قدرات استثنائية اكتسبها الجنود الصينيون أمام أقرانهم الهنود بواسطة البدلات الخارقة التي تعرف باسم بدلات الهيكل الخارجي التي أعطت الصينيين أفضلية في المنطقة الوعرة المتنازع عليها بين البلدين العملاقين.
فوسط المواجهة الحدودية مع الهند، التي حدثت قبل بضعة أشهر نشرت الصين قواتها في نجاري في منطقة التبت ذاتية الحكم بجنوب غرب الصين. ومثل الأبطال الخارقين، ارتدى الجنود الصينيون بدلات الهيكل الخارجي، كما حدث في أفلام مثل Starship Troopers وIron Man.
وبدلات الهيكل الخارجي التي يطلق عليها إعلامياً البدلات الخارقة عبارة عن آلات متحركة يمكن ارتداؤها، وتعمل بمحركات كهربائية أو بضغط الهواء أو رافعات أو مكونات هيدروليكية أو مجموعة من التقنيات التي تسمح بحركة الأطراف مع زيادة القوة والقدرة على التحمل، أي أنها تشبه إلى حد كبير بدلة Iron Man السينمائية الشهيرة، حسبما ورد في موقع Eurasian Times المتخصص في الشؤون العسكرية الآسيوية.
وانضمت الصين إلى الولايات المتحدة وروسيا في سباق إنتاج البدلات الخارقة وهي دروع آلية تُعرف باسم بدلات الهياكل الخارجية.
كيف استخدم الصينيون البدلات الخارقة في القتال؟
وذكرت وسائل الإعلام المملوكة للدولة أن القوات الصينية تستخدم البدلات غير المزودة بالطاقة، لكنها توفر الفوائد الميكانيكية المطلوبة مثل إعادة تحميل المدفعية.
وقال موقع جلوبال تايمز إن البدلات ذات الهيكل الخارجي تسمح للقوات بحمل الإمدادات التي تزن بقدر ما يزن شخص بالغ مع تجنب خطر إصابات الخصر أو الساق.
ويعتقد الخبراء الصينيون أن بدلات الهياكل الخارجية ستعطي ميزة مادية للقوات في المناطق الحدودية.
وبالفعل أفادت تقارير بأن جنود جيش التحرير الشعبي الصيني كانوا يرتدون بدلات الهياكل الخارجية بالقرب من منطقة لاداخ الشرقية المتنازع عليها مع الهند.
كيف تعمل البدلات الصينية؟
نشرت الصين قواتها في المواقع الأمامية على طول خط السيطرة الفعلية، حدود الأمر الواقع مع الهند، في فصول الشتاء القاسية.
تقع منطقة نغاري على مقربة شديدة من منطقة لاداخ الشرقية الهندية (حوالي 200 كيلومتر)، حيث وقعت المواجهة الحدودية بين أكبر دولتين في العالم من حيث السكان.
وحمل جنود الجيش الصيني الملحقون بالقيادة العسكرية لشينجيانغ الطعام والماء خلال مهمة إمداد. كان كل شخص يحمل حوالي 20 كيلوغراماً من هذه الإمدادات في حقائب الظهر الخاصة به.
وكشف أحد جنود جيش التحرير الشعبي أنه تم تحميل وزن حقائب الظهر على البدلات الخارقة التي تعرف باسم الهيكل الخارجي، بدلاً من أرجل الجنود، حسبما نقل جلوبال تايمز عن تقرير إخباري تلفزيوني.
وتساعد البدلات الجندي على توفير الطاقة وحماية مفاصله أثناء التحرك في التضاريس عالية الارتفاع.
وظهرت تقارير تفيد باختبار الصين لهذه البدلات لأول مرة في سبتمبر/أيلول 2020 ثم مرة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني.
هل قدرات بدلات الهياكل الخارجية مثل بدلة Iron Man فعلاً؟
في مقطع فيديو نشره تلفزيون الصين المركزي، يمكن مشاهدة قوات الجيش الصيني في مركز الدعم اللوجستي المشترك وهي ترتدي بدلات الهياكل الخارجية التي تعمل بالطاقة لحمل صناديق يبلغ وزنها 80 كغم.
وأظهرت لقطات أخرى من وسائل الإعلام الحكومية جنود جيش التحرير الشعبي يستخدمون ما يبدو أنه نفس النظام لنقل الجنود الجرحى على نقالة كجزء من تمرين إخلاء طبي.
كتب مايكل بيك في مجلة The National Interest الأمريكية أن الصين قد تكتشف أن هذه البدلات تعمل بشكل أفضل في الأفلام مما تفعله في الواقع، حيث تحد عقبات مثل ضمان طاقة كافية للبطارية من فائدة بدلات الهيكل الخارجي الحالية.
معركة صعبة من أجل بدلات الهيكل الخارجي
بدأ أول برنامج بحثي للهياكل الخارجية في الصين في عام 2013 من قِبَل شركة نورينكو لتصنيع الأسلحة المملوكة للدولة وكانت مخصصة للاستخدام المدني. وفقاً لمكتب الدراسات العسكرية الخارجية التابع للجيش الأمريكي، أكمل معهد نورث ويست للهندسة الكهربائية والميكانيكية التابع لنورينكو التصميم الرقمي والنمذجة والنماذج المادية للهيكل الخارجي في غضون عامين ودخل الاختبار البيئي في عام 2015.
لكن في الآونة الأخيرة، بدأ الجيش الصيني في اختبار عدة أنواع من بدلات الهياكل الخارجية.
وأقيمت مسابقة "Super Warriors" في عام 2019 ، حيث تنافس أكثر من 50 نوعاً من نماذج الهياكل الخارجية التي صنعها 25 مطوراً من جميع أنحاء البلاد في سبعة مجالات، بما في ذلك التعبئة خفيفة الوزن، والسير بأحمال ثقيلة، ونقل الإمدادات، وتحميل الذخيرة.
وتفيد تقارير بأن المختبرات في جميع أنحاء البلاد تنتج جميع أنواع بدلات الهيكل الخارجي، سواء كانت تعمل بالطاقة أو غير مزودة بالطاقة، أو صلبة أو مرنة، أو أسفل الجسم فقط أو لكامل الجسم.
يقول مقال على تطبيق WeChat الذي نقلته The National Interest إن هذه البدلات تعزز التنقل أثناء حمل الأحمال الثقيلة أو القدرة على التكيف مع التضاريس المعقدة مع تقليل التعب الجسدي في المسيرات الطويلة، خاصة في المواقف القتالية.
روسيا والولايات المتحدة أيضاً في السباق.. فمن يتفوق؟
ليست الصين وحدها التي تحاول الاستفادة من البدلات الخارقة، بدلات الهياكل الخارجية، في اللوجستيات القتالية، بل إن هناك محاولات لاستخدام البدلات الخارقة في القتال.
إذ قال المحلل البحثي صمويل بينديت إن الولايات المتحدة تقوم بتجربة الهياكل الخارجية التي تعمل بالطاقة لعدة عقود.
في عام 2013، أعلنت قيادة العمليات الخاصة الأمريكية عن هيكل خارجي للهجوم التكتيكي (TALOS).
وهي بدلة لديها القدرة على حماية الدروع وأجهزة الاستشعار، ويمكن أن تزود المشغل بالقوة والتحمل المعززين، لكنه لم يتمكن من تحقيق الهدف الأصلي.
في عام 2019، أبرم مركز ناتيك للأبحاث والتطوير والهندسة التابع للجيش الأمريكي اتفاقية مدتها 48 شهراً بقيمة 6.9 مليون دولار لتطوير أنظمة هيكل خارجي كافية لإجراء تقييم تشغيلي شامل.
من ميزانية 6.9 مليون دولار، تم تخصيص حوالي 680 ألف دولار لشركة لوكهيد مارتن OTA لبرنامج Onyx – وهو هيكل خارجي منخفض الجسم يعمل بالطاقة.
وفي حين أن الولايات المتحدة لا تزال لا تملك بدلة هيكل الخارجي عاملة، فإن روسيا تأتي في المرتبة الثانية بعد الصين بتجهيز قواتها بهذه البدلات.
وسبق أن نشرت شركة الدفاع الروسية المملوكة للدولة Rostec لقطات لهيكل خارجي قتالي جديد لعمليات هجومية، وهناك مقاطع فيديو لجنود بهياكل خارجية K-2 يشاركون في عمليات إزالة الألغام في سوريا.