قال بيتر ماركس، مدير مركز التقييم والأبحاث البيولوجية التابع لإدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، إن الإدارة تتحرى أمر نحو خمس حالات حساسية، حدثت بين أفراد تلقوا لقاح شركتي فايزر وبونتيك الواقي من فيروس كورونا الأسبوع الماضي.
مادة بلقاح فايزر تسبب حساسية
ماركس وفي مؤتمر صحفي عقده في وقت متأخر من مساء الجمعة، 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، قال إن أعراض الحساسية جرى تسجيلها في أكثر من ولاية.
أشار المسؤول الصحي الكبير إلى أن مادة "البولي إيثيلين جلايكول" التي تدخل في تركيب لقاح فايزر، وكذلك في لقاح مودرنا الذي تم ترخيصه أمس الجمعة، "يمكن أن تكون هي المسببة" لهذا الأثر الجانبي.
كذلك أوضح ماركس أن الحساسية لهذه المادة يمكن أن تكون أكثر شيوعاً نوعاً ما مما كان يعتقد من قبل.
وذكرت وكالة رويترز أن حالات رُصدت في ألاسكا مشابهة لحالتين سبق وأن تم رصدهما في بريطانيا.
حينها قالت الجهة المنظمة للقطاع الصحي في بريطانيا، إن كل من له تاريخ مرضي مع الحساسية المفرطة، أو يعاني آثار الحساسية المصاحبة لأدوية أو أغذية معينة، ينبغي ألا يتلقى لقاح فايزر-بيونتيك.
إلا أن إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية قالت وقتها إن معظم الأمريكيين الذين يعانون من الحساسية سيكونون بمأمن لدى تلقي اللقاح، وأضافت أن من عانوا في السابق من حساسية شديدة من لقاح أو مكونات في هذا اللقاح هم فقط من يجب ألا يتلقوا التطعيم.
في السياق ذاته، قالت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، أمس الجمعة، إن لقاح مودرنا يجب ألا يُعطى لأفراد لديهم تاريخ معروف من الحساسية الشديدة لأي من مكونات اللقاح.
تعويل على لقاح فايزر وبيونتيك
يأتي ذلك بينما بدأت عدة دول في العالم فعلياً في حملات تطعيم لسكانها، معتمدة بذلك على لقاح فايزر/ بيونتيك الذي يبني العالم آماله على أن يكون اللقاح سبباً في وضع حد للجائحة.
وشركة فايزر للأدوية هي شركة أمريكية عالمية تتخذ من مدينة نيويورك مقراً رئيسياً لها، وتعتبر واحدةً من أكبر شركات الأدوية في العالم، ويرجع تأسيسها لعام 1849، وقالت إن نسبة فاعلية اللقاح 95%.
يقوم مبدأ اللقاح على حقن الجسم بمادة وراثية تدعى مرسال الحمض النووي الريبي messenger RNA، وتتلخص مهمة هذا المرسال في توجيه خلايا أجسادنا لتصنع نسخة من البروتين الشوكي الموجود على سطح فيروس كورونا، إذ يتيح البروتين الشوكي ذاك للفيروس الالتصاق بالخلايا البشرية واختراقها.
لكن عندما تنتج أجسادنا البروتين الشوكي بمساعدة مرسال الحمض النووي الريبي الذي حقن في أجسادنا عن طريق اللقاح، يمكن أن يحفز هذا البروتين عندئذ جهاز المناعة لدينا لإنتاج أجسام مضادة تحمينا من فيروس كورونا الحقيقي.
ورخصت بعض الدول مثل المملكة المتحدة لقاح شركة فايزر للاستخدام في حالات الطوارئ، إذ تبين بعد مجموعة من التجارب أن اللقاح فعَّال في تخفيف أعراض المرض.
المقصود بالموافقة الطارئة هو مسار أكثر سرعة لإجراءات التأكد من سلامة المنتج الدوائي، وهو إجراء ضمن الإجراءات المتبعة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يقلل أو يخفض من الضمانات المتخذة للتأكد من سلامة وفاعلية اللقاح، بحسب بيان لهيئة الأغذية والأدوية الأمريكية.
يُذكر أن صحيفة The New York Times قالت في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2020، إن لقاح فايزر يوفر مناعة قوية من فيروس كورونا المستجد في غضون نحو 10 أيام من تلقِّي الجرعة الأولى.
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن هذه النتيجة وردت في وثائق نشرتها "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية" (FDA)، قبل اجتماع لجنتها الاستشارية للقاحات، مضيفةً أن هذا الكشف يُعد واحدة من عدة نتائج مهمة واردة في الوثائق الموجزة، والتي تضم 53 صفحة من تحليلات البيانات التي أجرتها الوكالة بخصوص لقاح فايزر.
علاوة على ذلك، كشف اللقاح عن فاعلية جيدة بغض النظر عن عرق المتطوع أو وزنه أو عمره، وفي حين لم تقع التجارب على أي آثار سلبية خطيرة ناجمة عن اللقاح، كان بعض المشاركين قد عانوا آلاماً خفيفة وارتفاعاً طفيفاً في درجة الحرارة وبعض الآثار الجانبية الأخرى.