فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة 9 يناير/كانون الثاني 2021، عقوبات على قائد الحشد الشعبي العراقي، ومستشار الأمن الوطني السابق فالح الفياض، ووضعته على القائمة السوداء، بعدما ربطت بينه وبين انتهاكات لحقوق الإنسان خلال مظاهرات مناوئة للحكومة في 2019 شهدت مقتل مئات المحتجين.
معاقبة الحشد الشعبي
وزارة الخزانة الأمريكية أشارت في بيان إلى أنها أدرجت الفياض على القائمة السوداء، واتهمته بأنه جزء من خلية أزمة تشكلت في أواخر 2019، لإخماد الاحتجاجات بدعم من فيلق القدس، في "الحرس الثوري" الإيراني، المدرج أيضاً على القائمة السوداء الأمريكية.
تشمل العقوبات مصادرة جميع ممتلكات الفياض ومصالحه الشخصية الموجودة في الولايات المتحدة، وحظر أي كيانات يمتلك 50% من حصتها، أو يمتلكها هو وآخرون بشكل مباشر أو غير مباشر.
كذلك أشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن العقوبات على الفياض تأتي تطبيقاً للأمر التنفيذي رقم 13818، الذي يقضي بمعاقبة المنتهكين لحقوق الإنسان حول العالم، وناشري الفساد.
الوزارة أضافت أن ميليشيا الحشد الموالية لإيران اعتدت على المشاركين في التظاهرات العراقية التي خرجت رفضاً للفساد، والبطالة، والركود الاقتصادي، وسوء الخدمات العامة، وتدخل إيران في الشؤون الداخلية العراقية.
من بين الاتهامات الأخرى أيضاً أن "العناصر الموالية لإيران في الحشد الشعبي تشن حملة اغتيالات ضد النشطاء السياسيين في العراق، الذين ينادون بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، واحترام حقوق الإنسان وتعيين حكومة نظيفة"، وفقاً لوكالة الأناضول.
من جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، إنه "من خلال إدارة والإشراف على قتل المتظاهرين السلميين العراقيين، فإن المتشددين المتحالفين مع إيران مثل فالح الفياض يشنون حملة عنيفة على الديمقراطية العراقية والمجتمع المدني"، وفقاً لوكالة رويترز.
كذلك أشار منوتشين إلى أن أمريكا "ستواصل محاسبة منتهكي حقوق الإنسان في العراق الذين يهدفون إلى حرمان العراقيين من جهودهم للاحتجاج السلمي والسعي إلى العدل واجتثاث الفساد في بلادهم".
اتهام الحشد الشعبي بانتهاكات
يُعد الفياض من السياسيين الشيعة البارزين في العراق، وكان يشغل إلى جانب منصبه الحالي، منصب مستشار الأمن الوطني، إلا أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أقاله من منصبه قبل أشهر.
كان الحشد الشعبي قد تشكل لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المُصنف على لوائح الإرهاب، عند اجتياحه لشمالي وغربي العراق عام 2014، وخاض معارك ضد التنظيم إلى جانب قوات الجيش.
إلا أن الحشد، وخاصة فصائله المقربة من إيران، يواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات بحق السنة، إضافة إلى قمع الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في 2019 ضد النخبة الحاكمة المتهمة بالفساد والتبعية للخارج.
يتكون الحشد الشعبي من فصائل شيعية في الغالب، ولدى الكثير من قادتها صلات وثيقة بإيران. ورغم أنها تعتبر قوات نظامية فإن مسلحيها يتلقون أوامرهم من قادتهم بدلاً من الحكومة، وفق ما يؤكد مراقبون.
يُشار إلى أن الفياض كان قد شارك مؤخراً في إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال نائبه أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني.