رصدت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء، 8 ديسمبر/كانون الأول 2020، الرحلة الصعبة للفتاة اليمنية نور، التي هربت من بلادها بعد أن أصبحت حياتها مهددة، ووصولها إلى إنجلترا طلباً للجوء السياسي، حيث عبرت ثمانية حدود، وصحراوين وبحراً.
استطاعت نور، البالغة من العمر 29 عاماً، الخروج من اليمن في رحلة صعبة ويائسة، وبعد وصولها إلى إنجلترا ترغب في شن حملات على زواج الأطفال، وغياب حقوق الفتيات والنساء في اليمن.
الفتاة اليمنية نور قالت عن رحلتها التي استغرقت 8 أشهر وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، إنها "مرت بالكثير"، إذ هربت من اليمن بعدما أصبحت حياتها معرضة للخطر بسبب الصراع الدائر هناك، وعملها ناشطة في مجال حقوق الإنسان في مجلة شبابية شهرية.
رحلة الفتاة اليمنية الصعبة
بدأت نور رحلتها في 14 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 بالطائرة، وواصلتها بسيارة جيب عبر صحراء، ثم عبر أخرى سيراً على الأقدام، قبل أن تصل إلى أوروبا وتعبر إلى المملكة المتحدة على متن قارب صغير من كاليه، في يوليو/تموز عام 2020. وعبرت أثناء رحلتها مصر وموريتانيا ومالي والجزائر والمغرب وإسبانيا وفرنسا.
في المقابل لم تتمكن من حمل الكثير من متعلقاتها قبل أن تترك أطفالها الأربعة الصغار في رعاية أفراد أسرتها، لكنها حملت شيئين معها، النقود وحمض البطاريات.
حيث قالت: "بعت كل مصوغاتي الذهبية، واقترضت أكبر قدر ممكن من المال من الأصدقاء والعائلة لأدفع لكل المهربين الذين ساعدوني على الانتقال من بلد إلى آخر".
كما أضافت: "وبجانب المال الذي أخذته معي، صفيت بعض الحمض من بطارية سيارة وأخفيته في زجاجة كريم وجه فارغة. وعزمت على إلقائه على أي رجل يحاول الاعتداء عليّ أثناء رحلتي لإبعاده".
لكنها، ولحسن الحظ، لم تضطر لاستخدامه.
حلم الوصول إلى المملكة المتحدة
في الوقت نفسه مرّت نور بلحظات أثناء رحلتها أيقنت فيها أنها لن تحقق حلمها في الوصول إلى المملكة المتحدة.
إذ تقول نور: "كنا نسير في الصحراء ليلاً، وكان الظلام دامساً، والمهربون كانوا يعرفون الطريق لكنني لم أكن أعرفه. سقطت وجرحت يدي وقدماي وتخلفت عن الآخرين، والجو يكون بارداً جداً في الصحراء ليلاً، كنت واثقة من أنني سأموت، لكنني تشبثت بشجرة ووجدني المهربون بمعجزة بعد ثلاث ساعات".
كما قالت إن العبور من الجزائر إلى المغرب على وجه التحديد كان صعباً للغاية، وتطلّب 17 محاولة.
الفتاة اليمنية أضافت في حديثها عن معاناتها في رحلتها إلى بريطانيا طلباً للجوء: "ووصلت أخيراً إلى إسبانيا، لكنني واجهت الكثير من الإساءات، لذا سافرت إلى فرنسا، وأقمت بمفردي في خيمة في كاليه، ودفعت آخر جزء من أموالي للمهربين هناك لإيصالي إلى المملكة المتحدة. وإجمالاً دفعت 17 ألف يورو (حوالي 20 ألف دولار) للمهربين. وقال المهربون إن القارب كان يصلح لـ15 شخصاً، لكنهم وضعوا به 21 شخصاً، وبدأ يمتلئ بالماء، كنا نظن أننا سنغرق لكن خفر السواحل البريطانيين أنقذونا، كنت محظوظة لتمكّني من العبور في المحاولة الأولى، وكنت محظوظة ببقائي على قيد الحياة".
الإجبار على الزواج في اليمن
كما قالت نور إنها أُجبرت على الزواج في سن الرابعة عشرة، حيث تضيف: "أجبرني والدي على الزواج، وزوّر عمي وثائق تُثبت أنني أبلغ من العمر 18 عاماً. وفي غضون عام أنجبت طفلتي الأولى، وهي الآن تقريباً في نفس عمري حين أُجبرت على الزواج، وأتمنى أن أتمكن من إخراجها وأولادي الآخرين من اليمن قبل أن يحدث الشيء نفسه لابنتي الكبرى".
في المقابل، وفّرت وزارة الداخلية البريطانية إقامة لنور في أحد فنادق لندن، وهي تنتظر الآن النظر في طلبها.
حيث تقول: "كل ما مررت به في رحلتي إلى المملكة المتحدة حطّمني نفسياً، وأشعر بضعف شديد، لكن ما يساعدني على الاستمرار هو ضرورة إيصال رسالتي عن حقوق الإنسان وأهمية التغيير للنساء والفتيات في اليمن".
فيما أنهت كلامها بالقول إنها نجت من هذه الرحلة الرهيبة في تقديرها من أجل إرسال رسالتها إلى العالم، على حد قولها.