قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن أي عقوبات محتملة ضد تركيا، قد تتخذها القمة الأوروبية المرتقبة غداً الخميس، لا تعني أنقرة، وليست "مصدر قلق كبير" لبلاده.
تركيا ترفض التهديدات
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي بمطار "أسن بوغا" بالعاصمة أنقرة، قُبيل توجهه في زيارة رسمية إلى أذربيجان، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول التركية الرسمية.
تأتي تصريحات أردوغان بينما تُدرج مسألة فرض عقوبات على تركيا على جدول أعمال القمة الأوروبية، بسبب أعمال التنقيب عن الغاز التي تقوم بها تركيا في شرق البحر المتوسط في مناطق بحرية متنازع عليها مع اليونان وقبرص.
أردوغان قال إن "الاتحاد الأوروبي يطبق دائماً عقوبات على تركيا على أي حال"، مضيفاً أن الاتحاد "لم يكن نزيهاً معنا ولم يفِ بوعوده"، مشيراً إلى أن "قادة شرفاء" داخل الاتحاد الأوروبي -لم يسّمهم- لا ينظرون بارتياح إلى العقوبات.
كانت فرنسا والبرلمان الأوروبي، الذي دعا رسمياً إلى فرض عقوبات، قد قالا إن "الوقت حان لمعاقبة تركيا التي يُنظر إليها في بروكسل على أنها تؤجج الخلاف بشأن الغاز لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية"، وفقاً لوكالة رويترز.
إلا أن تركيا أعربت عن رفضها للتهديدات الأوروبية، ودعا أردوغان الاتحاد الأوروبي إلى الإسراع في التخلص مما وصفه بـ"العمى الاستراتيجي" بشرق المتوسط.
كذلك دعا أردوغان الاتحاد الأوروبي إلى ألا يتصرف حيال شرق المتوسط حسب أهواء اليونان وقبرص الرومية، وأوضح أن تركيا التي تمتلك أطول شريط ساحلي على البحر المتوسط لا يمكنها أن تكتفي بمقعد المتفرج على تطورات المنطقة، مضيفاً أن بلاده ذكرت بكل وضوح أنها لن تعترف بالمخططات والخرائط الرامية إلى حبسها بسواحل أنطاليا.
في سياق متصل، علّق أردوغان على تصريحات رئيس وزراء اليونان الأخيرة، التي قال في جزء منها إن أثينا نجحت في تحويل الخلاف مع تركيا إلى خلاف بين تركيا وأوروبا.
في هذا السياق، قال الرئيس التركي: "في الواقع هم من يتهربون من الحوار، لم يجلسوا على طاولة المفاوضات أبداً"، مضيفاً: "إذا تصرفت اليونان بصدق كدولة جارة، فإننا سنتمسك بدورنا بموقفنا المؤيد للجلوس على طاولة المفاوضات"، وفقاً لوكالة الأناضول.
خلاف شرق المتوسط
وتشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توتراً إثر ما تقول تركيا إنه مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
وتقول وكالة الأناضول إن أثينا تتجاهل التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق المتوسط، وبحر إيجة، وإيجاد حلول عادلة للمشاكل، فيما يجدد الجانب التركي موقفه الحازم حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات الأحادية.
في المقابل ينتقد الاتحاد الأوروبي استئناف تركيا التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وندد سابقاً بما اعتبرها "استفزازات" من قبل أنقرة.
حينها ردّت تركيا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية حامي أكسوي، بأن وصف الاتحاد الأوروبي تحركات تركيا بـ"الاستفزاز" أمر "لا يبعث على المفاجأة" نظراً للنهج "المعتاد المتحيز والمنحاز" للتكتل.
ومنذ اكتشاف احتياطي ضخم من الغاز الطبيعي في شرق المتوسط في 2009، انهمكت الدول الساحلية في نزاعٍ مرير على ترسيم الحدود البحرية. وفي قلب النزاع يكمن غياب تعريف متفق عليه للمناطق الاقتصادية الخالصة لكل منها، وهي المساحات البحرية التي تُطالب الدول بحقوقٍ خالصة لها في استغلال الموارد الطبيعية فيها، مثل الغاز الطبيعي.
يُشار إلى أن السفينة التركية "أوروتش رئيس" عادت لمينائها مرة أخرى الأسبوع الماضي مما ساعد على تهدئة التوترات في شرق المتوسط، لكن شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، حذر من ممارسة لعبة "القط والفأر" بإعادة سفينة التنقيب لمينائها قبل قمة الاتحاد الأوروبي ثم إرسالها من جديد بعد انتهاء القمة، وفق قوله.