أعلن التحالف العربي، بقيادة السعودية، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، إسقاط طائرة مسيَّرة للحوثيين حاولت استهداف مقر الحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب)، بعد "قصف صاروخي" دموي استهدف مطار عدن الدولي.
حيث نقلت قناة "الإخبارية" السعودية (رسمية) عن التحالف، قوله إنه "تم تدمير وإسقاط طائرة مسيَّرة حوثية حاولت استهداف قصر المعاشيق (مقر الحكومة في عدن)"، من دون تفاصيل.
في المقابل لم يصدر على الفور تعقيب من الحوثيين، غير أن الجماعة نفت، في وقت سابق من الأربعاء، صحة اتهام وزارة الداخلية لها بشن هجوم على مطار عدن الدولي، بالتزامن مع وصول الحكومة الجديدة من الرياض إلى العاصمة المؤقتة.
تحالف السعودية يعلن إسقاط طائرة للحوثيين
من ناحية أخرى، أفادت الداخلية، في بيان، بسقوط ما لا يقل عن 22 قتيلاً و50 جريحاً من المدنيين والعاملين بالمطار والشخصيات القادمة لاستقبال الحكومة. ولم توضح الداخلية ما إذا كانت الحصيلة أولية أم نهائية، غير أنها أكدت سلامة أعضاء الحكومة.
فيما أعلنت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، على "تويتر"، مقتل أحد أفرادها وإصابة ثلاثة آخرين وفقدان اثنين في تفجيرات مطار عدن. وأضافت: "كان موظفونا يمرون عبر المطار مع مدنيين آخرين.. هذا يوم مأساوي لنا ولشعب اليمن".
من جانبه قال نائب وزير الشباب والرياضة، منير الوجيه، لـ"الأناضول"، إن الحكومة بأغلب أعضائها وصلت إلى مطار عدن، قادمة من السعودية، لتبدأ مهامها بناء على "اتفاق الرياض" لعام 2019، بين السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
تشكيل حكومة اليمن الجديدة
من ناحية أخرى أدت حكومة مناصفة بين محافظات الشمال والجنوب اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، السبت، وهي تتألف من 24 حقيبة وزارية، حصل المجلس الانتقالي الجنوبي على 5 منها ضمن حصة الجنوب.
حيث يهدف تشكيل هذه الحكومة، وفق مراقبين، إلى إنهاء الخلاف بين السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي، والتفرغ لمواجهة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل الحكومة شمالي البلاد.
من جانبه نفى محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، أي علاقة لجماعته بالهجوم، قائلاً في تصريحات إعلامية، إن "ما جرى تصفية حسابات، من جرّاء الصراع الدائر بين مرتزقة العدوان" (يقصد الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي).
في حين يشهد اليمن، منذ 6 سنوات، حرباً بين القوات الحكومية، المدعومة من التحالف العربي من جهة، والحوثيين، المدعومين من إيران من جهة أخرى، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
وخلَّفت الحرب ما لا يقل عن 233 ألف قتيل، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
من جانبها أدانت المملكة العربية السعودية ما قالت إنه "عمل إرهابي جبان"، وقالت إن الهجوم يقف خلفه "قوى الشر"، وإنه موجَّه ضد الشعب اليمني أجمع وليس الحكومة فقط.
وقالت الخارجية السعودية في بيانها الرسمي، يوم الأربعاء: "تدين حكومة المملكة العربية السعودية بأشد وأقسى العبارات، العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن، اليوم، وأوقع عدداً من القتلى والمصابين، تزامناً مع وصول الطائرة التي تُقل رئيس وأعضاء الحكومة اليمنية الجديدة".