السعودية تقضي بسجن الطبيب وليد فتيحي.. اعتقلته الرياض قبل سنوات ومنعت عائلته من السفر

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/12/08 الساعة 15:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/08 الساعة 16:24 بتوقيت غرينتش
الطبيب السعودي الأمريكي وليد فتيحي/الشبكات الاجتماعية

قضت محكمة سعودية، الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2020، بالسجن 6 سنوات على الطبيب، وليد فتيحي، الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والسعودية، بعد أن وجهت له مجموعة من الاتهامات من بينها الحصول على الجنسية الأمريكية بشكل غير قانوني، حسبما صرح به مصدر مقرب لأسرة المعتقل لصحيفة The Washington Post الأمريكية.

إذ قُبض على وليد، وهو مؤسس مستشفى بارز، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017 إبان احتجاز السلطات السعودية لمئات من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وأفراد العائلة المالكة. وبحسب كلامه لأحد أفراد أسرته، احتُجز وليد قرابة عامين دون محاكمة، وتعرض للتعذيب أثناء احتجازه.

حكم بسجن وليد فتيحي رغم مناشدات إدارة ترامب

الصحيفة الأمريكية أوضحت أنه جاء الحكم على الرغم من مناشدات إدارة ترامب المتكررة للحكومة السعودية من أجل الإفراج عن وليد.

رغم أنّ وليد قد أفرج عنه العام الماضي لكنه ظل هو وعائلته ممنوعين من السفر مع تجميد ممتلكاتهم السعودية. واستمر في مواجهة اتهامات وصفتها جماعات حقوق الإنسان بأنها ذات دوافع سياسية.

الطبيب وليد فتيحي
الطبيب وليد فتيحي

بحسب أحد المقربين من عائلة وليد فتيحي، والذي تحدث بشرط عدم الإفصاح عن هويته لحساسية القضية، فقد صدر الحكم ضده، الثلاثاء، بموجب عدة تهم من بينها الحصول على الجنسية الأمريكية دون إذن رسمي ونشر رسائل على تويتر تدعم انتفاضات الربيع العربي عام 2011.

كما أشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الرئيس دونالد ترامب- الذي تجمعه علاقات وثيقة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان- يبغض انتقاد الملف السعودي في مجال حقوق الإنسان، لكن إدارته استثنت وليد من ذلك. فوفقاً لعدة مصادر أُحيطت علماً بالمباحثات، سلطت حكومة ترامب الضوء على محنته في ذات الوقت الذي كانت تضغط فيه على الحكومة السعودية بصفة شخصية لإصدار عفو عنه.

على جانب آخر، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن الاثنين "ناقشا مخاوف الحكومتين بشأن المواطنين الأمريكيين، وطالبا برفع حظر السفر عن وليد".

حظر السفر عليه وعلى زوجته وأطفاله

أكد صديق العائلة أن اثنين من الدبلوماسيين الأمريكيين حضرا جلسة المحكمة التي عُقدت يوم الثلاثاء الثامن من ديسمبر/كانون الأول في العاصمة السعودية الرياض. 

أمام وليد فرصة 30 يوماً للاستئناف على الحكم الصادر ضده. وقال الصديق إنه بالإضافة إلى إعلان حكم السجن ست سنوات، فرضت المحكمة أيضاً حظر سفر إضافي لمدة ست سنوات على وليد وزوجته وأطفاله الستة، وهم جميعاً يحملون الجنسية الأمريكية.

من جانبه، لم يعقّب متحدث باسم الحكومة السعودية فورياً على رسالة تلتمس منه التعليق على الاتهامات أو الحكم. كما نفت المملكة في وقت سابق تعرض وليد للتعذيب أثناء احتجازه.

شعبيته كانت سبباً لاستهدافه من السلطات

يذكر أن وليد، الذي تلقى تعليمه في جامعتي جورج واشنطن وهارفارد، ذائع الصيت في المملكة باعتباره مؤسس مستشفى خاص، ومتحدثاً تحفيزياً، ومضيفاً تلفزيونياً لديه ملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أشار وليد في مقابلة أجراها خلال وقتٍ سابق من العام الجاري مع كاتب عمود في صحيفة Washington Post الأمريكية، إلى أن شعبيته كانت أحد أسباب استهدافه من قبل السلطات. إذ قال في المقابلة: ظلوا يسألونني لماذا تحظى بالكثير من المتابعين؟

مع العلم أن أمريكيين آخرين على الأقل قد اعتقلا في المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى وليد. ومن بينهم صلاح الحيدر، نجل ناشطة سعودية بارزة في مجال حقوق المرأة، وبدر الإبراهيم، وهو طبيب معالج وكاتب.

من يكون الطبيب وليد فتيحي؟

قبل اعتقاله في 2017، كان وليد فتيحي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمستشفى المركز الطبي الدولي في جدة بالمملكة العربية السعودية وهو صاحب فكرة إنشائه، والذي افتتحه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك بالتعاون مع كليفلاند كلينك الأمريكية.

وليد فتيحي له اهتمامات أدبية، إذ إنه كان يكتب في صحيفة "عكاظ" مقالات أسبوعية بعنوان "آفاق من الحياة"، وشغل منصب رئيس تحرير مجلة "صحتك" ربع السنوية التي كانت تصدر في المملكة العربية السعودية.

اشتهر فتيحي بتقديمه البرنامج التلفزيوني "ومحياي" على قناة "إم بي سي"، والذي يهدف إلى تغيير الأخطاء والسلوكيات والأفكار السيئة المنتشرة في المجتمعات العربية.

كان وليد فتيحي قد حصل على الجنسية الأمريكية في أثناء دراسته وممارسته الطب بالولايات المتحدة، ثم عاد إلى السعودية وأسس مستشفى خاصاً في جدة.

الطبيب فتيحي كان قد تم اقتياده من منزله في جدة في منتصف الليل في الشتاء الماضي، حيث تم جمع 200 من السعوديين الأثرياء واحتجازهم داخل فندق ريتز كارلتون في الرياض، وهو ما وصفه ولي العهد بأنه "قمع للفساد".

أُدخل المستشفى ما لا يقل عن 17 معتقلاً آخرين، مع الدكتور فتيحي، وتوفي شخص واحد على الأقل نتيجة الاعتداء أثناء الاحتجاز.

تحميل المزيد