قال تقرير نشرته صحيفة The Times البريطانية يوم الأربعاء، 16 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن عالمة آثار مصرية اكتشفت أحد أكبر كنوز علم المصريات أثناء بحثها في أرفف أرشيف جامعة اسكتلندية.
كانت عبير العداني، الأمينة المساعدة بالجامعة، تُراجع مقتنيات المجموعة الآسيوية في جامعة أبردين حين عثرت بالصدفة على علبة سيجار عليها علم بلادها السابقة، وحين فتحته وجدت بداخله عدداً من القطع الخشبية، قالت إنها بقايا عمرها 5000 عام لواحدة من ثلاث قطع أثرية انتُشلت من داخل الهرم الأكبر في الجيزة.
العثور على كنز مفقود من هرم الجيزة
هذا واكتُشفت القطعة المصنوعة من خشب الأرز التي يُقال إنها جزء من قضيب أو لوح، مع كرة حجرية، أو مدقة، وأداة نحاسية على شكل خطاف في المنفذ الهوائي لما يسمى بغرفة الملكة، على يد المهندس البريطاني واينمان ديكسون عام 1872.
ويُذكر أن هذه القطعة الخشبية ضاعت بعدما أهدتها ابنة صديق ديكسون، جيمس غرانت، للجامعة قبل 74 عاماً.
في الوقت نفسه فقد قالت عبير: "فور رؤيتي الأرقام الموجودة في سجلاتنا عن مصر، عرفت على الفور ماهيتها، وأنها فعلاً كانت مخفاة، ولكن على مرأى من الجميع في المجموعة الخطأ. وأنا شاركت في بعض الحفريات في مصر، لكنني لم أتخيل أن أجد شيئاً شديد الأهمية من تراث بلدي هنا في شرق اسكتلندا".
قطع أثرية تاريخها يتجاوز آلاف السنوات
على أن هذا الاكتشاف يطرح لغزاً آخر، إذ أرجعت الجامعة تاريخ هذه القطع الخشبية إلى الفترة بين 3341 و3094 قبل الميلاد، باستخدام التأريخ بالكربون المشع، أي قبل حوالي 500 عام من السجلات التاريخية التي تُرجع تاريخ الهرم الأكبر إلى الفترة بين 2580 و2560 قبل الميلاد.
من جانبه يقول نيل كيرتس، رئيس المتاحف والمجموعات الخاصة في الجامعة: "كان العثور على بقايا ديكسون المفقودة مفاجأة، لكن تأريخ الكربون كان أيضاً كشفاً كبيراً، فهي أقدم مما كنا نتخيل، وقد يكون هذا راجعاً إلى أن هذا التاريخ مرتبط بعمر الخشب، الذي ربما يكون قادماً من شجرة معمرة".
كما أضاف: "وربما يكون راجعاً إلى ندرة الأشجار في مصر القديمة، وهو ما يشير بدوره إلى ندرة الخشب، فكان يُحفظ أو يعاد تدويره أو يُعتَني به لسنوات عديدة".
كذلك قال: "سيتعين على العلماء الآن مناقشة ما إذا كانت هذه قطعة خشب قديمة تخلص منها البناة، أم أنها دُفنت عمداً، كما كان يحدث لاحقاً في عصر الدولة الحديثة، حين كان الفراعنة يحاولون التأكيد على استمرارية الماضي بدفن الآثار معهم". وأضاف أن هذا الاكتشاف سيعيد إشعال الاهتمام باكتشاف ديكسون وأهميته في الهرم الأكبر.
في حين لا يزال الغرض من هذه الأشياء مجهولاً أيضاً، فإن بعض العلماء أشاروا إلى أنها ربما كانت قرباناً أو أدوات الغرض منها تسهيل عبور الفرعون خوفو إلى الجنة بطريقة سحرية.