكونغرس، إذ إن قسماً كبيراً من أفراد الجيش بيض وذكور.
كما قال الجيش لوكالة رويترز يوم الثلاثاء إنه يعمل مع مكتب التحقيقات الاتحادي لمعرفة ما إذا كان من بين المهاجمين أفراد حاليون في الجيش، ولمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لتدقيق إضافي في نحو عشرة آلاف من أفراد الخدمة السرية وقوات الحرس الوطني الذين سيتولون مهمة تأمين حفل تنصيب بايدن.
وتتألف هيئة الأركان المشتركة من قادة كل فرع في الجيش ويرأسها الجنرال مارك ميلي.
حادثة اقتحام الكونغرس
يأتي ذلك كله بعد أن شهدت واشنطن سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، حينما اقتحم مناصرو ترامب مبنى الكونغرس بهدف تعطيل جلسات المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، فيما أسفرت المواجهات بين قوات الأمن والمقتحمين عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال 52 آخرين.
حاولت الشرطة التصدي لهذا الحدث غير المسبوق، فأشهرت الأسلحة وأطلقت الغاز المسيل للدموع وهي تقوم بإجلاء المشرعين من المبنى، وكافحت على مدى أكثر من ثلاث ساعات لإخلاء المبنى من أنصار ترامب الذين اقتحموا القاعات في مشاهد فوضوية صادمة.
من جانبهم، أسقط المحجتون الحواجز واشتبكوا مع الشرطة، مع تدفق الآلاف على ساحات الكونغرس.
استمرت هذه الأحداث لعدة ساعات إلى أن أعلنت الشرطة تأمين مبنى الكونغرس بعد الساعة الخامسة والنصف مساء (2230 بتوقيت غرينتش)، واستأنف الأعضاء الاجتماع بعد قليل من الساعة الثامنة مساء (0100 بتوقيت غرينتش يوم الخميس) لمواصلة عملية التصديق على نتائج الانتخابات.