أعلنت قناة TRT التركية الرسمية، الإثنين 14 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن عملية نفذها جهاز الاستخبارات في تركيا، واعتقل خلالها عدداً من الأشخاص، على خلفية اختطاف معارض إيراني من وسط مدينة إسطنبول.
تفاصيل اختطاف المعارض الإيراني
القناة قالت في خبر مقتضب على حسابها في موقع تويتر إن "المخابرات التركية اعتقلت 11 شخصاً مرتبطين بالمخابرات الإيرانية، على خلفية اختطاف معارض إيراني من إسطنبول"، ويُتهم هؤلاء في قضية اختطاف المعارض الإيراني حبيب أسيود، الذي يعرف أيضاً باسم "حبيب شعب".
صحيفة Washington Post ذكرت، الأحد 13 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن شعب كان قد وصل إلى مدينة إسطنبول قادماً من السويد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرةً إلى أنه لم يكن قد أخبر أحداً من أصدقائه عن ذهابه إلى تركيا، وفقاً لما قاله أحدهم.
كان شعب قد تولى منصب رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز المعارضة لطهران، ووفقاً للصحيفة الأمريكية فإنه اختفى بعد وقت قصير من وصوله إلى إسطنبول، لتعلن وسائل إعلام إيرانية فيما بعد عن اعتقاله، وقالت "إنه اعترف بتورطه في هجوم استهدف عرضاً عسكرياً في إيران قبل عامين".
الصحيفة نقلت عن مسؤول تركي -لم تذكر اسمه- أنه بعد اختطاف شعب، تحركت وكالة المخابرات التركية للتحقيق في الحادثة، وذكر المسؤول أن شعب تم استدراجه إلى إسطنبول من قبل سيدة تدعى "صابرين"، وأنه عندما ذهب لمقابلتها تم تخديره.
تضيف الصحيفة أن عملية الاختطاف وقعت في منطقة بيليك دوزو، وأنه كان من المقرر أن يلتقي شعب بالسيدة في محطة للوقود، لكن ما حدث أنه تم اختطافه ونقله إلى ولاية فان التركية المتاخمة للحدود الإيرانية، و"ذلك عبر مهرّب مخدرات سيئ السمعة أدى المهمة بطلب من المخابرات الإيرانية".
التحقيقات التركية أشارت إلى أن "صابرين" كانت قد سافرت من إيران إلى إسطنبول بجواز سفر مزور، وأنها وصلت إلى المدينة قبل يوم من وصول المعارض شعب، وفي اليوم الذي وصل فيه شعب قام فريق بشراء أربطة بلاستيكية من متجر للحواسيب.
وقالت Washington Post إن الـ 11 شخصاً الذين تم اعتقالهم، هم أتراك، ووجهت لهم اتهامات من بينها حيازة أسلحة، مضيفةً أن مهرّب المخدرات لا يزال طليقاً، بل ويُعتقد أنه بات في إيران.
توتر دبلوماسي بين تركيا وإيران
تأتي عملية الاستخبارات التركية في وقت شهدت فيه العلاقات التركية الإيرانية توتراً، وذلك على خلفية استدعاء إيران للسفير التركي في أنقرة، بسبب مقطوعة شعرية قرأها الرئيس رجب طيب أردوغان في العاصمة الأذربيجانية باكو، وأثارت غضب إيران.
كان أردوغان أنشد الشعر، الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، خلال الاحتفال بانتصار أذربيجان على أرمينيا عقب مواجهات في منطقة قره باغ، وورد في الشعر اسم "نهر آراس" الذي ينبع من تركيا، ويمر عبر أرمينيا وأذربيجان وإيران، وهو ما أثار حفيظة طهران، مستندة إلى اعتبارات معينة من منظورها.
على إثر ذلك، استدعت الخارجية الإيرانية يوم الجمعة الماضي السفير التركي دريا أورس، وقدمت إليه استنكار الوزارة الشديد، وقالت إن طهران تنتظر توضيحات حول الموضوع، كما زعم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن البيت الشعري الذي قرأه أردوغان يستهدف وحدة الأراضي الإيرانية، وفقاً لوكالة الأناضول الرسمية.
من جانبها، ورداً على استدعاء سفيرها، استدعت الخارجية التركية السفير الإيراني لدى أنقرة محمد فرازمند، معربة عن استيائها من ادعاءات لا أساس لها، وجهتها طهران بحق الرئيس أردوغان.
في هذا السياق، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر دبلوماسية تركية أن الخارجية أعربت للسفير فرازمند، عن استيائها من استدعاء الخارجية الإيرانية السفير أورس، بعد تغريدة للوزير ظريف.
أضافت الوكالة أن الخارجية أعربت عن استيائها أيضاً من إطلاق ادعاءات لا أساس لها بحق الرئيس أردوغان، والترويج لحملة تبث الكراهية ضد تركيا.