اعتبرت حنان عشراوي، العضوة المستقيلة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسارع "لانتزاع تنازلات لصالح إسرائيل" قبيل تولي الإدارة الأمريكية الجديدة إدارة البيت الأبيض، فيما عبَّرت حركة حماس عن رفضها قرار التطبيع بين المغرب وإسرائيل، معتبرةً ذلك "خطيئة سياسية".
وبدأ المغرب مع إسرائيل علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل إلى اتفاقية "أوسلو"، لكن الرباط جمَّدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديداً عام 2002.
كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توقع اتفاق تطبيع أو توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال عام 2020؛ بعد توقيع الإمارات والبحرين اتفاقي تطبيع في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وإعلان السودان، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، الموافقة على التطبيع، تاركاً مسؤولية إبرام اتفاق بهذا الخصوص إلى المجلس التشريعي المقبل (لم يُنتخب بعد).
"الرشوة والابتزاز"
أعادت عشراوي التي قبِل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، استقالتها، في تغريدة لها على "تويتر"، نشر تغريدة ترامب التي أعلن فيها اتفاق المملكة المغربية وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.
كما أضافت عشراوي: "بين الرشوة والابتزاز، فإن إدارة ترامب في صراع مجنون لانتزاع التنازلات والمزايا لإسرائيل قبل أن تتولى الإدارة الجديدة مقاليد الأمور".
ومن المقرر أن يتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، مهامه رسمياً في العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل.
في وقت سابق من اليوم، قال ترامب في تغريدة على تويتر: "إنجاز تاريخي آخر، اليوم! صديقتانا الرائعتان إسرائيل والمملكة المغربية وافقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما".
وبعدها بوقت قصير، أعلن العاهل المغربي استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل "في أقرب الآجال"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.
لكنه شدد على أن ذلك "لا يمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".
يشجع الاحتلال
في السياق نفسه، عبَّرت حركة حماس عن رفضها قرار التطبيع بين المغرب وإسرائيل، معتبرةً ذلك "خطيئة سياسية".
وقال المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، لوكالة الأناضول: "الاحتلال (إسرائيل) يستغل كل حالات التطبيع من أجل زيادة جرعة سياسته العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني وزيادة تغوله الاستيطاني".
كما لفت قاسم إلى أن "التطبيع يشجع الاحتلال على استمرار تنكُّره لحقوق شعبنا الفلسطيني".
من جهته، قال داود شهاب، المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، إن تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل "خيانة للقدس ولفلسطين".
أضاف شهاب، في تصريح لمراسل الأناضول: "هذه انتكاسة جديدة للنظام العربي"، وأكد أن "الشعب المغربي وقواه السياسية سيرفضون التطبيع".
كما اعتبر أن الولايات المتحدة وإسرائيل "تستخدمان التوترات الداخلية في المنطقة لابتزاز أنظمة الحكم"؛ حيث "تساومها بين استمرار التوترات والأزمات أو الرضوخ للإملاءات"، واصفاً التطبيع بأنه "سياسة استعمارية بثوب جديد".