دعا سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف، الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول 2020، السلطات القضائية والأمنية في بلاده إلى القيام بواجبها تجاه المُدان بقتل والده رفيق الحريري، وذلك تعليقاً على حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الصادر بخمس عقوبات سجن مؤبد على المتهم "سليم عياش"، في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
والمحكمة الخاصة بلبنان هي محكمة جنائية ذات طابع دولي، مقرها مدينة لاهاي في هولندا، وقد اقتُرحت وأُقرت من مجلس الأمن الدولي عام 2009، للتحقيق ومحاكمة مغتالي الحريري.
الحريري كتب في تغريدةٍ على تويتر: "العدالة الدولية أصدرت حكمها في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، والعقوبة التي أُنزلت بسليم عياش يجب وضعها موضع التنفيذ".
كما دعا "السلطات القضائية والأمنية اللبنانية إلى القيام بواجبها في هذا الخصوص".
في 18 أغسطس/آب الماضي، أدانت المحكمة غيابياً، سليم عياش، وهو عضو بجماعة "حزب الله" اللبنانية (شيعية)، حليفة النظام السوري وإيران، باغتيال الحريري.
وفقاً للمحكمة، فإن عياش هو المسؤول عن الخلية التي نفّذت عملية الاغتيال وشارك فيها شخصياً، عبر تفجير استهدف موكب الحريري بالعاصمة بيروت، ما أودى بحياة الحريري و21 آخرين، في 14 فبراير/شباط 2005.
فيما ترفض جماعة "حزب الله" الاتهامات، وتقول إنها لا تعترف بالمحكمة، وإنها سياسية تهدف إلى الانتقام منها وتوريط الجماعة في جريمة، تقول إن إسرائيل نفذتها.
تأييد الحكم
إذ أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الجمعة، حكماً بخمس عقوبات سجن مؤبد بحق عضو بـ"حزب الله"، في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
جاء ذلك في بيان صادر عن المحكمة، قالت فيه إنها حكمت بخمس عقوبات سجن مؤبد على المتهم "سليم عياش" (56 عاماً)، في قضية اغتيال رفيق الحريري.
واعتبرت المحكمة، في ختام محاكمة استمرت ست سنوات، أن "هناك أدلة كافية لتحديد أن عياش كان في قلب شبكة من مستخدمي الهاتف المحمول، تجسست على الحريري في الأشهر التي سبقت اغتياله".
كما قالت إن عياش "مُذنب على نحو لا يشوبه أي شك معقول" بالتهم الخمس الموجهة إليه وهي: "تدبير مؤامرةٍ هدفها ارتكاب عمل إرهابي، وارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجرة، وقتل الحريري عمداً باستعمال مواد متفجرة، وقتل 21 شخصاً آخرين عمداً باستعمال مواد متفجرة، ومحاولة قتل 226 شخصاً عمداً باستعمال مواد متفجرة".
بينما برَّأت المحكمة المتهمين الثلاثة الآخرين، وهم: حسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا، وقررت أنه لا دليل على أن "قيادة حزب الله" كان لها دور في اغتيال الحريري، وكذلك لا دليل مباشراً على ضلوع سوريا في الجريمة.
وكان المتهمون خمسة هم: سليم عياش، وحسن مرعي، وحسين عنيسي، وأسد صبرا، ومصطفى بدر الدين، لكن الأخير، وهو قيادي عسكري سابق بـ"حزب الله"، قُتل في سوريا عام 2016.