كشف موقع Middle East Eye البريطاني الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020 أن سياسة موقع "فيسبوك" وتعاونها مع الاحتلال الإسرائيلي قد أدت إلى انخفاض نسبة الوصول إلى المحتوى الفلسطيني على الموقع للنصف تقريباً في الأشهر الأخيرة.
ووفق تقرير لمبادرة "صدى سوشال"، المعنية بتوثيق ومراقبة التضييق على المحتوى والحسابات الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن جهداً ممنهجاً تقوم به إدارة موقع فيسبوك بالتعاون مع الاحتلال، وذلك من خلال إدارة خوارزميات البيانات في الموقع لتقلل من السماح بظهور المحتوى الفلسطيني والمنشورات الداعمة للقضية.
انخفاض كبير في المتابعات
قال تقرير المبادرة إن حدة التراجع في معدلات الوصول إلى المستخدمين على فيسبوك قد تزايدت بشكل غير مسبوق، مع تغطية الصفحات الفلسطينية لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل.
ونقلت "صدى سوشال" شكاوى من مديري الصفحات الفلسطينية والعربية على موقع فيسبوك تكشف عن "انخفاض حاد في معدل الوصول إلى منشوراتهم، حيث انخفض بنسبة 50% من متوسطِه العام، وفي بعض الحالات انخفض بنسبة تزيد على 80%"، ما أدى إلى انهيار في معدل تفاعل الجمهور مع محتواهم.
كما أشار التقرير إلى أن هذه الصفحات التي تنشر باللغة العربية ويتبعها ملايين المستخدمين، تلقّت عدداً متزايداً من التقارير ورسائل التحذير من فيسبوك بخصوص منشورات عن فلسطين والتطبيع العربي مع إسرائيل.
إجراءات سابقة ضد المحتوى الفلسطيني
في سياق آخر، كان تقرير آخر لمبادرة "صدى سوشال" قد كشف في أكتوبر/تشرين الأول أن موقع تويتر قد أوقف عشرات من الحسابات الفلسطينية والمؤيدة لفلسطين في اليوم التالي لتقرير أصدرته وزارة إسرائيلية عن حسابات "زائفة" على الإنترنت تنتقد إسرائيل.
على النحو ذاته سبق أن تعاون فيسبوك مع الحكومة الإسرائيلية لفحص المحتوى الفلسطيني على منصته.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، كشف وزير إسرائيلي أن فيسبوك امتثل لنحو 95% من الطلبات المقدمة إليه من الحكومة الإسرائيلية لحذف حسابات إلكترونية خاصة بمدنيين فلسطينيين، على الرغم من أن نحو 88% من الفلسطينيين يتابعون الأخبار ويحصلون على المعلومات من منصات التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك".
وفي فبراير/شباط 2017، أغلق موقع فيسبوك الصفحةَ الإلكترونية الرسمية لحركة فتح الفلسطينية، بعد أن نشرت صورة للرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات وهو يحمل بندقية.
وتعليقاً على ذلك، قالت مبادرة "صدى سوشال" إن هذه الإجراءات التي تتخذها الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي العملاقة مثل فيسبوك، التي تواجه قضية لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، تشكّل "انتهاكاً وإجراءات عقابية بحق منصات إعلامية عملت على نقل أخبار قضية التطبيع مع إسرائيل".