استقال مسؤولان بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبيهما، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، احتجاجاً على أحداث اقتحام الكونغرس، فيما يبحث آخرون الخطوة ذاتها، وذلك بعدما سالت الدماء في مبنى الكونغرس، عندما اقتحم المئات من أنصار ترامب المبنى، في محالة منهم لتغيير نتائج الانتخابات وتعطيل تصويت الكونغرس على تثبيت فوز جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة
مسؤولون بالبيت الأبيض يستقيلون
ستيفاني غريشام، كبيرة موظفي عقيلة الرئيس الأمريكي ميلانيا ترامب، قدمت استقالتها بعد اقتحام الكونغرس، وفق وكالة "أسوشيتد برس"، فيما أعلنت سارة ماثيوز، نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، استقالتها جراء أحداث اقتحام الكونغرس.
إذ قالت ماثيوز، في بيان لها، إن "الولايات المتحدة تستحق انتقالاً سلمياً للسلطة".
ويبدو أن غريشام وماثيوز ليستا الوحيدتين، فقد كشفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن مسؤولين آخرين يبحثون تقديم استقالاتهم، ومنهم مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ونائبه مات بوتينغر، ونائب كبير موظفي البيت الأبيض كريس ليدل.
مطالب بعزل الرئيس بعد أحداث الكونغرس
رد فعل الجمهوريين لم يقتصر فقط على الاستقالات، بل راح عدد متزايد من المشرعين الجمهوريين، ومسؤولون بالإدارة الأمريكية يقولون إنه يجب عزل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في أقرب وقت حتى لو كان ذلك قبل يوم التنصيب المفترض في 20 يناير/كانون الثاني 2021.
إذ وصف مسؤول رفيع سابق بالإدارة الأمريكية أفعال الرئيس ترامب بـ"المشينة" بما فيه الكفاية لعزله حتى مع تبقي أيام قليلة على ولايته الرئاسية، قائلاً: "أعتقد أن هذا (اقتحام الكونغرس) صدمة كبيرة للنظام.. فكيف تبقيه أسبوعين آخرين بعد ذلك؟"، فيما دعا حاكم ولاية فيرمونت فيل سكوت، وهو جمهوري، إلى إقالة ترامب من منصبه، وفقاً لما نشرته شبكة CNN الإخبارية.
رؤساء سابقون يعلقون على الحادث
بعد حادث اقتحام الكونغرس استنكر 3 رؤساء أمريكيين سابقين ما حدث، وهو ما أدى إلى سقوط 4 قتلى، محملين الرئيس الحالي دونالد ترامب وقيادات من الحزب الجمهوري المسؤولية عن ذلك، حيث أدت أعمال الشغب والعنف إلى تأجيل التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
الرئيس الأمريكي السابق الديمقراطي باراك أوباما اعتبر أن أعمال العنف التي شهدها مبنى الكابيتول، الأربعاء، عندما اقتحمه أنصار دونالد ترامب "مخزية" لكنها ليست "مفاجئة".
أما الرئيس الجمهوري الأسبق جورج دبليو بوش فقد شن هجوماً عنيفاً على القادة الجمهوريين الذين أججوا حالة "التمرد" التي شهدها مبنى الكابيتول، الأربعاء، والتي تليق بـ"جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديمقراطية".
من جهته، اعتبر الرئيس الأسبق الديمقراطي بيل كلينتون ما حصل "اعتداء غير مسبوق" على المؤسسات الأمريكية.
اقتحام الكونغرس
وفي سابقة خطيرة في تاريخ السياسة الأمريكية، شهد مبنى الكونغرس، الأربعاء، اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا المبنى وجاء الاقتحام أثناء انعقاد جلسة للكونغرس للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية وتأكيد اسم الرئيس الفائز ونائبه.
فيما حاولت الشرطة التصدي لهذا الحدث غير المسبوق، بإشهار الأسلحة وإطلاق الغاز المسيل للدموع وهي تقوم بإجلاء المشرعين من المبنى، وكافحت على مدى أكثر من ثلاث ساعات لإخلاء المبنى من أنصار ترامب الذين اقتحموا القاعات في مشاهد فوضوية صادمة.
من جانبهم، أسقط المحجتون الحواجز واشتبكوا مع الشرطة، مع تدفق الآلاف على ساحات الكونغرس.
استمرت هذه الأحداث لعدة ساعات إلى أن أعلنت الشرطة تأمين مبنى الكونغرس بعد الساعة الخامسة والنصف مساء (2230 بتوقيت غرينتش)، واستأنف الأعضاء الاجتماع بعد قليل من الساعة الثامنة مساء (0100 بتوقيت غرينتش اليوم الخميس) لمواصلة عملية التصديق على نتائج الانتخابات.