قال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الثلاثاء 5 يناير/كانون الثاني 2021، إنه لا يرى أنه يتمتع بالسلطة لمنع مصادقة الكونغرس على فوز جوزيف بايدن في الانتخابات الرئاسية، رغم إصرار ترامب على أن بنس يمكنه فعل ذلك.
ضغوط على بنس
وكالة رويترز، نقلت اليوم الأربعاء عن مستشارين أمريكيين، قولهم إن بنس سيلتزم بمهامه الرسمية، ولن يمنع تصديق الكونغرس، مشيرين إلى أن ترامب يمارس ضعوطاً على بنس حتى يساعده في إبطال هزيمته في الانتخابات.
جاءت رسالة نائب الرئيس، التي نقلها لترامب خلال غدائه الأسبوعي معه، وكتب ترامب على تويتر صباح يوم الثلاثاء الماضي: "نائب الرئيس يتمتع بسلطة رفض أصوات الناخبين المستندة إلى التزوير".
لكن صحيفة The New York Times، قالت إن هذا تأكيد غير دقيق من قبل ترامب، ويعطي توصيفاً خاطئاً لدور بنس الرسمي والمنصوص عليه دستورياً، والمتمثل في رئاسة مجلسي النواب والشيوخ، عند تلقيهما ومصادقتهما على الأصوات الانتخابية التي تسلمها الولايات وإعلان النتيجة.
بنس كان قد أمضى الأيام العديدة الماضية محاولاً التوفيق بين التوضيح للرئيس بأنه لا يملك السلطة لتغيير نتائج الانتخابات، وإرضائه لتفادي حدوث خلاف، قد ينسف أي فرصة أمامه للترشح لانتخابات 2024 باعتباره خليفة ترامب المخلص.
وحتى في الوقت الذي حاول فيه بنس جاهداً توضيح أنه لا يملك السلطة التي يبدو أن ترامب يعتقد أنه يملكها، أشار أيضاً إلى الرئيس، وأنه سيستمر في دراسة القضية حتى الساعات الأخيرة قبل بدء جلسة الكونغرس المشتركة يوم الأربعاء، بحسب أشخاص مطلعين تحدثوا للصحيفة الأمريكية.
بدورها، نقلت شبكة CNN عن مصدر مقرب من البيت الأبيض، قوله إن ترامب كان غاضباً بعد لقائه نائبه، ولم يستبعد المصدر أن يقوم ترامب بانتقاد نائبه في كلمة سيلقيها أمام أنصاره في واشنطن.
خيارات طُرحت لبنس
شخص مقرب من ترامب تحدث للصحيفة، وقال إن من ضمن الخيارات المطروحة لنائب الرئيس، دفعه إلى الاعتراف بمزاعم الرئيس المتعلقة بتزوير الانتخابات بشكل ما خلال واحدة أو أكثر من مناقشات مجلس الشيوخ، عن نتائج ولايات بعينها، قبل التصديق عليها، حيث سيرأس بنس هذه المناقشات.
من جانبه، وفي تصريح صدر في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء الماضي، أكد ترامب أن التقارير المتعلقة بحواره مع نائبه "أخباراً زائفة"، مضيفاً أنه لم يقل ذلك أبداً، "أنا ونائب الرئيس متفقان بالكامل على أن نائب الرئيس لديه سلطة التصرف".
بدورهم، يناقش الخبراء مدى قدرة بنس على التدخل بآرائه أو إدارة الإجراءات بطريقة بعينها.
يقول إدوارد فولي، مدير برنامج قانون الانتخابات في جامعة ولاية أوهايو: "بالطريقة التي يصوغ بها ترامب الأمر، لا توجد فائدة. فما يطلبه ترامب هو تحكم في النتيجة سيؤدي إلى إعلانه رئيساً. وهذا بالتأكيد ليس من ضمن سلطات بنس".
لكن فولي قال إن بنس يمكنه إضافة بعض "الدراما إلى المسرح"، إذا اختار أن يفعل. وقال إن أحد الأمثلة على ذلك أن يقدم نائب الرئيس مجموعتين "متعارضتين" من الأصوات الانتخابية لبعض الولايات وإجبار الكونغرس على مناقشة كليهما في الوقت نفسه.
فولي أضاف: "نعرف النتيجة النهائية، ولكننا لا نعرف متى سنصل إليها أو ما الإجراءات التي سنتخذها للوصول إليها".
وعلى الرّغم من مرور أكثر من شهرين على الانتخابات، لا يزال الرئيس الجمهوري الذي تنتهي ولايته بعد أسبوعين يرفض الإقرار بهزيمته أمام خصمه الديمقراطي، متذرّعاً بأنّ الانتخابات "سُرقت" منه بواسطة عمليات تزوير كثيرة فشل في تقديم أيّ دليل على حصول أيّ منها.
حتى الآن فشل ترامب في إقناع المحاكم والمسؤولين عن سير الانتخابات في الولايات بمزاعمه هذه، لكنّه نجح في أن يزرع الشكّ في عقول قسم من أنصاره الجمهوريين.
ويعقد الكونغرس اليوم الأربعاء جلسة للمصادقة على نتيجة تصويت الهيئة الناخبة (306 أصوات لبايدن مقابل 232 لترامب)، بيد أنّ هذه الجلسة التي لا تعدو كونها إجراء شكلياً في الأحوال العادية.
بل يُتوقّع أن تكون صاخبة هذه المرة، إذ تعهّد بعض حلفاء ترامب في مجلسي النواب والشيوخ الاعتراض على نتيجة تصويت الهيئة الناخبة، في خطوة قد تؤخّر عملية المصادقة على فوز بايدن لكنّها لن توقفها.