“لكسب وُد إدارة بايدن”.. فايننشيال تايمز: محمد بن سلمان يسعى للمصالحة مع قطر وفك الحصار

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/27 الساعة 20:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/27 الساعة 20:04 بتوقيت غرينتش
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان/ رويترز

قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" الأمريكية، الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020،  إن المملكة العربية السعودية كثفت جهودها لحل نزاعها المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع قطر بعد الهزيمة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك حسب مصادر وصفتها بـ"المطلعة على المحادثات".

حسب تقرير للصحيفة، فإن هذه الخطوة يُنظر إليها على أنها إنهاء للحصار المفروض على الجارة الغنية بالغاز من قِبل دول الخليج، وأنها محاولة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكسب ود إدارة بايدن الجديدة.

تغير الحسابات

أقام الأمير محمد، الحاكم الفعلي للمملكة، علاقات وثيقة مع البيت الأبيض في عهد ترامب، ودعم الرئيسُ وليَّ العهد في الوقت الذي تكافح فيه الرياض أسوأ أزمة دبلوماسية منذ عقود، بعد أن قتل عملاء سعوديون جمال خاشقجي قبل عامين. 

لكن يجب أن تكون الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب، جو بايدن، أكثر برودة تجاه الأمير الشاب الذي أثار انتقادات واسعة النطاق من الديمقراطيين بشأن مقتل خاشقجي، وحرب السعودية في اليمن، واحتجاز عشرات النشطاء ورجال الأعمال وأفراد العائلة المالكة.

في السياق نفسه، اعتبر مستشار للسعودية والإمارات أن ذلك يعتبر  "هدية لبايدن"، وأضاف أن الأمير محمد بن سلمان "يشعر كأنه في مرمى النيران" بعد فوز بايدن الانتخابي، ويريد صفقة مع قطر "للإشارة إلى استعداده لاتخاذ إجراء".

في الجهة المقابلة، قال علي الشهابي، المحلل السعودي المقرب من الديوان الملكي، إن القادة السعوديين كانوا "منفتحين على طرح هذه القضية"، لعدة أشهر. 

حصار قطر 

المتحدث نفسه صرح أيضاً بأنهم "عمِلوا لبعض الوقت على إغلاق كثير من الملفات الساخنة، ومن الواضح أن هذا هو الملف".

يعتبر الخلاف مع قطر من أسهل المشاكل التي يجب على الأمير محمد حلها.

قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية وروابط النقل مع قطر، في يونيو/حزيران 2017، بدعوى أن الدوحة ترعى الجماعات الإسلامية وأنها قريبة جداً من إيران.

ونفت قطر، أغنى دولة في العالم من حيث نصيب الفرد، هذه المزاعم ورفضت جميع الأطراف حتى الآن تقديم تنازلات، ومقاومة ضغوط واشنطن لحل الأزمة. 

تخشى إدارة ترامب أن يؤدي الخلاف إلى إضعاف التحالف العربي الذي سعت إلى تشكيله ضد إيران، وهي مُحبطة من استفادة طهران مالياً، حيث يفرض حظر الرحلات الجوية من وإلى قطر، استخدام المجال الجوي الإيراني.

وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات، إن المحادثات الأخيرة جرت بين الولايات المتحدة والكويت بهدف إرساء الأساس لمفاوضات مباشرة بين الرياض والدوحة.

تريد قطر التأكد من وجود شروط مسبقة قبل أي محادثات ثنائية. وقال الدبلوماسي، إن هذه يمكن أن تشمل إجراء "لِبناء الثقة" مثل رفع الحظر الجوي. 

الاحتمال الآخر هو السماح بِحرية تنقُّل المواطنين القطريين إلى الدول التي فرضت الحظر، حتى لو كانت الدوحة تريد ضمانات على رفاهيتهم.

ذوبان الجليد

في هذا الاتجاه، قال روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الأمريكي، هذا الشهر، إنه يأمل أن تتمكن الخطوط الجوية القطرية من التحليق فوق الدول العربية المقاطعة لها، "في السبعين يوماً المقبلة" قبل نهاية رئاسة ترامب.

وقال مستشار الرياض وأبوظبي، إن القادة السعوديين والإماراتيين أرادوا من قطر "تخفيف حدة" القناة الناطقة باللغة العربية لشبكة الجزيرة التلفزيونية، التي يتهمها منتقدوها بأنها أداة دعاية للدوحة، وإنهاء انتقادها للسعودية. ولم ترد الرياض فوراً على طلب للتعليق.

بعد فرض الحظر، قدمت الرياض وأبوظبي إلى الدوحة قائمة غير عادية من 13 مطلباً، تضمنت إغلاق قناة الجزيرة، وتقليص علاقات الدوحة مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية. لكن المستشار قال إن وسطاء كويتيين توصلوا إلى اتفاق جديد لاستبدال البنود الـ13، "مما يمهد الطريق لقُبلة ومكياج".

يمكن أن يشمل ذوبان الجليد في العلاقات بين قطر، أكبر مُصدّر بالعالم للغاز الطبيعي المسال، وجيرانها الخليجيين تسليم الغاز الطبيعي المسال إلى البحرين، وفقاً لأشخاص مطلعين على المفاوضات.

ومع ذلك، قال شخص مطلع على موقف الدوحة، إنه لم تتم مناقشة أي تفاصيل حول إجراءات بناء الثقة، فيما حذَّر مسؤولون خليجيون من أي اختراقات مهمة على المدى القريب، وهناك تساؤلات أيضاً حول موقف أبوظبي.

في الأسبوع الماضي، قال يوسف العتيبة، سفير الإمارات المؤثر بواشنطن، إن إنهاء النزاع ليس أولوية، مما يسلط الضوء على الاختلافات الملحوظة بين البلدين بشأن الاتجاه المستقبلي للشرق الأوسط.

تحميل المزيد