ما كمية البلاستيك التي تتناولها؟ أرقام صادمة حول ما يستهلكه الإنسان من المادة السامة

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/08 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/08 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش
المواد الغذائية قد تحتوي على كميات من البلاستيك/ Istock

ما الطبق الرئيسي على مائدة العشاء؟ أهو السوشي المُعدّ من قطع لعبة الليجو، أم برجر البطاقات الائتمانية، أم قطعة من أنبوب من مادة بي.في.سي مطهوة جيداً؟ وكم تحتوي من جزيئات البلاستيك؟

ربما تبدو هذه الأمثلة مفرطة في التطرف، غير أنها يمكن أن تمثل بمرور الوقت الكمية التراكمية من الجزيئات الميكروسكوبية من البلاستيك التي نتناولها كل يوم، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز، الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2020.

كم يبتلع الإنسان من البلاستيك؟

الوكالة أوضحت أن دراسة أجراها الصندوق العالمي للطبيعة عام 2019، توصَّلت إلى أن من المحتمل أن يبتلع المرء ما يعادل بطاقة ائتمانية من البلاستيك كل أسبوع. 

تركزت الدراسة على مياه الشرب المختلطة بمواد بلاستيكية وأطعمة مثل الكائنات المحارية البحرية التي يميل الناس لالتهامها قطعة واحدة، بما قد تخزنه في جهازها الهضمي من جزيئات البلاستيك.

كما استخدمت رويترز نتائج الدراسة في تصور هذه الكميات من المواد البلاستيكية بمرور الوقت.

ففي غضون شهر نبتلع ما يعادل وزن قطعة عادية من لعبة الليجو، وخلال سنة يعادل ما نتناوله من البلاستيك خوذة أحد رجال الإطفاء.

قد تصل الكمية إلى 20 كيلوغراماً

ربما لا يستكثر البعض هذه الكمية، غير أنها تزيد بمرور الوقت، وبهذا المعدل يمكن أن يصل ما نتناوله من جزيئات البلاستيك خلال 10 سنوات إلى 2.5 كيلوغرام.

خلال حياة الإنسان يصل ما يستهلكه إلى نحو 20 كيلوغراماً.

الوكالة أضافت أن إنتاج المادة زاد في الخمسين عاماً الأخيرة مع انتشار استخدام المنتجات الرخيصة التي تستعمل مرة واحدة. 

كما أوضحت أن البلاستيك غير قابل للتحلل البيولوجي، لكنه يتفتت إلى أجزاء أصغر، فهو ينتشر في نهاية الأمر في كل مكان وعلى الشواطئ وفي الكائنات البحرية، وكذلك في السلسلة الغذائية.

موجودة في أغلفة وأكياس المواد الغذائية

حسب صحيفة The Guardian البريطانية، وجدت مراكز مكافحة الأمراض أن المواد التي تُستخدم لجعل أكثر مرونة توجد في أغلفة وأكياس المواد الغذائية، وتنتشر بمستويات قابلة للقياس في أجسام سكان جميع أنحاء الولايات المتحدة. 

تأكد ارتباطها بضعف الإنجاب وانخفاض نسب الخصوبة واضطرابات النمو العصبي والربو عند البشر.

أما بيسفينول A، وهو مركب آخر يُضاف كثيراً إلى المواد المستخدمة لحفظ الطعام وبطانة صفائح المشروبات، فقد أكدت دراسات الرابط بينها وبين تضرر عقول الأطفال حديثي الولادة والرُّضَع والقدرة الإنجابية.

بيسفينول S وبيسفينول F، اللذان يستخدمان في منتجات يُروَّج لها باعتبارها "خالية من بيسفينول A"، قد يملكان آثاراً مشابهة. 

فقد توصلت الدراسات التي أجرتها جامعة تكساس وجامعة ولاية واشنطن إلى أن بيسفينول S قد يعطل وظائف الخلايا في جسم الإنسان ويسبب السمنة للأطفال.

ثمة العديد من المواد الكيميائية الأخرى التي تُضاف إلى المواد البلاستيكية أثناء الإنتاج، أقرَّ الباحثون بأنها تؤثر على الصحة والنمو، تعاني من ثغرات كثيرة حتى الآن. لكن الأبحاث التي تزيد المخاوف حول "المادة المعجزة" فهي في زيادة.

أيضاً في المياه المعبأة!

إذ قالت منظمة الصحة العالمية إن جزيئات البلاستيك الموجودة في مياه الشرب تمثل خطراً "محدوداً" على صحة الإنسان، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لطمأنة المستهلكين.

على مدى سنوات، أثارت دراسات حول جزيئات رُصدت في مياه الصنابير والمياه المُعبأة مخاوف الناس، لكن البيانات المحدودة المتاحة تبدو مُطمئنة وفقاً لأول تقرير تُصدره المنظمة الدولية عن المخاطر الصحية المرتبطة بتناول الطعام والشراب.

تدخل جزيئات في مصادر مياه الشرب، من خلال ما يتسرب من مياه الصرف، وفقاً للمنظمة التابعة للأمم المتحدة. وتشير إلى أن عملية التعبئة والتغليف من أسباب وجود جزيئات البلاستيك في بعض قوارير المياه المعبأة.

لكن منظمة الصحة أوضحت أيضاً أن الدراسات المتاحة حالياً عن مدى سُمية جزيئات البلاستيك محدودة، مؤكدة أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لحسم بعض القضايا.

إذ تمثل جزيئات المادة ثلاثة أنواع من المخاطر، وهي الخطر المادي والكيميائي إلى جانب خطر تكوّن مستعمرات بكتيرية.

علامات:
تحميل المزيد