كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية في تقرير نشرته يوم السبت الثاني من يناير/كانون الثاني 2021 أن الملياردير مؤسس شركة "علي بابا" العالمية للتجارة الإلكترونية، جاك ما، اختفى بعد انتقاده للنظام الصيني.
في حين نقلت وكالة الأناضول عن الصحيفة البريطانية قولها إن الغموض يكتنف اختفاء جاك، بعد أن بدأت بكين تحقيقاً في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2020 لمكافحة الاحتكار ضد شركة "علي بابا".
كما ذكرت الصحيفة البريطانية أنه لا يوجد ما يشير إلى تعرضه لأذى جسدي إلى الآن.
ملياردير "علي بابا" يختفي عن الأنظار
في المقابل فقد جنى الملياردير جاك، الذي يبلغ من العمر 56 عاماً، ما يقرب من 48 مليار دولار، بعد تأسيس شركة "علي بابا"، والذي يعتبر النسخة الآسيوية من عملاق التجارة الإلكترونية أمازون.
فيما كانت علاقة رجل الأعمال الصيني وطيدة بالنظام الشيوعي، قبل أن تنقلب حكومة الصين عليه، بسبب انتقاده للمنظمين والبنوك المملوكة للدولة خلال مؤتمر التكنولوجيا المالية في أكتوبر/تشرين الأول، حسب الصحيفة نفسها.
كما اختفى ملفه الشخصي من موقع البرنامج التلفزيوني لرواد الأعمال الناشئين "أبطال الأعمال في إفريقيا"، والذي تقيمه مؤسسة "جاك ما" الخيرية، وغاب عن المقاطع الترويجية، وأذيعت الحلقة النهائية بدونه.
أنجح رجل أعمال في الصين
كذلك وقبل أسابيع من موعد الحلقة النهائية في نوفمبر/تشرين الثاني، كتب جاك تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر"، قال فيها: "لا أستطيع الانتظار لمقابلة المتسابقين"، ومنذ ذلك لم يظهر أي نشاط على حسابه، بعد أن كان يغرد عدة مرات يومياً.
ورغم كونه أحد أنجح رجال الأعمال في الصين، إلا أن صدامات جاك مع النظام تزايدت بسبب تفضيله للسوق والاقتصاد الأكثر انفتاحاً.
كان جاك حتى وقت قريب هو رائد نهج الصين الفريد لتوليد الثروات ضمن إطار شيوعي محكم السيطرة.
يذكر أنه حتى في وقت تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، بادر جاك بالتبرع
بـ2000 جهاز تنفس اصطناعي لنيويورك، ما دفع دونالد ترامب إلى شكره.
لكن منذ خطابه المتفجر في شنغهاي في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بدأت الحكومة بالتضييق على جاك، وأجهضت انطلاق شركة المدفوعات "آنت" المملوكة له، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة رد انتقامي على انتقاداته للحكومة.
تغير ملحوظ في مسيرة رجل الأعمال
في هذه الأثناء، اختفى رجل الأعمال الصيني تماماً عن الأنظار، وهو تغير مفاجئ وملحوظ بالنظر إلى ظهوره المعتاد ونشاطه العام الضخم.
في المقابل فلدى بكين تاريخ من الإجراءات القاسية ضد منتقديها، وفي مارس/آذار، اختفى رجال الأعمال البارز، رين تشي تشيانغ، بعد أن وصف الرئيس شي جين، بـ"المهرج" بسبب الطريقة التي تعامل بها مع أزمة فيروس كورونا.
من ناحية أخرى قال أصدقاء رين إنهم لم يتمكنوا من الاتصال به، وبعد 6 أشهر، حكم عليه بالسجن 18 عاماً، بعد أن "اعترف طواعية" بارتكاب جرائم فساد متعددة.
يذكر أنه في عام 2017، اختطف الملياردير، شيان جيان هوا، من فندق بهونغ كونغ، ويقال إنه تحت الإقامة الجبرية منذ 3 سنوات، ولم يذكر مكانه رسمياً حتى الآن.