تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن لأعمال عنف من جانب جماعة تُطلق على نفسها "Proud Boys"، بالإضافة إلى أنصار اليمين المتطرف الداعمين للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وذلك بالتزامن مع عقد الكونغرس جلسةً مشتركةً للتصديق على الأصوات الانتخابية للرئيس المُنتَخَب جو بايدن، يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021.
الداعمون لترامب يرون أن تحركاتهم تتسم بالشرعية القانونية والدستورية، في ظل رفض الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته الاعتراف بالهزيمة وقبول نتائج الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2020.
مؤيدو ترامب يستعدون لأعمال عنف في واشنطن
ما ساعد على مضي داعمي الرئيس المنتهية ولايته في سعيهم للتظاهر والاحتجاج وارتكاب أعمال عنف هو التغريدة التي نشرها ترامب، في يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 2020، داعياً فيها مؤيديه للتواجد في الاحتاجاجات الكبيرة المرتقبة في العاصمة، يوم 6 يناير/كانون الثاني، وقال فيها إنه سيكون هناك "مؤيِّدون جامحون" في هذا اليوم.
في المقابل، وعلى مدار الـ24 ساعة الماضية، استخدَمَ دونالد ترامب منصة تويتر للتحدُّث عن ظهوره في المسيرة، وفق التقرير الذي نشره موقع Raw Story الأمريكي يوم الأربعاء، 6 يناير/كانون الثاني 2021.
حيث كتب ترامب على تويتر إن "واشنطن تغرق بأشخاصٍ لا يريدون أن يشهدوا انتصاراً انتخابياً يسرقه الديمقراطيون اليساريون الراديكاليون المُتبجِّحون"، مُكرِّراً الحديث الزائف على حد وصف التقرير الامريكي، بأن فوز بايدن الانتخابي تحقَّق من خلال التزوير.
ترامب أضاف في التغريدة: "لقد سئم بلدنا، ولن يأخذوه بعد الآن! نحن نسمعكم (ونحبكم) من البيت الأبيض. اجعلوا أمريكا عظيمةً مجدَّداً".
جمهوريون ينوون الاعتراض على بايدن
في سياق متصل، ووفقاً للتقرير الأمريكي، تعهَّدَ ما يقرب من عشرة أعضاء بمجلس الشيوخ، بقيادة السيناتور تيد كروز (جمهوري من تكساس)، بالاحتجاج على التصديق على انتخاب بايدن، في حين تخيِّم الحيرة على مسألة ما إذا كان نائب الرئيس مايك بنس سيصادق على الأصوات الانتخابية، رغم أن الخبراء الدستوريين يتَّفقون على نطاقٍ واسع على أنه لا يملك السلطة لقلب النتيجة، وأن دوره شرفي إلى حدٍّ كبير.
كذلك فقد رصد التقرير الأمريكي شكل النقاش بين مؤيِّدي ترامب الذين يخطِّطون للمشاركة في حشد اليوم، على منصة بارلر للتواصل الاجتماعي والمنصات الأخرى، حيث قال التقرير إن النقاشات والمحادثات بينهما مليئة بالعنف والتهديدات باستخدام الأسلحة النارية، في تحدٍّ للقوانين الصارمة حول الأسلحة في العاصمة.
في المقابل، فقد أجَّجَ بعض المسؤولين الجمهوريين العنف، وشجَّعوا ميول مؤيِّدي ترامب للتخلي عن العمليات الديمقراطية واللجوء إلى انتفاضةٍ مسلَّحة لمنع الانتقال السلمي للسلطة.
من جانبه قال النائب الجمهوري لوي غومرت، الممثل عن تكساس، في مقابلةٍ مع شبكة Newsmax الأمريكية المُحافِظة: "إذا كانت النتيجة النهائية هي قول المحكمة إنهم لن يتطرَّقوا إلى الأمر لأن ما مِن وسيلةٍ لذلك، فسيكون الحكم هو أنه يجب عليك أن تخرج إلى الشارع، وأن تكون عنيفاً مثل حركة أنتيفا وحياة السود مهمة".
التلاعب الأجنبي بالانتخابات
في سياق موازٍ، ردَّ أحد أعضاء Proud Boys بولاية نيويورك، في منشورٍ على منصة بارلر، تحت اسم NineLine، يوم الإثنين 4 يناير/كانون الثاني، قائلاً: "لوي غومرت يقول إن الوطنيين يجب أن يكونوا عنيفين مثل أنتيفا وحياة السود مهمة! هذا هو الضوء الأخضر لنا!". ويوم الثلاثاء كتب على المنصة نفسها قائلاً: "وصلت إلى العاصمة آمناً".
في المقابل، فقد أصبح المؤيِّدون البارزون مثل لين وود، المحامي من أتلانتا، الذي حَشَدَ مؤيِّدي ترامب وروَّجَ لمزاعم غريبة حول تلاعبٍ أجنبي بالانتخابات، مُتشدِّدين بشكلٍ متزايد، بخصوص دعم دونالد ترامب في موقفه من الانتخابات الأمريكية، ورفض فوز جو بايدن، حيث وجَّهوا اتهاماتٍ جامحة ضد أيِّ جمهوري يُعتَقَد أنه يُظهِر أدنى قدر من عدم الولاء لترامب.