كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، عن انتحار ضابط شرطة أمريكي كان موجوداً خلال اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول)، وقد عُثر عليه منتحراً بعد يومين من واقعة الاقتحام التي جرت الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021.
كانت قوات الشرطة بمبنى الكونغرس الأمريكي قد أعلنت، الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2021، وفاة أحد أفرادها يدعى هوارد ليبينغود (51 عاماً)، دون أن تعلن انتحاره، ولم تذكر سبب الوفاة.
إلا أن "واشنطن بوست" نقلت عن مسؤولين في قوة إنفاذ القانون قولهم إن ضابط الأمن توفِّي منتحراً، بعدما كان متواجداً في مبنى الكونغرس أثناء تعرُّض المبنى للحصار والاقتحام من قِبل بعض المؤيدين للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
تأتي واقعة الانتحار في ظل تحقيقات موسعة عن ملابسات حادثة اقتحام الكونغرس، وسط شكوك حول تورط بعض أفراد الأمن في المشاركة بتلك الأحداث التي أثارت ردود فعل واسعة داخل وخارج الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أن الضابط الأمريكي الذي أقدم على الانتحار كان يعمل في شرطة الكونغرس منذ أبريل/نيسان 2005 إلى أن عُيّن في قسم مجلس الشيوخ، وقال زميله بالعمل إنه كان يعمل غالباً عند مدخل ديلاوير لمجلس الشيوخ.
"خسارة مأساوية"
في هذا الصدد، عبّر وزير الخارجية الأسبق، جون كيري عن حزنه لوفاة الضابطين، قائلاً إنها "خسارة مأساوية لاثنين من الوطنيين اللذين أمضيا حياتهما المهنية في حماية أروقة الديمقراطية".
يُشار إلى أن مواجهات اندلعت يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021 بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس في واشنطن، أسفرت عن مقتل 5 بينهم سيدة وضابط شرطة.
"سابقة خطيرة في تاريخ أمريكا"
يذكر أن حادثة اقتحام الكونغرس سابقة خطيرة في الحياة السياسية الأمريكية، وجرت أثناء انعقاد جلسة التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، وتأكيد اسم الرئيس الفائز ونائبه.
من جهته أفاد وزير الجيش الأمريكي رايان مكارثي أنه تم فتح ما لا يقل عن 25 قضية إرهاب محلية في واقعة اقتحام الكونغرس.
حيث أبلغت إدارات الشرطة في فرجينيا وواشنطن عددا من أفرادها باعتبار أنفسهم في إجازة إدارية، بينما تفحص السلطات ما إذا كانوا قد شاركوا في أعمال غير قانونية خارج أوقات العمل.
بدوره، قال رئيس شرطة الكونغرس الأمريكي المستقيل ستيفن سوند، لصحيفة واشنطن بوست، إن مسؤولي الأمن في مجلس النواب ومجلس الشيوخ عرقلوا جهوده لاستدعاء الحرس الوطني، حيث ترددوا في اتخاذ خطوات رسمية لطلب الحرس الوطني حتى بعد ورود معلومات تفيد بأن الحشد الذي دعاه ترامب إلى واشنطن ربما يكون أكبر بكثير من المظاهرات السابقة".
لكن مسؤولون أمنيون اعترفوا بأن شرطة الكونغرس المُكلفة بحماية الكونغرس لم تكن قادرة على مواجهة الحشود الكبيرة التي اقتحمت المبنى.