يميل صناع الأفلام إلى تحريف الحقائق عند تناول قصص مستندة إلى أحداث واقعية، وذلك في الغالب لدواعٍ درامية، وبحجة حقهم في إضافة عوامل تجعل من الفيلم أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام.
لكن بعض صناع الأفلام يتمادون في إضافة الدراما، لدرجة أنهم يطمسون ملامح القصة الحقيقية تقريباً، وهذه أبرز 10 أمثلة على ذلك، وفقاً لما ورد في موقع Listverse.
أفلام مستوحاة من قصص حقيقية وتعرضت للكثير من التزييف
10. The Imitation Game
يروي الفيلم الذي صدر في عام 2014 قصة آلان تورنغ، عالم الرياضيات العبقري الذي جُنّد من قبل البريطانيين أثناء الحرب العالمية الثانية، ليُساعد في فك الرسائل المشفرة الخاصة بالنازيين، لكنه أدين لاحقاً بالمثلية الجنسية، الأمر الذي أدى إلى تدمير حياته.
يظهر الفيلم الجاسوس السوفييتي جون كارينكروس عضواً بفريق فك الشيفرات، ويكتشف تورنغ وفقاً للفيلم خيانة كارينكروس لبلاده، ويستعملها في ابتزازه ليصمت كارينكروس ولا يكشف ميول تورنغ الجنسية، وهذا الجزء من الفيلم يجعل من تورنغ شخصاً على استعداد لخذلان بلاده والحلفاء كلهم من أجل إنقاذ نفسه.
لكن في الحقيقة لم يكن كارينكروس عضواً بالوحدة نفسها، ولم يلتقِ بأي شخصٍ خارجها، وهي مفارقة مثيرة للسخرية نظراً لأن الفيلم كان يهدف إلى ترميم سمعة تورنغ.
9. Young Man With A Horn
يحكي هذا الفيلم من الخمسينات قصة عازف البوق في فرق الجاز بيكس بايدربيك، وبحسب الفيلم يقع العازف بغرام المغنية جو جوردان، حيث تنقذه علاقة الحب تلك من سلوكه المدمر لنفسه.
لكن في الواقع لا يوجد أي دليل على أن ريكس بايدربيك قد وقع في الغرام فعلاً. وقد مات بايدربيك في الثامنة والعشرين نتيجةً لأعوام من الإفراط في شرب الكحوليات.
8. Birdman of Alcatraz
عُرض الفيلم عام 1962، ويلعب دور البطولة برت لانكاستر. حصد الفيلم أربعة ترشيحات لجوائز أوسكار، ويحكي قصة روبرت ستراود المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في حبس انفرادي بتهمة القتل.
يبدأ ستراود في العناية بعصفور دوري، ويكتسب من ذلك ولعاً بالطيور يؤدي به إلى دراستها والبحث في علومها، ما يساعده في السيطرة على نزعاته العنيفة وإعادة تأهيل نفسه.
هناك تساؤلات جادة متعلقة بما إذا كان ستراود قد غير من شخصيته فعلاً إلى الدرجة التي يشير إليها الفيلم.
فروبرت ستراود الحقيقي لم يظهر أي توبة عن جرائمه، ولم يتحول إلى ذلك الحمل الوديع الذي يظهره الفيلم.
كما أن عنوان الفيلم مضلل بعض الشيء، إذ إن ستراود اعتنى بالطيور في الوقت الذي قضاه بسجن ليفنوورث، وليس في ألكاتراز.
7. Churchill
في 2017، عندما عُرضت هذه المعالجة الدرامية للساعات الأخيرة التي قضاها ونستون تشرشل قبل إنزال نورماندي، تعرّض الفيلم لنقد قاس جداً من الأستاذ بكلية الملك بلندن وكاتب السير الذاتية لتشرشل، أندرو روبرتس، الذي أوضح العديد من الأخطاء التاريخية التي حواها الفيلم.
وكان أبرزها تصوير تشرشل على أنه كان معارضاً لعملية أوفرلورد حتى اليوم السابق على تنفيذها.
6. Bonnie And Clyde
صار ذلك الفيلم أيقونة ببطليه وارين بيتي وفاي دوناواي في دور الزوجين المجرمين.
وما زال كثيرون يكتبون عن الفيلم ويحتفون به، لكن قليلاً ما يذكرون كم يغير الفيلم من حقيقة الأمور، خاصة في تصويره فرانك هامر، ضابط الخيالة بولاية تكساس الذي طارد الزوجين وقتلهما في النهاية، إذ يحوله الفيلم إلى أحمق يحركه الانتقام بعد أسر الزوجين له ووضعه في موقف محرج.
في الواقع، كان هامر رمزاً وقوراً، قاوم العنصرية وحارب لكي يمنع الإعدام الغوغائي للرجال الأمريكيين السود.
ولم يقابل هامر بوني وكلايد قط قبل الكمين الذي أوقع بهما وقتلهما، ما يجعل إذلالهما له في الفيلم ورغبته في الانتقام محض فبركة من صناع الفيلم.
وقد غضب ابنه وأرملته غضباً شديداً من الطريقة التي صور بها الفيلم هامر لدرجة أنهما رفعا قضية على صناع الفيلم.
5. The Inn Of The Sixth Happiness
الفيلم من بطولة إنغريد بيرغمان وروبرت دونات، وكان من الأفلام المفضلة للعائلة لعقود.
لكنه لم يكن أميناً في تفاصيل قصته، التي تدور حول خادمة بريطانية تُدعى غلاديس آيلوارد، وبعثتها التبشيرية في الصين قبل الحرب العالمية الثانية.
عبرت آيلوارد الحقيقية، وهي متدينة متشددة، عن انزعاجها الشديد من قرار صناع الفيلم إضافة لعلاقة رومانسية لم تحدث في الحقيقة.
كما تُظهرها نهاية الفيلم تهجر دورها في البعثة والأطفال لتنضم إلى حبيبها، الكابتن لين نان.
في حين بقيت آيلوارد الحقيقية في الصين واستمرت في عملها حتى ماتت في 1970.
4. Buster
وقعت سرقة القطار العظيمة في بريطانيا في 1963، وهذه القصة تناولتها العديد من الأفلام الجادة والمتعمقة، لكن Buster ليس من بينها بكل تأكيد، يحكي الفيلم عملية السطو من منظور أحد أفراد العصابة، باستر إدواردز.
يختار الفيلم ألا يركز على بعض أهم الحقائق بخصوص عملية السطو، من بينها الاعتداء العنيف على سائق القطار، الذي ارتكبه إدواردز نفسه، وفق ما قاله العديد من مسجلي أحداث السطو.
وقد تراجع الأمير تشارلز والأميرة ديانا عن حضور العرض الأول في آخر دقيقة بسبب الغضب الشديد الذي أظهرته الصحافة في المملكة المتحدة، لأن الفيلم وفقاً لهم يمجد الجرائم العنيفة.
3. The Diving Bell And The Butterfly
يحكي الفيلم الفرنسي قصة رجل يُدعى كان دومينيك بوبي، محرر جريدة Elle الذي تعرض لجلطة دماغية تركته يُعاني من الشلل الرباعي. الفيلم استند إلى مذكرات رجل له نفس الاسم، لكنه قدم القصة على الشاشة بتغييرات جذرية.
كان باوبي قد انفصل عن زوجته حين مرِض، وصوّرها الفيلم على أنها كانت تزوره في المستشفى وتساعده في كتابة مذكراته. لكن في الواقع، لم تكن زوجته هي التي تداوم على زيارته في المشفى، إنما المرأة التي كان يعيش معها حين أصيب بالجلطة، فلورنس بين سادون، وهي من ساعدته في العملية المرهقة التي كتب بها كتابه عبر نظام قائمٍ على الجزء الوحيد من جسده الذي يمكنه تحريكه؛ عينه اليسرى.
2. The King's Speech
يحكي ذلك الفيلم الدرامي البريطاني قصة المعركة التي خاضها الملك جورج السادس، قبل أن يصبح ملكاً.
حقق الفيلم نجاحاً ضخماً في شباك التذاكر في أنحاء العالم، وحصل على جوائز عدة، من بينها أوسكار أفضل فيلم وممثل ومخرج.
لكن الفيلم عبث بالقصة الحقيقية كثيراً باسم الدراما، فالعلاقة التي يتمحور حولها الفيلم بين الملك المستقبلي ومعالجه ليونيل لوغ حقيقية بالفعل، لكنها بدأت قبل عقدٍ من بدايتها في الفيلم.
ويمكن فهم كيف أن وضع الأزمة الشخصية للملك في مواجهة الأزمة الوطنية والحرب المحدقة ببريطانيا يجعل الفيلم أفضل درامياً، لكن بعض التغييرات الأخرى للقصة الحقيقية يصعب تبريرها.
على سبيل المثال، الصورة التي يرسمها الفيلم لأخي جورج، إدوارد الثامن، تهون من حماسه للحزب النازي والفاشية، وإيمانه بأن المملكة المتحدة ينبغي أن تتبع سياسة التهدئة مع هتلر، حتى بعد بداية الحرب.
والأدهى أن حبكة الفيلم تُظهر ونستون تشرشل يتقبل قرار إدوارد بالاستغناء عن العرش باعتباره المسار الأفضل، لكننا نعرف من خطابات تبادلها الاثنان أن تشرشل حاول إثناء إدوارد عن التخلي عن العرش، ولم يسامحه قط على قراره.
1. Frost/Nixon
عرض هذا الفيلم عام 2008 وهو يتناول سلسلة شهيرة من الحوارات أجراها المذيع البريطاني ديفيد فروست مع الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون في 1977.
أزعج الفيلم الكثير من الناس بسبب عدم تحريه للدقة التاريخية، ومن بين المشاهد التي تَعرّض الفيلم للانتقادات بسببها مشهدٌ يتصل فيه نيكسون في وقتٍ متأخر من الليل. ونفى جونانثان آيتكين، الذي كتب السيرة الذاتية لنيكسون هذا المشهد، وقال إنه من اختراع صناع الفيلم.
لكن الأهم هو مشهد ذروة المقابلات التي أجراها فروست، الذي انتقدته إليزابيث درو، كاتبة أخرى للسيرة الذاتية لنيكسون، لأنه غيّر من كلمات نيكسون بحيث يبدو أنه اعترف بمشاركته في تغطية آثار فضيحة ووترغيت، لكنه أنكر ذلك في الحقيقة.