في تحدٍّ واضح للسلطات الإيرانية في العاصمة طهران، علّق مجهولون علم إسرائيل ولافتة تشكر جهاز استخباراتها "الموساد" على أحد الجسور، وذلك بعد أيام من إعلان طهران عن اغتيال العالم النووي فخري زادة، واتهام طهران لتل أبيب بالضلوع في مقتله.
مستخدمون نشروا على حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي، الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2020، فيديو يظهر العلم الإسرائيلي واللافتة، معتبرين أنها رسالة إلى طهران عقب اغتيال زادة.
ولم تدل السلطات الرسمية الإيرانية بأي تصريح بخصوص الحادثة حتى ظهر الثلاثاء.
رواية إيران عن الاغتيال
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أعلنت طهران اغتيال زادة (63 عاماً)، المعروف بـ"عراب الاتفاق النووي"، إثر استهداف سيارة كانت تقله قرب طهران، وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، عبر تويتر، إن "هناك أدلة مهمة حول ضلوع إسرائيل في اغتيال فخري زادة".
وحسم الحرس الثوري في إيران، الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، رواية طهران عن قتل زادة، بعد تضارب الأنباء حول وجود مسلحين في مكان العملية من عدمه، وما إذا كانت هناك أسلحة آلية نصبت بالمكان، وذلك في عملية اغتيال مقعدة نُفذت بأسلوب جديد بالكامل في قلب العاصمة طهران.
نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد علي فدوي أكد التكهنات التي تشير إلى أن اغتيال محسن فخري زادة تم بواسطة رشاش، كاشفاً النقاب عن أن التحكم بهذا السلاح تم عبر الأقمار الاصطناعية والإنترنت، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
فدوي أكد أيضاً أن مكان الحادث لم يتواجد به أي مسلحين الذين وصفهم بـ"الإرهابيين"، مضيفاً أنه "تم إطلاق 13 رصاصة من رشاش كان يركز على وجه زادة بكاميرا متطورة بمساعدة الذكاء الاصطناعي".
هذه المعلومة التي نقلتها وكالة مهر الإيرانية عن فدوي كشفت أيضاً الدقة الشديدة التي امتازت بها هذه العملية، فقد أوضح فدوي أن زوجة العالم النووي كانت بجانبه لحظة تنفيذ العملية، لدرجة أنها كانت تبعد عنه فقط 25 سنتيمتراً، إلا أن الرصاصات التي أُطلقت على فخري زادة لم تخطئ الهدف، وأصابته لوحده، دون إصابة زوجته بأي طلقة.
يُشار إلى أن إسرائيل لم تؤكد حتى الآن أنها كانت وراء عملية اغتيال زادة التي تمثل خسارة كبيرة بالنسبة لإيران.