تعاني من الصداع وتتساءل ما مؤشر ذلك على صحتك؟ حسناً سأخبرك، لكن أخبرني أولاً أي نوع من الصداع تعاني؟ نعم، أنواع الصداع متنوعة وكل منها مؤشر مختلف على صحتك الجسدية.
أنواع الصداع
الصداع هو ألم في أي منطقة من الرأس، وطبعاً مكان الألم وشدته ومدته يختلف حسب نوع الصداع، فهناك 10 أنواع من الصداع على الأقل، وهي:
- لديك صداع بالرأس
- الصداع العنقودي
- صداع نصفي
- الحساسية أو صداع الجيوب الأنفية
- الصداع الهرموني
- صداع الكافيين
- صداع الإجهاد
- صداع ضغط الدم المرتفع
- صداع ناتج عن استعمال مفرط للأدوية
- صداع ما بعد الصدمة
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن كل شخص تقريباً قد يعاني من الصداع من حين لآخر.
في بعض الحالات قد يتطلب الصداع تدخلاً طبياً عاجلاً، خصوصاً إذا كان يترافق مع الصداع أي من هذه الأعراض:
- تصلُّب الرقبة
- طفح جلدي
- التقيؤ
- عدم وضوح الكلام
- ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية
- شلل مؤقت في أي جزء من جسمك أو فقدان بصر
لكن غير ذلك، يُمكنك مواصلة القراءة لتعرف أنواع الصداع، وكيف تخفف حدة كل نوع.
1. صداع التوتر
إذا كنت تعاني من صداع التوتر (Tension headaches) فقد تشعر بإحساس خفيف مؤلم في جميع أنحاء رأسك، وليس في منطقة محددة، كما تشعر وكأن رأسك ينبض. قد تشعر أيضاً معه بألم حول عضلات الرقبة أو الجبهة أو فروة الرأس أو الكتف.
يمكن لأي شخص أن يصاب بصداع التوتر، وغالباً ما ينجم عن الإجهاد، ولذلك لا يتطلب مسكن الألم وصفة طبية، وقد يفي الإسبرين، أو إيبوبروفين، أو نابروكسين بالغرض، مع الراحة وتخفيف عوامل التوتر.
2. الصداع العنقودي
يتسم الصداع العنقودي (Cluster headaches) بالإحساس بالحرق الشديد والألم الثاقب، ويحدث حول أو خلف عين واحدة أو على جانب واحد من الوجه في كل مرة.
في بعض الأحيان يمكن أن يحدث التورم والاحمرار والتعرق في الجانب المصاب بالصداع، وغالباً ما يحدث احتقان الأنف وألم في العين في نفس جانب الصداع.
يحدث هذا الصداع في نوبات متتالية، يمكن أن يستمر كل صداع فردي من 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات، فيما يعاني معظم الأشخاص من نوبة إلى أربع نوبات من الصداع يومياً، وعادةً يكون في نفس الوقت تقريباً من كل يوم.
يمكن أن تستمر نوبة الصداع العنقودي يومياً لعدة أشهر في كل مرة، وفي الأشهر بينها تختفي جميع الأعراض. يُعد الصداع العنقودي أكثر شيوعاً في فصلَي الربيع والخريف، كما أنه أكثر شيوعاً ثلاث مرات عند الرجال، وفق موقع Health Line المتخصص في المواضيع الصحية.
الأطباء ليسوا متأكدين من أسباب الصداع العنقودي، لكنهم يعرفون بعض الطرق الفعالة لعلاجه، فقد يوصي طبيبك بالعلاج بالأكسجين أو دواء السوماتريبتان أو مخدر موضعي (ليدوكائين) لتخفيف الآلام، وعموماً يعمل الأطباء على وضع خطة وقائية بأدوية يكوستيرويدات والميلاتونين وتوبيراميت لتقليل النوبات.
3. الصداع النصفي
ألم الصداع النصفي أو صداع الشقيقة (Migraine) يشبه النبضات الشديدة التي تخرج من أعماق رأسك، وغالباً تحدث في جانب واحد من الرأس، ويمكن أن يستمر هذا الألم لعدة أيام. يحد الصداع النصفي بشكل كبير من قدرتك على أداء روتينك اليومي.
غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالصداع النصفي من حساسية تجاه الضوء والصوت، وعادة ما يحدث الغثيان والقيء.
وفي بعض حالات الصداع النصفي قد تحدث اضطرابات بصرية، ويعاني حوالي واحد من كل خمسة أشخاص من أعراض تنبئ بهذا الاضطراب قبل أن يبدأ الصداع، فقد يرى الأضواء الساطعة، ووميض الأضواء، وأشكالاً تشبه النجوم، ونقاط بيضاء، وخطوط متعرجة.
يمكن أن يشعر الشخص أيضاً بوخزٍ في جانب واحد من الوجه أو في ذراع واحدة وصعوبة في التحدث. ومع ذلك، يمكن لأعراض السكتة الدماغية أيضاً أن تحاكي الصداع النصفي، لذلك إذا كان أي من هذه الأعراض جديداً عليك فمن الأفضل الحصول على رعاية طبية فورية.
اضطراب النوم والجفاف وتخطي الوجبات وبعض الأطعمة وتقلبات الهرمونات والتعرض للمواد الكيميائية جميعها من مسببات الصداع النصفي، وقد يصاب بعض الأشخاص به بعد تعرضهم لصدمة، أو نتيجة أمراض في الجهاز العصبي، أو لأسباب وراثية. والنساء عموماً أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي أكثر 3 مرات من الرجال.
إذا لم تقلل مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية من آلام الصداع النصفي فقد يصف طبيبك أدوية التريبتان التي تعمل على تقليل الالتهاب وتغير تدفق الدم داخل الدماغ، وتأتي في شكل بخاخات للأنف وحبوب وحقن.
إذا كنت تعاني من صداع منهك قد يستمر لأكثر من ثلاثة أيام في الشهر، فتحدث إلى طبيبك بشأن تناول دواء يومي لمنع الصداع.
4. صداع الحساسية أو صداع الجيوب الأنفية
يحدث صداع الحساسية أو صداع الجيوب الأنفية (Allergy or sinus headaches) أحياناً نتيجة لرد فعل تحسسي، وتعرف هذا إذا كان الألم الناتج عن هذا الصداع يتركز في منطقة الجيوب الأنفية وأمام رأسك، وعموماً فالأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية المزمنة أو التهاب الجيوب الأنفية معرضون للإصابة به.
عادة ما يتم تشخيص صداع الشقيقة بالخطأ على أنه صداع الجيوب الأنفية، لكن في الواقع فإن حوالي 90% من "صداع الجيوب الأنفية" هي في الواقع صداع نصفي.
يتم علاج صداع الجيوب الأنفية عن طريق تخفيف المخاط الذي يتراكم ويسبب ضغط الجيوب الأنفية. يمكن أن يكون صداع الجيوب الأنفية أيضاً أحد أعراض التهاب الجيوب الأنفية، في هذه الحالات قد يصف طبيبك المضادات الحيوية لإزالة العدوى وتخفيف الصداع والأعراض الأخرى.
5. الصداع الهرموني
عادة ما تعاني النساء من الصداع المرتبط بالتقلبات الهرمونية أو الصداع الهرموني (Hormone headaches)، إذ تؤثر كل من الدورة الشهرية وحبوب منع الحمل والحمل على مستويات هرمون الإستروجين، ما قد يسبب الصداع.
تُعرف أنواع الصداع المرتبطة بالدورة الشهرية أيضاً باسم الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية، ويمكن أن تصاب به النساء قبل الحيض أو في أثنائه أو بعده مباشرةً، وكذلك في أثناء الإباضة.
يمكن أن تعمل مسكنات الألم التي تصرف من دون وصفة طبية مثل نابروكسين أو الأدوية الموصوفة مثل فروفاتريبان على السيطرة على هذا الألم.
تشير تقديرات مؤسسة National Headache Foundation المتخصصة في التوعية بشأن الصداع إلى أن حوالي 60% من النساء المصابات بالصداع النصفي يعانين أيضاً من الصداع النصفي الناتج عن الدورة الشهرية، لذلك قد يكون للعلاجات البديلة دور في تقليل الصداع الكلي كل شهر، ويشمل ذلك الاسترخاء، وتناول نظام غذائي صحي.
6. صداع الكافيين
يؤثر الكافيين على تدفق الدم إلى عقلك، لذلك فإن تناول الكثير منه يمكن أن يسبب لك صداعاً يُمكن تعريفه باسم "صداع الكافيين-Caffeine headaches". لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المتكرر معرضون لخطر الإصابة بالصداع بسبب استخدامهم للكافيين.
أيضاً العكس قد يحصل، فعندما تعتاد على تعريض دماغك لكمية معينة من الكافيين كل يوم، قد تصاب بالصداع إذا لم تحصل على الكافيين، وقد يعاني من يقلل من الكافيين من أعراض الانسحاب، والتي تأتي على شكل نوبات صداع أيضاً، لكن ليس مع الجميع.
لذلك، من الأفضل عموماً الحفاظ على تناول الكافيين عند مستوى ثابت ومعقول.
7. صداع الإجهاد
يحدث صداع الإجهاد (Exertion headaches) بسرعة بعد فترات من النشاط البدني المكثف مثل رفع الأثقال والجري وحتى العلاقة الحميمية، إذ يُعتقد أن هذه الأنشطة تسبب زيادة تدفق الدم إلى جمجمتك، ما قد يؤدي إلى صداع نابض على جانبي رأسك.
يجب ألا يستمر صداع الإجهاد لفترة طويلة، عادة ما يتم التخلص من هذا النوع من الصداع في غضون بضع دقائق أو عدة ساعات. المسكنات مثل الأسبرين والإيبوبروفين يمكنها أن تخفف الأعراض.
لكن إذا كنت تعاني من صداع الإجهاد باستمرار بعد أي مجهود حركي، فتأكد من مراجعة طبيبك، لأنه في بعض الحالات قد تكون علامة على حالة دوائية خطيرة.
8. صداع ضغط الدم المرتفع
ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب لك صداعاً يعرف بصداع ضغط الدم المرتفع (Hypertension headaches)، وهذا النوع من الصداع يشير إلى حالة طارئة، لأنه يحدث عندما يرتفع ضغط الدم بشكل خطير.
عادة ما يحدث صداع ضغط الدم المرتفع على جانبي رأسك، وعادة ما يكون أسوأ مع أي صداع آخر، وغالباً ما تشعر أن رأسك ينبض، وقد تواجه أيضاً تغيرات في الرؤية أو التنميل أو الوخز أو نزيف الأنف أو ألم في الصدر أو ضيق في التنفس.
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من صداع ارتفاع ضغط الدم، فعليك الحصول على رعاية طبية فورية.
وعادة ما تختفي هذه الأنواع من الصداع بعد وقت قصير من السيطرة على ضغط الدم بشكل أفضل، ولا ينبغي أن تتكرر ما دام معدل ضغط الدم تحت السيطرة.
9. صداع ناتج عن استعمال مفرط للأدوية
هناك نوع آخر من الصداع، وهو صداع ناتج عن استعمال مفرط للأدوية (Rebound headaches)، قد يأتي كأنه صداع خفيف مثل الناتج عن التوتر، أو قد يشعر المصاب به بألم شديد، مثل الصداع النصفي.
قد تكون أكثر عرضة لهذا النوع من الصداع إذا كنت تستخدم مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفة طبية بشكل متكرر، إذ يؤدي الإفراط في استخدام هذه الأدوية إلى المزيد من حالات الصداع وليس تقليلها.
العلاج الوحيد لهذا الصداع هو منع نفسك من تناول الدواء الذي كنت تتناوله للسيطرة على الألم، على الرغم من أن الألم قد يتفاقم في البداية، إلا أنه سيهدأ تماماً في غضون أيام قليلة.
10. صداع ما بعد الصدمة
يمكن أن يحدث صداع ما بعد الصدمة (Post-traumatic headaches) بعد أي نوع من إصابات الرأس القوية، يشبه شعور هذا الصداع الصداع النصفي أو صداع التوتر، وعادة ما يستمر بين 6 إلى 12 شهراً بعد حدوث إصابتك، ويمكن أن تصبح مزمنة.
غالباً ما يتم وصف أدوية التريبتان وسوماتريبتان للتحكم في الألم الناتج عن هذا الصداع.
متى ترى الطبيب؟
في معظم الحالات يختفي الصداع في غضون 48 ساعة، لكن إذا كنت تعاني من صداع استمر لأكثر من يومين أو زادت حدته، فيجب أن ترى طبيبك، لأنه في هذه الحالة لا يكون صداعاً عرضياً (يحدث مرة واحدة كل فترة ويستمر بين نصف ساعة إلى عدة ساعات)، بل يكون صداعاً مزمناً، يحدث بشكل متكرر ويستمر مدداً أطول.
إذا كنت تعاني من الصداع لمدة تزيد عن 15 يوماً من الشهر على مدار ثلاثة أشهر، فقد تكون مصاباً بحالة صداع مزمن، وتحتاج إلى استشارة طبيب، حتى إذا كنت قادراً على التحكم في الألم باستخدام الأسبرين أو الإيبوبروفين.
يمكن أن يكون الصداع عرضاً لحالات صحية أكثر خطورة، وبعضها يتطلب علاجاً يتجاوز الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية والعلاجات المنزلية.
قد يهمك أيضاً: تحسين وظائف المخ وتقليل الصداع، وحتى فقدان الوزن.. فوائد غير معروفة لشرب الماء