يواجه الشيخ الإماراتي العضو في العائلة الحاكمة، حمد بن خليفة آل نهيان، احتجاجاً وشتائم من قبل المشجعين المتطرفين لنادي "بيتار القدس" الإسرائيلي لكرة القدم، الذي اشترى نصفه عقب تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي.
"بيتار القدس" يرفض آل نهيان
صحيفة The Guardian البريطانية قالت الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن نادي "بيتار القدس" يواجه أزمة أعقبت إبرام "صفقة تاريخية" لبيع حصة من النادي للشيخ آل نهيان، لافتةً إلى أن المتطرفين من جمهور النادي يهتفون "الموت للعرب".
توضح الصحيفة أن النادي الإسرائيلي يواجه صعوبة في تقبُّل امتلاك عضو من العائلة الحاكمة في أبوظبي لـ50% من النادي، اعتباراً من هذا الشهر.
فقبل أسبوع، وفي أول تمرين تدريبي للفريق منذ إعلان الشراء، اتُهم أعضاء في القاعدة الجماهيرية اليمينية المتطرفة، المعروفة باسم La Familia "لا فاميليا"، بكتابة شعارات معادية للعرب على الجدران وترديد هتافات يكيلون فيها الشتائم واللعنات على المالك الإماراتي الجديد.
عضو في "لا فاميليا" تحدث للصحيفة البريطانية دون الكشف عن هويته، قائلاً إن "البيع لا يهدد يهودية النادي فحسب بل ومدينة القدس بأكملها، المدينة المقسمة بين اليهود والعرب والخاضعة لسيطرة الحكومة الإسرائيلية"، بحسب تعبيره.
يأتي هذا الغضب والرفض للشيخ آل نهيان، على الرغم من إعلان نادي "بيتار القدس" على موقعه على الإنترنت، أن الشيخ آل نهيان سيستثمر ما يقرب من 94 مليون دولار في النادي خلال العقد المقبل.
من جانبه، حاول موني باروش، الرئيس التنفيذي لنادي بيتار، التخفيف من حدة الهجوم على آل نهيان، وقال عبر الهاتف قبل مباراة للفريق يوم الخميس الفائت إن الصفقة هي"الطريقة الصحيحة لنشر السلام. وفرصة ممتازة للنادي وكرة القدم الإسرائيلية، ولإنهاء عنصرية قلة من المشجعين"، على حد قوله.
ورأت الصحيفة البريطانية أن هذه الصفقة قد لا تتعلق بالتعايش أو حتى بالنادي نفسه بقدر ما تتعلق بكسب الإمارات رصيداً سياسياً لدى حليفتها الجديدة إسرائيل وداعميها في واشنطن، إذ إن مشجعي "بيتار القدس" يضمون قطاعات من النخبة السياسية في إسرائيل، مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بينما تولى رئيس البلاد، رؤوفين ريفلين، إدارة النادي في السابق.
كره كبير للمسلمين
يعتبر مشجعو "بيتار القدس" تاريخياً معادين للمسلمين والعرب، لاسيما مجموعة المشجعين اليمينيين المتطرفين "لا فاميليا" المعروفة بأغانيها ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كذلك يُعد "بيتار القدس" الفريق الإسرائيلي الوحيد الذي لم يضم في صفوفه لاعباً عربياً، لكنه عمل على تغيير صورته في السنوات الأخيرة ونال في 2017 جائزة بسبب جهوده لمكافحة العنصرية.
كان من بين المواقف العنصرية الفجة لرابطة مشجعي الفريق، مطالبتهم إدارة النادي، في يونيو/حزيران 2019، بالعدول عن ضم اللاعب النيجيري، محمد علي، بسبب اسمه، أو تغييره، كشرط لقبول لعبه بالفريق.
وقبل الإعلان عن إتمام الصفقة، ذكرت وسائل إعلام عبرية من بينها صحيفة "معاريف" يوم 1 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن مشجعي نادي "بيتار القدس" كتبوا على الجدار الخارجي لملعب ناديهم عبارات مسيئة للعرب والإمارات، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كان من بين ما كتبه مشجعون "لن تستطيعوا شراءنا"، و"الموت للعرب"، وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة وصلت بعد ذلك إلى المكان وحذفت العبارات المسيئة، وبدأت فتح تحقيق في الحادثة.
يُشار إلى أنه منذ تطبيع العلاقات، وقّع كل من الإمارات والبحرين مجموعة من الصفقات مع إسرائيل إن كان في السياحة، والطيران أو الخدمات المالية.
قوبل تطبيع العلاقات بتنديد فلسطيني واسع، لأنه يخالف سياسة جامعة الدول العربية التي أكدت لأعوام طويلة أنه ينبغي ألا تكون هناك علاقات مع إسرائيل حتى الوصول إلى السلام مع الفلسطينيين.