ذكر موقع Salon الأمريكي، في تقرير له، السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن عملية تنظيف البيت الأبيض قبل تسليمه إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، ستكون مختلفة عن سابقتها، إذ بينما يرفع جو بايدن يده اليمنى ليدلي بقَسم المنصب ظهر يوم 20 يناير/كانون الثاني في واشنطن، سيرفع فريق من المنظفين المحترفين أيديهم ليطهروا البيت الأبيض.
يقول الموقع إنه من المقرر تنظيف القصر الرئاسي تنظيفاً عميقاً بعد انتشار كوفيد-19 في مرتين هذا الخريف؛ ما أدى إلى إصابة الرئيس دونالد ترامب وأعضاء طاقمه وعائلته بفيروس كورونا.
فعادة تجري مغادرة رئيس ودخول رئيس آخر، القصر بسرعةٍ وتزامن، في باليه خلف الكواليس، من بطولة طاقم البيت الأبيض وأعضاء فرق النقل.
لكن هذا العام مختلف، فالتغيير الرئاسي يعني إعادة ترتيب البيت الأبيض ووضع ثياب جديدة في الخزانات، وتطهيراً شاملاً بسبب الجائحة. وبايدن يبلغ من العمر 78 عاماً، وهو أكبر رؤساء الولايات المتحدة سناً يوم توليه المنصب في التاريخ، ومن ثم فهو في خطرٍ من تطوير مضاعفات بسبب الفيروس.
تنظيف شامل للبيت الأبيض
ستشرف إدارة الخدمات العامة على عملية تنظيف وتطهير شاملة لكل مقبض باب ومرحاض ومفتاح إضاءة ودرابزين سلم وهاتف وزر مصعد ولوحة مفاتيح، وأي غرض آخر داخل القصر البالغة مساحته 55 ألف قدمٍ مربعة في 1600 جادة في بنسلفانيا.
لكن هل يمكن تنظيف مبنى بهذا الحجم في خمس ساعات فقط؟ يقول الخبراء، إن هذه لن تكون مشكلة بفريقٍ حجمه مناسب وإتاحة وقتٍ للتجهيزات.
كيه. مارك واينسيك، عالم الأحياء الدقيقة بشركة Contec في ولاية ساوث كارولاينا، والتي تبيع مستلزمات التنظيف للمستشفيات، يقول إن عمال التنظيف من إدارة الخدمات العامة عليهم التركيز على آخر الغرف التي كان فيها طاقم ترامب، بما أن الفيروس لا يمكنه أن يصمد طويلاً على الأسطح.
المتحدث ذاته أضاف أن طواقم التنظيف ينبغي أن يرتدوا الكمامات والقفازات؛ لحماية أنفسهم وعدم تلويث المكان.
كما نصح واينسيك باستبدال مرشحات الهواء ورش المطهرات؛ لقتل الفيروسات.
مخاوف من فريق البيت الأبيض
إدارة الخدمات العامة، من جهتها، قالت إنها تنظف بالفعل الجناحين الشرقي والغربي في البيت الأبيض يومياً بالمطهرات. وأكد مسؤولو الإدارة أنهم لا يتوقعون أي صعوبات في الانتقال، وتعهدوا بتنظيف كل الأثاث والأسطح. وقال متحدث باسم الإدارة، في بيان: "ستنظف الإدارة بعناية وتطهر مساحات المباني بين الإدارتين، وتضمن مطابقة المعايير".
في هذا السياق، صرح أو. بي. ألماراز، وهو خبير مواجهة الكوارث بولاية كاليفورنيا، ورئيس شركة Allied Restoration التي أسهمت في تنظيف عشرات الشركات بعد الاشتباه في إصابة طواقمها بكوفيد، بأنه من المهم ترك مواد التنظيف الكيميائية على الأسطح عشر دقائق كاملة قبل مسحها.
المتحدث ذاته قال أيضاً: "بطاقمٍ كبير بما يكفي، بإمكان شركة تنظيف محترفة تطهير البيت الأبيض بأكمله في ست ساعات". ومن المهم أن "يهتم الطاقم اهتماماً خاصاً بالمناطق التي تتعرض للمس كثيراً، مثل أسطح المنضدات ومقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة".
لكن هل سيغادر ترامب أصلاً؟
فقد قالت صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول 2020، إنَّ دونالد ترامب، الذي لم يعترف بعد بخسارته في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سيرفض مغادرة البيت الأبيض يوم تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2021.
وفق تقرير للصحيفة نقلاً عن شبكة CNN الأمريكية، فإن ترامب أبلغ بعض مستشاريه أنَّه لن يغادر البيت الأبيض عندما يؤدي جو بايدن اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني. وقد أثارت تلك المزاعم قلق بعض مساعديه، لكنهم يعتقدون أنَّه لن يمضي قدماً في تنفيذ هذه الخطوة.
نقلت الشبكة عن أحد مستشاري ترامب قوله: "إن الرئيس ترامب سيغادر منصبه في نهاية المطاف، لكنه يريد فقط إثارة موجة من الغضب".
تجدر الإشارة إلى أنَّه لم يسبق في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أن رفض رئيس أمريكيٌّ التخلي عن السلطة؛ الأمر الذي دفع الخبراء إلى مناقشة ردود الفعل المحتملة في حال وقوع مثل هذا الأمر.
وأفادت الشبكة الأمريكية بأنَّ بعض المستشارين حاولوا إقناع الرئيس بالشروع في وضع خطط لخوض سباق الانتخابات الرئاسية عام 2024، وهو احتمال كان ترامب قد أبرزه عدة مرات خلال الأسابيع الماضية.
كان المجمع الانتخابي قد صدَّق رسمياً ،في 14 ديسمبر/كانون الأول، على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بـ306 أصوات مقابل 232 صوتاً لصالح ترامب. جاء التصديق على فوز بايدن عقب سلسلة من الطعون القانونية الفاشلة التي قدّمها ترامب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث لم تستطع حملة ترامب إثبات مزاعمها بشأن تزوير الانتخابات.
