إسرائيل تلعب بالنار وهدفها إحراق إيران بنيران ترامب.. التصعيد في الخليج إلى أين؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/04 الساعة 12:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/05 الساعة 06:49 بتوقيت غرينتش
حاملة الطائرات نيميتز في مياه الخليج - رويترز

القرار الأمريكي بإبقاء حاملة طائرات كان مقرراً أن تغادر مياه الخليج أضفى مزيداً من التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وبينهما إسرائيل تسعى جاهدة لإشعال الحرب قبل أن يغادر دونالد ترامب البيت الأبيض، فهل تنجح؟

لماذا غير الجيش الأمريكي خططه؟

أمس الأحد 3 يناير/كانون الثاني، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز ستبقى في منطقة الخليج بسبب "التهديدات الأخيرة" من جانب إيران، بعد يومين فقط من الإعلان عن مغادرة نيميتز لمياه الخليج حيث كانت تتواجد منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

فحاملة الطائرات نيميتز تجري دوريات في مياه الخليج منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، لكنّ صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرت تقريراً قبل يومين ذكرت فيه أن كريستوفر ميلر القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي أمر حاملة الطائرات بالعودة إلى قاعدتها.

قوات البحرية الإيرانية خلال مناورات عسكرية في مضيق هرمز، أرشيفية/ فارس

ونقل تقرير الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن تلك الخطوة هي إشارة لـ"خفض التصعيد" موجّهة لطهران تجنباً لحدوث صدام في الأيام الأخيرة للرئيس المنتهية ولايته في البيت الأبيض.

لكن بيان ميلر الذي صدر الأحد ذكر أنه "بالنظر إلى التهديدات الأخيرة التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس ترامب ومسؤولين حكوميين أمريكيين آخرين، فقد أمرتُ حاملة الطائرات نيميتز بوقف إعادة انتشارها الروتينية".

وأضاف البيان: "ستبقى يو إس إس نيميتز الآن في موقعها في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية. لا ينبغي لأحد أن يشكك في عزم الولايات المتحدة الأمريكية".

هذا التحول المفاجئ في توقيت تشهد فيه المنطقة إشارات تنذر بقرب وقوع مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران جعل كثيراً من المحللين لا يستبعدون أن تقع مثل هذه المواجهة في الأيام القليلة المتبقية لترامب في البيت الأبيض.

هل إيران تهدد فعلاً بالانتقام؟

بيان وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة حول صدور تهديدات من الجانب الإيراني يستدعي التوقف أمامه، حيث إن ما يصدر عن طهران من تصريحات وتصرفات يوحي بالعكس تماماً، فإيران تسعى إلى تجنب الوقوع في فخ الحرب وتفويت الفرصة على ترامب في أيامه الأخيرة انتظاراً لتنصيب جو بايدن.

ويتضح هذا من تغريدة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول قال فيها إن "عملاء استفزازيين إسرائيليين يخططون لشن هجمات على الأمريكيين في العراق" لوضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "في مأزق بسبب حرب ملفقة". ومساء الأحد اعتبر ظريف أن الرئيس الأمريكي هو "الإرهابي الرئيسي".

ويأتي ذلك في سياق اتهامات طهران لترامب بالسعي إلى اختلاق "ذريعة" لشن "حرب" قبل خروجه من البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني بعد ولاية شن خلالها حملة "ضغوط قصوى" على طهران.

الجنرال إسماعيل قاآني بالعراق
الجنرال إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني (خاص)

وهذا الموقف تتبناه طهران منذ اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. فرغم اتهامها للموساد الإسرائيلي بتنفيذ عملية الاغتيال في قلب طهران بضوء أخضر من ترامب أو على الأقل بعلمه، أعلنت طهران أنها لن تنجر إلى فخ المواجهة العسكرية كما تريد إسرائيل وترامب.

كما وجهت إيران أوامر لميليشيات الحشد الشعبي في العراق بالتوقف عن استهداف السفارة الأمريكية في بغداد بالصواريخ وكذلك القوات والقواعد الأمريكية هناك، لتفويت الفرصة على ترامب حتى تنتهي ولايته. والرسالة نفسها جاءت على لسان قادة الحشد الشعبي وأيضاً على لسان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.

إسرائيل تدق طبول الحرب

في هذه الأجواء المشحونة، لا يجد المتابع للإعلام الإسرائيلي صعوبة في التوقف عند التقارير اليومية التي تتحدث عن حتمية "أخذ التهديدات الإيرانية" على محمل الجد، ونشرت صحيفة هآرتس اليوم الإثنين 4 يناير/كانون الثاني تقريراً عنوانه "إيران تهدد بالانتقام لمقتل سليماني. بعض الخبراء يقولون إن هذا يجب أخذه على محمل الجد".

التقرير أعده مراسل الصحيفة في واشنطن، وكما يقال الخطاب يقرأ من عنوانه، والعنوان هنا لا يحتاج لتفسير لكنه ربما يكون بحاجة للتحليل. فسليماني تم اغتياله قبل عام، وردت طهران باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في العراق بعشرات الصواريخ الباليستية دون أن تسقط قتلى بين الجنود الأمريكيين.

ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو/ رويترز

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، نشرت تقارير إعلامية في الولايات المتحدة وإسرائيل تتحدث عن سعي إيران لاغتيال السفيرة الأمريكية في جنوب إفريقيا، وهو ما نفته طهران بشكل قاطع وقتها واتهمت واشنطن بترويج شائعات ضد الجمهورية الإسلامية، لكن الأهم هنا هو تأكيد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية وقتها أن بلاده "تتابع موضوع اغتيال سليماني، في إطار القوانين الدولية وعلى جميع المستويات".

وفي ظل هذه المعطيات، يرى كثير من الخبراء أن إسرائيل هي الطرف الذي يضغط بشتى السبل لإقناع ترامب بشن ضربة عسكرية تستهدف المنشآت النووية لطهران قبل مغادرته البيت الأبيض، وهو ما كاد ترامب بالفعل أن يقدم عليه بالفعل منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لولا أن مستشاريه أقنعوه بالتراجع في اللحظة الأخيرة.

صحيح أن تقارير إعلامية أشارت إلى رفض السعودية لفكرة قيام ترامب بعمل عسكري ضد إيران، وهو ما يبدو أنه موقف الإمارات كذلك، مما يجعل إسرائيل الطرف الوحيد الساعي بقوة إلى ضرب إيران وبالتحديد منشآتها النووية، لكن كثيراً من المحللين يرون أن ترامب ربما لا يستجيب لتل أبيب في نهاية المطاف، لكن لا أحد يمكنه الجزم بما قد يقدم عليه الرئيس المنتهية ولايته خلال الأسبوعين المتبقيين له في البيت الأبيض.

تحميل المزيد