كشف موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير له نشره يوم الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عَزَفَ عن الاستجابة لمطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموافقة على شن هجوم على إيران عندما التقيا يوم الأحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في مدينة نيوم، حسبما كشفت مصادر سعودية مطلعة على الاجتماع.
حيث قال التقرير إنَّ إحجام بن سلمان كان لسببين: أولاً أنه قرأ الهجومين الأخيرين على أهداف نفطية سعودية على أنهما رسائل تحذير من إيران مُرسَلة عبر وكلاء. أما السبب الثاني حسب تقرير الميدل إيست إي أن ولي العهد يتشكك من رد الولايات المتحدة في ظل الإدارة القادمة للرئيس المُنتَخَب جو بايدن، في حالة اندلاع سلسلة طويلة من الضربات والضربات المضادة، معتقداً أنَّ رد بايدن الأول على أزمة الخليج سيكون التهدئة قبل التفاوض على اتفاق نووي مع طهران.
هجوم على إيران: فيما قال مصدر سعودي مُطلِع على الاجتماع، لموقع Middle East Eye، إنَّ وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته مايك بومبيو لم يتعهد، خلال الاجتماع الثلاثي يوم الأحد، بشن هجوم على منشآت معالجة اليورانيوم الإيرانية.
كذلك صرَّح المصدر السعودي، الذي طلب عدم ذكر اسمه "دافع نتنياهو في الاجتماع عن ضرب إيران. لكن لم يعرب بومبيو عن التزام لأي من القرارين".
أما في الرياض، فلا يزال التهديد بشن هجوم أمريكي على منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية قائماً إلى حد كبير، على الرغم من الدلائل على أنَّ الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب يبدو أخيراً مستعداً للاعتراف بخسارة الانتخابات.
رسائل واضحة للسعودية: وأضاف المصدر السعودي أنَّ الهجمات الأخيرة على مواقع في المملكة كانت رسائل واضحة من إيران عبر وكلائها.
في حين استهدف أحدث هجومين منشآت النفط السعودية بصاروخ "قدس 2" أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران على خزان نفط في مصنع أرامكو في شمال جدة، وناقلة مملوكة لليونان في ميناء الشقيق المطل على البحر الأحمر بلغم "ليمبت".
كانت الضربة الصاروخية في شمال جدة أكبر هجوم على أحد مرافق أرامكو منذ استهداف طائرات بدون طيار لمنشأتين في بقيق وخريص؛ مما أدى إلى انخفاض إنتاج المملكة من النفط إلى النصف لبضعة أشهر في عام 2019.
ونفت الرياض رسمياً صحة الأنباء عن عقد اجتماع يوم الأحد، بعدما نشرت صحيفة Haaretz الإسرائيلية تفاصيل عنه. وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، في تغريدة "لم ينعقد مثل هذا الاجتماع. فالموجودون كانوا مسؤولين أمريكيين وسعوديين فقط".
إلى جانب ذلك، لم يأتِ بيان وزارة الخارجية الأمريكية الخاص بلقاء بومبيو مع ولي العهد في نيوم على ذكر نتنياهو. وذكر البيان: "ناقشا ضرورة وحدة الخليج لمواجهة السلوك العدواني الإيراني في المنطقة وضرورة تحقيق حل سياسي للصراع في اليمن".
تعليق مكتب نتنياهو: ولم يعلق مكتب نتنياهو على الاجتماع، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قال: "إنَّ تسريب أنباء رحلة رئيس الوزراء السرية إلى السعودية خطوة غير مسؤولة".
كانت زيارة نتنياهو، التي رافقه فيها رئيس الموساد يوسي كوهين، هي أول اجتماع رفيع المستوى معروف بين زعيمين إسرائيلي وسعودي، على الرغم من التقارير التي تفيد بأنَّ الاثنين التقيا سراً في الماضي.
في المقابل قال التقرير إنَّ "الرسائل" الإيرانية إلى الرياض التي تنقلها الهجمات على المنشآت النفطية جزء لا يتجزأ من حملة رسائل عنيفة أوسع تشنها طهران. ووفقاً لمصادر موقع Middle East Eye، ترى إيران أنَّ احتمال إصدار ترامب أوامر بشن هجوم عليها لا يزال يمثل خطراً وشيكاً.
حماية أمريكا للسعودية: وصرَّح أحد المصادر: "إنهم يقولون للسعودية إنكِ ستدفعين ثمن أي شيء يحدث لنا. ويعلم محمد بن سلمان أنه في حال هاجم ترامب الإيرانيين، فلن تحصل السعودية على الحماية الأمريكية من بايدن".
كما أضاف المصدر أنَّ ولي العهد السعودي "يعارض الآن حدوث مثل هذا الشيء تحت إدارة ترامب. واتضح هذا خلال الاجتماع". ووصفت المصادر، التي لديها معرفة مباشرة بما يدور في الديوان الملكي السعودي، ولي العهد بأنه "قلق وعصبي للغاية".
بينما قال مصدر آخر: "يعيش محمد بن سلمان حالياً أسوأ أيامه منذ تنصيبه ولياً للعهد. وهمه الرئيسي هو بايدن. إذ يشعر أنَّ هذه الإدارة ستعاديه، ومع عدم نسيان العالم لكل ما قام به من قتل جمال خاشقجي، وسجن الناشطات وإساءة معاملتهن، فهو في الحقيقة لا يعرف ماذا يفعل".