في المكان الذي يشهد مراسم تسلُّم السلطة من الرئيس المنتخب، تجمَّع متظاهرون من أنصار الرئيس دونالد ترامب للاحتجاج. اقتحموا مبنى الكونغرس وحاصروه وأجبروا السلطات على إقفاله وتأمين كل من كان بداخله من مسؤولين حكوميين.
كانوا على وشك التصديق على نتيجة الانتخابات التي جرت في 2020 وأقرت بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، لكن أنصار ترامب كان لهم رأي آخر.
تاريخ الاحتجاجات أمام مبنى الكونغرس
إلا أن احتجاجات أنصار ترامب ليست الأولى من نوعها أمام هذا الصرح الحكومي الضخم، إذ شهدت أدراجه العالية وباحته العملاقة أحداثاً سياسية كبيرة، نذكر في هذا التقرير أهمها:
محاولة اغتيال رئيس
في 30 يناير/كانون الثاني من عام 1835، شهد مبنى الكونغرس المحاولة الأولى لقتل رئيس للولايات المتحدة في فترة حكمه.
كان الرئيس أندرو جاكسون يغادر مبنى الكابيتول بعد جنازة ممثل ساوث كارولينا وارن ديفيز، وفجأة ظهر من الحشود رجل يسمى ريتشارد لورانس، وهو دهان عاطل عن العمل ومختلّ عقلياً من إنجلترا، صوَّب مسدساً على جاكسون، لكن التصويب أخطأ الرئيس.
ثم أخرج لورانس مسدساً آخر، فشل أيضاً في قتل الرئيس (رجَّح الخبراء أن الرطوبة هي السبب)، ثم تم اعتقال لورانس على الفور.
مظاهرات دامية تطالب بحق تصويت النساء
على الرغم من أن النساء كن يقاتلن من أجل حق التصويت لمدة 60 عاماً، فإن التظاهرة التي حصلت عام 1913 في واشنطن، كانت أول حدث وطني استضافته حركة Women's Suffrage النسائية.
تجمعت الآلاف من النساء في واشنطن العاصمة؛ للمطالبة بتعديل دستوري يسمح للنساء بالإدلاء بأصواتهن وسماع أصواتهن.
كان الاحتجاج السلمي يضم أكثر من 20 عربة عائمة و9 فرق و4 ألوية. تم تحديد موعد التظاهرة عن قصد في 6 مارس/آذار 1913، أي في اليوم السابق لتنصيب الرئيس وودرو ويلسون، وفقاً لأرشيف مكتبة الكونغرس.
رغم أن التظاهرة بدأت سلمية، فإن المتفرجين القادمين إلى المدينة لمشاهدة تنصيب ويلسون هاجموا النساء بعنف، وتم نقل أكثر من 100 امرأة إلى المستشفى بسبب الإصابات، لكن العرض استمر وبالفعل مهد الطريق للحصول على حق المرأة بالتصويت عام 1920.
انفجار احتجاجي على الحرب العالمية
في 2 يوليو/تموز 1915، وقبل دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى، شهد مبنى الكابيتول احتجاجاً من نوع آخر.
إذ فجَّر الأستاذ الألماني الذي أراد إيقاف الدعم الأمريكي لحلفاء الحرب العالمية الأولى إريك مونتر (المعروف أيضاً باسم فرانك هولت)، قنبلة في غرفة الاستقبال التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي.
في صباح اليوم التالي حاول اغتيال نجل الممول الرئيسي جي بي مورغان الابن، بمنزله في لونغ آيلاند بولاية نيويورك.
وفي رسالة إلى صحيفة "واشنطن إيفنينغ ستار" نُشرت بعد الانفجار، قال مونتر، الذي كتب باسم مستعار، إنه يأمل أن يُحدث الانفجار "ضجيجاً كافياً لسماعه فوق الأصوات التي تطالب بالحرب".
وتعاقدت شركة جي بي مورغان مع بريطانيا العظمى آنذاك لشراء الذخيرة والإمدادات الأخرى للحرب.
في عام 1954، فتح "القوميون البورتوريكيون" النار على أعضاء الكونغرس من معرض الزوار؛ ما أدى إلى إصابة 5 ممثلين.
حلم مارتن لوثر كينغ
في أغسطس/آب عام 1963، تجمَّع أكثر من 250 ألف متظاهر في احتجاج سلمي خارج نصب لينكولن التذكاري بواشنطن العاصمة؛ للمطالبة بالمساواة العرقية في أغسطس/آب 1963، والذي يوجد في مقابل مبنى الكابيتول.
هناك، ألقى مارتن لوثر كينغ جونيور خطابه الشهير الآن "لديّ حلم".
أدى ضغط الاحتجاج على الرئيس جون كينيدي إلى دفع سياسات الحقوق المدنية قدماً، كما ساعد في تمرير قانون الحقوق المدنية عام 1964؛ لضمان حقوق التصويت، وحظر التمييز في المطاعم والمسارح والأماكن العامة الأخرى.
انفجارات وقنابل
في 1 مارس/آذار 1971، انفجرت قنبلة بالطابق الأرضي من مبنى الكابيتول وضعتها الجماعة الإرهابية المحلية اليسارية "ويذر أندرغراوند".
وضعت الجماعة القنبلة كاحتجاج على تورط الولايات المتحدة في أحداث لاوس.
وقتها، انخرطت الولايات المتحدة في حرب سرية خلال الحرب الأهلية اللاوسية 1953-1975، ودعمت حكومة لاو الملكية ومملكة لاوس وشعب الهمونغ ضد باثيت لاو وغزو جيش فيتنام الشعبي.
مرة أخرى في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1983، أعلنت مجموعة تسمى "وحدة المقاومة المسلحة" -صُنفت إرهابية- مسؤوليتها عن قنبلة انفجرت في بهو خارج مكتب زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ روبرت بيرد.
اتصلت المجموعة هاتفياً بصحيفة Washington Post قبل لحظات من الانفجار في الساعة الـ11 مساءً. وقالت في رسالة صوتية، إن هذا التفجير هو لدعم "نضال كل الدول" ضد العدوان العسكري الأمريكي في غرينادا ولبنان.
وفي 24 يوليو/تموز 1998، اقتحم راسل يوجين ويستون جونيور مبنى الكابيتول وفتح النار، مما أسفر عن مقتل ضابطي شرطة في الكابيتول.