استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إغلاق شركة فيسبوك صفحته الثلاثاء 5 يناير/كانون الثاني 2021، وأطلق أخرى جديدة، داعياً "جميع المسلمين، والمنصفين في العالم" إلى دعمها، وأرجع الاتحاد في بيان، الإغلاق إلى مواقفه الداعمة للحق ولقضايا الأمة، وخاصة القضية الفلسطينية.
ويأتي الإغلاق بعد فتوى نشرها الاتحاد عبر صفحته على فيسبوك، السبت 2 يناير/كانون الثاني، بوجوب المقاطعة الشاملة للاحتلال الإسرائيلي، بما فيها مقاطعته اقتصادياً، إلى أن ينسحب من كافة الأراضي العربية المحتلة.
نداء إلى جميع المسلمين
قال البيان إنه "بسبب مواقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لصالح الحق ودعمه لقضايا أمتنا.. فوجئنا اليوم بخبر إغلاق صفحتنا على الفيسبوك بعد محاولات كبيرة لاختراق مواقعنا".
كما أضاف: "وما نقمت منا إدارة الفيسبوك إلا أننا نقول الحق، وندافع عن قضايا أمتنا العادلة في فلسطين وفي غيرها".
كما تم توجيه نداء "باسم الاتحاد إلى جميع المسلمين، والمنصفين في العالم، وبخاصة أهل العلم والمروءة أن يقفوا مع الاتحاد ومع صفحته الجديدة وقوفاً مع الحق، ودرءاً للظلم والطغيان، وحماية لصوت الحق الذي يراد إسكاته بجميع الوسائل (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)".
وأردف: "علماً بأن صفحتنا الرسمية السابقة على الفيسبوك من أنشط الصفحات، وبلغ عدد متابعيها أكثر من 3 ملايين".
ونشر الاتحاد رابط صفحته الجديدة على "فيسبوك"
واستطرد: "ننتظر منكم الدعم والنصرة والتأييد من خلال الدخول على الرابط أدناه والضغط على المشاركة والإعجاب بالصفحة ونشرها على أوسع نطاق".
جدير ذكره أن الاتحاد يهدف إلى أن يكون مرجعية شرعية أساسية في تنظير وترشيد المشروع الحضاري للأمة المسلمة، في إطار تعايشها السلمي مع سائر البشرية.
وهو مؤسسة إسلامية شعبية تأسست في مدينة دبلن بأيرلندا، عام 2004، وتضم أعضاء من بلدان العالم الإسلامي والأقليات والمجموعات الإسلامية خارجه، ويديرها كل من جمعية عامة ومجلس أمناء ومكتب تنفيذي ورئاسة الاتحاد وأمانة عامة.
حملة ضد المحتوى الفلسطيني
في السياق نفسه، دعت مبادرة حماية المحتوى الفلسطيني، إلى وقف النشر على منصة فيسبوك لمدة ساعتين السبت المقبل، احتجاجاً على "ملاحقة واستهداف" المحتوى بالتنسيق بين الاحتلال الإسرائيلي وإدارة مواقع التواصل.
إذ قالت في بيان، الثلاثاء، إن "المحتوى الفلسطيني عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتعرض لملاحقة واستهداف وتضييق في تنسيق كامل بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإدارة مواقع التواصل".
كما أضافت المبادرة (تجمع وسائل إعلام ونشطاء)، أن هذا التضييق خلف أضراراً شديدة بحق وسائل الإعلام الفلسطينية، وأثر سلباً على انتشار رسالتها.
تشمل "المبادرة" وقف النشر على "فيسبوك" السبت المقبل، بين الخامسة والسابعة مساء بتوقيت فلسطين (15:00 ـ 17:00 تغ).
كما تشمل حملة إعلامية لشرح الانتهاكات التي تتعرض لها وسائل الإعلام الفلسطينية من جانب إدارات مواقع التواصل.
انتهاكات واضحة
إياد الرفاعي، مدير مركز "صدى سوشال" (غير حكومي)، شريك في الحملة، قال إن مركزه رصد 1100 انتهاك بحق المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، بينها فيسبوك، خلال عام 2020.
ففي حديث له مع وكالة "الأناضول" للأنباء، قال الرفاعي إن الانتهاكات تزايدت
بنسبة 20% في 2020 مقارنة بالعام السابق.
وأفاد بأن الانتهاكات شملت خفض نسبة وصول المنشورات إلى الجمهور على مواقع التواصل 50%، وإغلاق حسابات، وحظر صفحات لفترات متفاوتة، وتجميد خصائص الإعلانات.
وأوضح أن الهدف من الحملة "إيصال الصوت الفلسطيني إلى إدارة فيسبوك، ولفت انتباه المؤسسات الدولية التي تعنى بحرية التعبير والرأي".
واتهم الرفاعي إدارات مواقع التواصل الاجتماعي بالاستجابة لضغوط الاحتلال الإسرائيلي، لمحاربة المحتوى الفلسطيني.