أنقذ موظفون في مجلس الشيوخ الأمريكي صناديق بطاقات الاقتراع الانتخابية لتجنب حرقها عندما اقتحم مثيرو الشغب المؤيدون للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مبنى الكابيتول الأمريكي، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، بحسب ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية.
إذ كان من شأن وصول المشاغبين إلى صناديق المجمع الانتخابي التي كان يصادق النواب الأمريكيون عليها أن يزيد من تأزيم الوضع، ويسبب "كارثة انتخابية" وتعطيل تأكيد الكونغرس ومجلس الشيوخ فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.
موظفو مجلس الشيوخ أنقذوا بطاقات الاقتراع
فقد غرَّد جيف ميركلي، السيناتور الديمقراطي من ولاية أوريغون، قائلاً إن فريق عمله حملوا بطاقات الاقتراع انتخابية من داخل مجلس الشيوخ لتجنب حرقها، حين اقتحم مثيرو الشغب المؤيدون لترامب مبنى الكابيتول الأمريكي. وكتب على تويتر: "لو لم يجلبها موظفونا المتميزون لأحرقها الغوغاء".
كان المشاغبون قد اقتحموا حواجز الشرطة ودخلوا إلى غرفة مجلس الشيوخ نفسها، بعد أن هتف الرئيس ترامب في تجمع حاشد "أنقذوا أمريكا"، وأعلن أنه "لن يتنازل أبداً" وحث أنصاره على الزحف إلى مبنى الكابيتول احتجاجاً.
قال رئيس شرطة واشنطن العاصمة إن المشاغبين الموالين لترامب أطلقوا "مواد كيميائية مهيجة" ليتمكنوا من الدخول إلى مبنى مجلس الشيوخ.
بينا قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن أحد الضباط، الذي كان يقف مدافعاً عن بابين، أمر بالتوجه نحو "مبنى مكتب راسل التابع لمجلس الشيوخ"، لأن المقتحمين المؤيدين لترامب قد وصلوا أيضاً إلى مركز زوار الكابيتول.
حينها ركض بعض أعضاء المجلس، ومشى بعضهم الآخر، فيما دفع حراس الأمن شومر (زعيم الأقلية الديمقراطية) دفعاً إلى مغادرة المكان.
في علامة على تفكير الموظفين السريع، جمع مساعدو أعضاء المجلس عدة أشخاص لحمل الصناديق التي تحتوي على شهادات الهيئات الانتخابية للولايات، وهي الوثائق اللازمة للتصديق على فوز بايدن.
لحظات الرعب التي عاشها النواب
بحلول الساعة 2:45 مساءً، كان معظم أعضاء المجلس ومجموعة من المساعدين وأفراد وسائل الإعلام قد تجمعوا في الغرفة الآمنة. أبلغ الضابط الحاضرين بأنهم في أمان، لكنه قال إن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتأمين مجمع الكونغرس. وفي غضون ذلك، قالوا إنهم يحاولون العثور على حافلات لتقل الجميع إلى منطقة أكثر أماناً.
بالعودة إلى مبنى الكابيتول، كانت الشرطة قد بدأت في البحث غرفةً غرفة للعثور على أعضاء مجلس الشيوخ والموظفين والصحفيين الذين تُركوا وراءهم. وقال أحد كبار مساعدي الحزب الجمهوري، الذي لديه مكتب لا يبعد كثيراً عن قاعة مجلس الشيوخ، إنه أخذ في يده قضيباً فولاذياً واتخذ ركناً خلف باب غرفته عندما اقترب المقتحمون المؤيدون لترامب. وقال إنه لما بدا وكأنه 20 دقيقة، أخذ مثيرو الشغب يطرقون بابه محاولين اقتحام الغرفة.
مع ذلك، فقد تكوّم آخرون في صمتٍ بإحدى الغرف الصغيرة التي أغلقوا بابها من الداخل، وأطفأوا هواتفهم المحمولة، خشية لفت الانتباه إليهم، فيما كان المقتحمون يمرّون من أمامهم.
داخل قاعة التأمين بمجلس الشيوخ، أمر أحد كبار الضباط مجموعة من مرؤوسيه بالذهاب إلى السيناتور تامي داكوورث، وهي عسكرية سابقة فقدت ساقيها أثناء الخدمة في حرب العراق، وتتحرك الآن على كرسي متحرك، وكانت مختبئة في مكتبها، خائفة من السماح لأي شخص بالدخول.
بعدها ببضع دقائق، ظهرت السيناتور داكوورث في القاعة الآمنة.
تأمين المراسلين وأعضاء مجلس الشيوخ
في النهاية، اقتيد المراسلون من قاعة التأمين الرئيسية إلى بهو خارجي. بقى أعضاء مجلس الشيوخ في القاعة، ربما للبدء في مناقشة ما لحق بالنسيج الأساسي للديمقراطية الأمريكية. ونُقلت أجهزة تلفاز إلى قاعة أعضاء مجلس الشيوخ، حتى يتمكنوا من مشاهدة وقائع الفوضى وهي تتكشف بأم أعينهم.
تصاعد الضغط على الجمهوريين القلائل الذين كانوا يعترضون على عدِّ أصوات أعضاء الهيئات الانتخابية للولايات المصوتة لبايدن، وهي الاعتراضات التي كانت قد أعطت قبلة الحياة لأوهام الغوغاء الذين اعتقدوا في أربع سنوات أخرى لترامب.
قبل الساعة الخامسة مساءً بقليل، قاد السيناتور الجمهوري تيد كروز مجموعةً من المعترضين من الحزب الجمهوري إلى غرفة منفصلة لمناقشة ما إذا كان ينبغي المضي قدماً في اعتراضاتهم وتحديهم لسير الأمور، في ضوء أعمال الشغب والتمرد التي وقعت.
بحلول الساعة السادسة مساءً تقريباً، بدأ عدد متزايد من أعضاء مجلس الشيوخ يتحدثون عن العودة إلى قاعة المجلس في استعراض يرمي إلى تأكيد قوة الديمقراطية.
قبل الساعة 6:45 مساءً بقليل، أي بعد نحو أربع ساعات من فرار أعضاء مجلس الشيوخ من مبنى الكابيتول، ترددت أصوات تصفيق عالٍ من الغرفة الآمنة. كان الكونغرس قد قرر الاجتماع مرة أخرى.