أعلن الجيش العراقي انطلاق حملة عسكرية، الأحد 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لملاحقة فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المُصنف على قوائم الإرهاب، في صحراء محافظة الأنبار غرب البلاد، والتي تربطها حدودياً مع سوريا والأردن والسعودية.
مشاركة للطائرات: قائد عمليات الأنبار (تابعة للجيش) اللواء ناصر الغنام، قال في بيان إن الحملة العسكرية انطلقت بمشاركة قوات من الجيش والشرطة والحشد العشائري (مقاتلون سنة موالون للحكومة).
الغنام أوضح أن الحملة تهدف إلى "مطاردة ما تبقى من فلول داعش في عمق صحراء الرطبة، بمحافظة الأنبار، مدعومة بإسناد جوي من طيران الجيش العراقي".
تُعد محافظة الأنبار الحدودية من المناطق الصحراوية بالعراق، ويستغلها مسلحو داعش للتخفي وشن الهجمات.
وإلى جانب عملية الأنبار، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أن قواتها "ألقت القبض على شخصين مطلوبين لانتمائهما لعصابات داعش الإرهابية، في محافظة كركوك"، وقالت في بيان إن الموقوفَيْن "اعترفا بتقديم معلومات لعصابات داعش عن أسماء ومواقع الأجهزة الأمنية وتحركاتها، ما استدعى اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهما".
هجمات داعش بالعراق: وعلى الرغم من الخسارة الكبيرة التي مُني بها التنظيم في سوريا والعراق، فإن من تبقّى من عناصره يعملون كخلايا نائمة، ويشنون هجمات كر وفر ضد بنى تحتية للدولة، خصوصاً في مناطق مفتوحة تمتد إلى الشمال من بغداد.
في هذا السياق، كان أحد عشر عراقياً بينهم مقاتلون من الحشد الشعبي، قُتلوا يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في هجوم بقنبلة يدوية على نقطة عسكرية في منطقة الرضوانية، ذات الغالبية السنية، الواقعة إلى الغرب من بغداد.
وتفيد دراسة نشرت هذا الشهر "للمركز الدولي لمكافحة الأرهاب" في لاهاي، أن نشاط تنظيم "داعش" في العراق "تسارع بشكل كبير من فبراير/شباط 2020 فصاعداً"، حيث وصل إلى مستويات "تقترب من القلق" من تلك التي سبقت اجتياحه لثلث العراق في عام 2014، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
الدراسة لفتت أيضاً إلى أن "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبشكل عام، ينتقل من مرحلة (إعادة) بناء إلى أخرى تتميز بهجمات جريئة على غرار حرب العصابات".
تأتي هذه الهجمات التي ينفذها مقاتلون من داعش بالعراق تزامناً مع قيام التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بخفض عدد قواته التي ساندت العراق في محاربة التنظيم منذ عام 2014.
وأعلنت واشنطن في وقت سابق هذا الشهر، أنها ستسحب قريباً 500 جندي من قواتها في العراق بحلول منتصف يناير/كانون الثاني، ليبقى بذلك 2500 فقط في هذا البلد، وقال مسؤولون عراقيون إنه يمثل المرحلة الرابعة والأخيرة من سحب قوات التحالف.