التُقط مقطع مصور لأطفال روس في ما يُزعم أنها أبرد مستوطنة مأهولة بشكل دائم على هذا الكوكب، وهم يتجهون إلى المدرسة في درجات حرارة تحت الصفر، وفق ما ذكرته صحيفة The Daily Mail البريطانية، الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول 2020.
يُظهر مقطع فيديو الصغار المدثرين بإحكام، وهم يقفون بانتظار حافلة في صباح شديد القتامة، قبل أن يسيروا بقية المسافة في درجات حرارة تبلغ 51 درجة مئوية تحت الصفر (-60 فهرنهايت) بقرية أويمياكون السيبيرية.
أبرد قرية على وجه الأرض
تُغلق المدرسة بتلك القرية فقط في حال كانت درجة الحرارة أقل من 52 درجة مئوية تحت الصفر (-62 درجة فهرنهايت) أو للتلاميذ الذين تبلغ أعمارهم 11 عاماً أو أقل.
لذا تعين على الطلاب الصغار التوجه إلى فصولهم الدراسية من خلال الثلج، حيث بدأ الصقيع والجليد في التجمع فوق رموشهم يوم الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول.
كما يظهر في الفيديو طفل يرتدي معطفاً أخضر، يسير بمفرده إلى المدرسة في البرد القارس، قبل أن يتلقى فحصاً روتينياً لدرجة حرارة الجسم عند باب مدرسته، بسبب جائحة فيروس كورونا. في حين يظهر بعض الأطفال بصحبة ذويهم وحيواناتهم الأليفة.
لم تمنع أطفال روس من الذهاب للمدرسة
جاءت رحلة أطفال روس في ما يُعتقد أنه أبرد يوم دراسي بأي مكان في العالم للأطفال بسنّ الابتدائية، من سن السابعة إلى العاشرة.
إذ جاءت أدنى درجة حرارة مسجلة على الإطلاق في المملكة المتحدة، وبلغت 27.2 درجة مئوية تحت الصفر (-17 فهرنهايت) في أسكتلندا، وهي أكثر اعتدلاً من درجة الحرارة في سيبيريا ذلك اليوم بمقدار 24 درجة مئوية (-11 فهرنهايت).
جرت الأمور بأن على التلاميذ الأكبر سناً في المدرسة نفسها، والتي هي المدرسة الوحيدة في أويمايكون، الوصول في الوقت المحدد للصفوف الدراسية ما لم تسجل درجات الحرارة 56 درجة مئوية تحت الصفر (-69 فهرنهايت) أو أقل بحلول السادسة صباحاً.
بُنيت المدرسة عام 1932 في عهد ستالين وتخدم قريتين متجاورتين، وهما خارا تومول وبيريغ يوردي.
51 في درجة مئوية تحت الصفر
من جانبه، قال المصور المحلي سيميون سيفتسيف، لصحيفة The Siberian Times، إنه كان يصور أطفال روس نحو الساعة 9 صباحاً يوم الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول، وبلغت درجة الحرارة من 51 درجة مئوية تحت الصفر (-60 فهرنهايت).
يقول: "كان عليّ أن أرتدي القفازات التي لم تكن مريحة للغاية. لكن لولا ذلك لكانت أصابعي قد تعرضت لقضمات الصقيع"، وتابع: "لم أتمكن من التصوير إلا في فترات قصيرة جداً".
يواصل المصور تعليقه فيقول: "يذهب الأطفال المحليون إلى المدرسة برفقة ذويهم وبرفقة كلابهم أيضاً في بعض الأحيان"، وأضاف: "يتعين على التلاميذ من القرى المجاورة ركوب الحافلة للوصول إلى هنا"، مضيفاً أن الأمر قد يستغرق من 10 إلى 20 دقيقة.
أسطورة "سيد البرد"
يعتقد أطفال روس محليون أن درجات الحرارة الجليدية جلبها تشيسخان، المعروف هنا بأنه سيد البرد، والذي كان يتقدم في رحلته جنوباً من القطب الشمالي، حاملاً معه برد سيبيريا القارس.
وفقاً للأسطورة، لديه قرنان، أحدهما من ثور والآخر من ماموث صوفي، في نهاية يناير/كانون الثاني من كل عام، يسقط قرنه الأول، وفي منتصف شهر فبراير/شباط يسقط قرنه الثاني.
عندما يذوب الثلج، يطفو تشيسخان على سطح الماء عائداً إلى القطب الشمالي في نهر لينا الشاسع قبل تكرار الطقس ذاته بالشتاء التالي.
تجدر الإشارة إلى أنه حتى أبرد مدينة في العالم، ياكوتسك عاصمة المنطقة، لا تلزم أطفال روس بالذهاب إلى المدرسة في ظروف البرد الذي يدق العظام والتي شوهدت في أويمياكون.
هناك في ياكوتسك، تُلغى دروس الأطفال في المرحلة الابتدائية عند درجة حرارة 42 درجة مئوية تحت الصفر (-44 فهرنهايت) المصحوبة بالرياح، ودرجة حرارة 45 درجة مئوية تحت الصفر (-49 فهرنهايت) من دون رياح.
في حين يمكث التلاميذ الأكبر سناً في المنزل إذا بلغت درجة الحرارة 48 درجة مئوية تحت الصفر (-54.4 فهرنهايت) أو أقل.