كشف مسؤولون ووسائل إعلام محلية، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، أن أنصار ترامب يوسعون المظاهرات لتشمل عدداً من الولايات الأمريكية، إذ نظموا مظاهرات أمام مقار الكونغرس الولايات في عدة مدن من أتلانتا إلى سالم، عاصمة ولاية أوريجون، بالتزامن مع اقتحام مؤيدين لترامب مبنى الكونغرس في واشنطن، مطالبين بتغيير نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي فاز بها جو بايدن.
أنصار ترامب يوسعون المظاهرات لتشمل عدداً من الولايات
بعاصمة أوريجون حيث كانت الحشود تحتج تأييداً لترامب وضد القيود التي فرضتها الولاية بسبب جائحة كورونا، أحرق المحتجون دمية لحاكم الولاية الديمقراطي، فيما أعلنت الشرطة أن التجمع غير قانوني وأمرت المحتجين بالانصراف.
وذكرت شرطة أوريجون أن شخصاً واحداً على الأقل اعتقل في سالم للاشتباه به في التحرش والسلوك غير المنضبط.
بخلاف ذلك، لم ترد على الفور تقارير عن أعمال عنف أو اضطرابات كبيرة في مدن في أنحاء البلاد، حيث كرر أنصار ترامب مزاعمه التي لا تستند إلى أساس بحدوث تزوير واسع النطاق سلبه الفوز بفترة ولاية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.
محطة (كيه.إس.إن.تي) التلفزيونية المحلية ذكرت أن المحتجين دخلوا مبنى كونغرس ولاية كانساس في توبيكا وتجمعوا في الطابق الأول للمبنى، لكن المظاهرة ظلت منظمة. وقالت شرطة الولاية في وقت لاحق إن المتظاهرين حصلوا مسبقاً على تصريح للتجمع.
إغلاق واستنفار بعد اقتحام الكونغرس
فيما قال مايكل هانكوك، رئيس بلدية دنفر، على تويتر، إنه أصدر تعليمات لوكالات المدينة بإغلاق مكاتب البلدية مبكراً في عاصمة ولاية كولورادو بعد أحداث اقتحام الكونغرس قائلاً "توخياً للحذر" بعدما تجمع نحو 700 متظاهر عند مبنى كونغرس الولاية.
وصدرت أوامر أيضاً بإغلاق مجمع رئيسي للمحاكم ومبنيين حكوميين آخرين في أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا، بسبب الاحتجاجات قرب مبنى كونغرس الولاية.
ومن بين المسؤولين الذين جرى تعديل نشاطهم اليومي المعتاد مساعدون لسكرتير ولاية جورجيا براد رافينسبرغر، مسؤول الانتخابات الجمهوري، الذي تعرض لضغوط من ترامب في مكالمة هاتفية في مطلع الأسبوع "لإيجاد" أصوات إضافية مؤيدة للرئيس تكفي لتغيير فوز جو بايدن في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
والتر جونز المتحدث باسم رافينسبرغر قال إن الموظفين غادروا مكاتبهم بعد الغداء كإجراء احترازي بسبب الاحتجاجات. وقال إن رافينسبرغر لم يكن في مكتبه في ذلك الوقت.
فيما ذكرت صحيفة "سولت ليك تريبيون" المحلية أن متحدثاً باسم شرطة ولاية يوتا قال إنه جرى تعزيز الأمن عند مبنى كونغرس الولاية، لكنه قال إن المحتجين هناك كانوا "مسالمين للغاية"، مضيفة أن أفراداً قاموا برش أحد مصوريها برذاذ الفلفل لغضبهم من قيامه بتوثيق احتجاجهم.
ونظم بضع مئات من أنصار ترامب مظاهرة كذلك "لوقف السرقة" في فينيكس عاصمة ولاية أريزونا.
مظاهرات أخرى نظمت كذلك في عدد من عواصم الولايات الأمريكية الأخرى من بينها ليتل روك، عاصمة أركنسو، وتالاهاسي عاصمة فلوريدا، وسانتا في عاصمة نيو مكسيكو.
حادثة اقتحام الكونغرس
يأتي هذا بالتزامن مع يوم ساخن، عاشته العاصمة واشنطن، وشاهده الملايين حول العالم، عندما اقتحم المئات من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، مبنى الكونغرس، مطالبين بتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية التي خسرها، حيث أسفرت هذه الأحداث عن سقوط 4 قتلى، قبل أن يستعيد الأمن السيطرة على المبنى، وعودة النواب لاستئناف جلسات التصويت على نتائج الانتخابات الأمريكية.
قائد إدارة شرطة العاصمة واشنطن أعلن أن حصيلة هذه الأحداث كانت 4 قتلى، لقوا حتفهم داخل مبنى الكابيتول، فيما تم اعتقال 52 شخصاً شاركوا في الأحداث.
حالة طوارئ بواشنطن
من جانبها، أعلنت عمدة واشنطن العاصمة، موريل بروزير، تمديد حالة الطوارئ 15 يوماً في أعقاب أعمال الشغب التي أدت إلى اقتحام مؤيدين للرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس.
تمديد حالة الطوارئ هذه 15 يوماً يعني أنها ستستمر إلى ما بعد يوم تنصيب الرئيس الأمريكي في الـ20 من يناير/كانون الثاني الجاري.
وقالت العمدة إن هؤلاء الذين اقتحموا مبنى الكونغرس "سعوا لتعطيل عمل الكونغرس فيما يتعلق بعملية قبول والتصديق على أصوات المجمع الانتخابي".
فوضى في العاصمة الأمريكية
أوضح قائد الشرطة في واشنطن، روبرت كونتي، أن من بين القتلى امرأة أصيبت برصاص الشرطة، فيما قضى ثلاثةٌ آخرون جراء "حالات طوارئ طبية".
كانت امرأة أصيبت بطلق ناري، في وقت سابق الأربعاء، عندما حاول محتجون اختراق أحد الأبواب المحصنة في مبنى الكابيتول، وقد تم نقلها إلى المستشفى قبل أن تموت متأثرة بجراحها.
ووفقاً لوسائل إعلام أمريكية، فإن القتيلة تدعى آشلي بابيت، وهي من عتاة مناصري ترامب، وقد أتت إلى واشنطن من سان دييغو في جنوب كاليفورنيا.
كما أشارت الشرطة في بيان، إلى أن أنصار ترامب قد قذفوا "مواد كيميائية مزعجة" أثناء اقتحام "الكابيتول" الذي استمر لساعات قبل أن تتمكن قوى الأمن من إخراج المحتجين.
كما أكد مسؤولون في شرطة العاصمة أيضاً أنه تم العثور على قنبلتين أنبوبيتين، إحداهما داخل اللجنة الوطنية الديمقراطية.
عثرت الشرطة داخل الكابيتول على "ثلاجة صغيرة" خُبئ بداخلها مسدس وزجاجة مولوتوف (قنبلة حارقة بدائية).