قال موقع Axios الأمريكي، الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2020، إن مقربين من الرئيس الأمريكي ومسؤولين جمهوريين يفكرون في اتخاذ خطوات جذرية لكبح جماح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وذلك في ضوء ما وقع من اقتحام لمبنى الكابيتول الأمريكي، وبقاء نحو 12 يوماً على انتهاء فترة ولايته.
وفق تقرير للموقع الأمريكي، فإن هذه الإجراءات تشمل تحميل المسؤولية أو المساءلة المفضية إلى العزل أو حتى تفعيل التعديل الخامس والعشرين، الذي يسمح بتنحية الرئيس الأمريكي عن منصبه، وهي خطوة لطالما رُفضت باعتبار اللجوء إليها خيالاً ليبرالياً، فيما يتضمن اللجوء إليها تدخُّلَ نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، لتنحية ترامب، في حال تبيَّن أن الأخير غير قادر على الاضطلاع بواجبات منصبه.
من جانبه، دعا النائب الجمهوري بمجلس النواب الأمريكي، آدم كينزنجر، إلى تفعيل التعديل الـ25 من الدستور الأمريكي؛ لإقصاء ترامب من السلطة، وذلك بعد يوم من اقتحام أنصار لترامب مبنى الكونغرس، في هجوم مروع على الديمقراطية الأمريكية.
وقال كينزنجر في مقطع فيديو على تويتر: "كل المؤشرات تدل على أن الرئيس أصبح مضطرباً ومنفصلاً، ليس فقط عن تأدية واجبات منصبه أو حتى القَسم، بل عن الواقع ذاته".
خيارات فوق طاولة الحزب
إذ كشف الموقع الأمريكي أن هذه النقاشات صدرت عن مساعدين حاليين وسابقين في البيت الأبيض، ومسؤولين بالحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، إضافة إلى أعضاء في جماعات ضغط تابعة للجمهوريين ومستشارين سياسيين، وجميعهم لطالما أيدوه أو استوعبوا أفعاله بهدوء حتى الآن.
في هذا السياق، أشار مصدران مشاركان في المناقشات إلى أن مسؤولين كباراً بوزارة الخارجية الأمريكية أثاروا مناقشات تتعلق بتفعيل التعديل الخامس والعشرين، مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض ووزارات أخرى.
يقول الموقع الأمريكي، إن الجمهوريين غاضبون من الرئيس بسبب الهجوم الذي يرون أنه يشنّه على الديمقراطية الأمريكية، وما شكّلته أفعاله من إهانةٍ للحزب الجمهوري واعتداء على قدسية مكانتهم بوصفهم أعضاء في الكونغرس الأمريكي.
كما أن هناك مخاوف تتعلق بما إذا كان بإمكان البلاد الصمود أسبوعين آخرين مع ترامب في قيادتها، وما حجم الفوضى الإضافية والانقسامات التي يمكنه زرعها قبل مغادرة المنصب.
"لا ينبغي له أن يبقى يوماً واحداً بالسلطة"
في السياق نفسه، طالب زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ تشاك شومر، نائبَ الرئيس الأمريكي مايك بنس، الخميس، بتفعيل التعديل 25 بالدستور الأمريكي؛ لعزل الرئيس دونالد ترامب على الفور، مضيفاً أن الكونغرس سيحاكم ترامب إذا لم يتحرك بنس.
إذ قال شومر في بيان: "ما حدث أمس بالكونغرس الأمريكي تمرد ضد الولايات المتحدة بتحريض من الرئيس… لا ينبغي للرئيس البقاء في السلطة يوماً واحداً بعد ذلك".
كما أضاف قائلاً: "إذا رفض نائب الرئيس والحكومة التحرك، فإنه ينبغي للكونغرس الانعقاد لمحاكمة الرئيس".
لا جدوى من محاولة إقناعه
علاوة على ذلك، أشار الموقع إلى أن ثمة غضباً داخل الحزب الجمهوري حيال السيناتور جوش هاولي والسيناتور تيد كروز وآخرين، ممن أعطت خططهم للاعتراض على عملية التصديق على فوز بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية حيثيةً لتدخُّل ترامب وذريعةً للاحتجاجات وترويجاً لفكرة أنه يمكن استخدام الكونغرس لقلب إرادة الناخبين.
من الجدير بالذكر أن الأيام الأخيرة حملت خلف الكواليس شعوراً انتشر بين عدد كبير من المقربين من ترامب لفترة طويلة، مفاده أنه لا جدوى من محاولة الوصول إلى ترامب أو السعي لإقناعه بتهدئة الأمور.
وأشارت المصادر إلى أنه ببساطة لا يتجاوب مع بعضهم، وحين يتكلم مع آخرين فإنه لا يستمع لآرائهم. وبحسب الموقع، فإن ترامب لا يريد أن يسمع أنه خسر الانتخابات أمام بايدن وأن بايدن لا يستطيع قلب النتائج، وأنه ينبغي أن يساعد الحزب الجمهوري بدلاً من إلحاق الضرر به، أو أنه يجب أن يطلب من المحتجين المؤيدين له أن ينسحبوا ويتراجعوا عن اعتراضاتهم.
هل سيتم عزله؟
من جهة أخرى، قالت مصادر إن ترامب لا ينفك ينتقد بنس ويعرب عن غضبه حيال امتناعه عن التجاوب مع خطته بوقف التصديق على فوز بايدن.
ومع ذلك فإن خطوات التقريع التي يجري الحديث عنها، من المستبعد أن تدخل حيز التنفيذ الفعلي، إذ حتى لو كانت هناك رغبة من الحزبين في إجراء محاكمة عزل جديدة لترامب، فإنه ليس ثمة وقت كافٍ لإجراء محاكمة عزل بمجلس الشيوخ.
من جهة أخرى، فإن المضي في مسار تفعيل التعديل الخامس والعشرين يتطلب موافقة بنس وأغلبية أعضاء حكومة ترامب، غير أن كثيراً من أعضاء مجلس الوزراء هؤلاء كانوا أيضاً موالين لترامب، لذلك ليس من غير الواضح أن الدعم والإرادة موجودان لديهم لمسارٍ كهذا حيال ترامب.
ومن ثم، يخلص الموقع إلى أنه لا يوجد قادة جمهوريون في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ يؤيدون هذا الاتجاه على الحقيقة حتى الآن، ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كان أولئك الذين تحدثوا عن مسار تنحية ترامب كانوا قد أطلقوا العنان لأفكارهم تحت تأثير الصدمة التي لحقت بالديمقراطية، إثر اقتحام الكونغرس، أم أن هناك بالفعل كتلة حرجة تتفاقم للمضي قدماً وتنطوي على مواجهة ترامب بثمن أفعاله.