قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الخميس 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إنها تقف على "حافة الهاوية"، جرّاء الأزمة المالية الكبيرة التي تمرّ بها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المفوّض العام لـ"الأونروا"، فيليب لازاريني، بمدينة غزة، على هامش زيارة يجريها للقطاع منذ الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
أزمة مالية غير مسبوقة: قال لازاريني، إن الوكالة "تعاني من أزمة مالية غير مسبوقة"، وأضاف: "المصروفات لا تتناسب مع المدخولات، بسبب زيادة الأزمات المحيطة، المتزامنة مع زيادة أعداد اللاجئين واحتياجاتهم".
كما بيّن أنه "لا يوجد لدى الأونروا تمويل لتغطية مصروفاتها حتّى نهاية العام الجاري". وأوضح أن هذه الأزمة تأتي في ظل "عمل نحو 28 ألف موظف يتبعون لأونروا، في الخطوط الأمامية لمواجهة جائحة كورونا".
بينما شدد على أن "أونروا" ستبذل جهدها لـ"الحصول على تمويل للخدمات، وتقديم حياة كريمة وأفضل مما هي عليه الآن"، وجدد تأكيد الوكالة الأممية على الاستمرار في تقديم خدماتها لـ"اللاجئين الفلسطينيين حتّى إيجاد حل سياسي لقضيتهم".
فيما عبّر عن آماله في استجابة المجتمع الدولي لنداء "أونروا لتقديم الدعم اللازم، خاصة في ظل أزمة كورونا وتردّي الأوضاع الاقتصادية للاجئين". ودعا لازاريني إلى عقد مؤتمر دولي "لمناقشة احتياجات اللاجئين، والدول المضيفة، وتبرعات المانحين للوكالة".
انهيار وشيك للقطاع الصحي: من جانب آخر، حذّر المفوض العام لـ"أونروا" من انهيار وشيك للقطاع الصحي بغزة، جرّاء جائحة كورونا. وأشار إلى أن شريحة اللاجئين باتت تعتمد على الوكالة الأممية "أكثر من أي وقت مضى، فيما يتعلق بالخدمات الصحية والإغاثية والتعليمية".
إذ تواجه "أونروا"، وفق الأمم المتحدة، عجزاً بمقدار 115 مليون دولار، بينها 70 مليوناً لتغطية رواتب أكثر من 28 ألف موظف، عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول).
في تصريحات سابقة، قال استيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "الوضع المالي للأونروا بات أكثر خطورة".
تقدم "أونروا" خدماتها لنحو 5.3 مليون لاجئ فلسطيني، وتعاني من أزمة مالية خانقة، منذ أن جمدت الولايات المتحدة، في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، كامل دعمها للوكالة، بدعوى عدم رضاها عن أسلوب عمل الوكالة، التي تتعرض لانتقادات إسرائيلية.
تغيير وضعية الأونروا: في 22 مايو/أيار 2019، دعا المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي، إلى نقل خدمات "الأونروا" إلى الدول المستضيفة للاجئين.
إذ قال غرينبلات إن المجتمع الدولي عليه "الإقرار بأن نموذج أونروا، خذل الشعب الفلسطيني". وخلال نفس الجلسة لمجلس الأمن، حذّر المفوض العام للأنروا، بيير كرينبول، من توقف عملياتها، بعد منتصف يونيو/حزيران 2019؛ جراء نقص التمويل.
كما قال إن "ما تملكه الوكالة من مالٍ لا يكفي لإدارة عملياتها، بعد منتصف يونيو/حزيران المقبل". ورداً على تصريحات غرينبلات، دافع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن "الدور الحساس" الذي تضطلع به وكالة الأونروا.
سحب الدعم الأمريكي: أعرب غوتيريش، في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسمه استيفان دوغريك، في 23 مايو/أيار 2019، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك، عن أمله في أن تواصل الدول الأعضاء تقديم المساعدة لها من أجل ضمان اضطلاعها بهذا.
أردف قائلاً: "التفويض الذي تعمل بموجبه الأونروا هو تفويض حصلت عليه من الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة، والأمين العام يأمل أن تواصل هذه الدول تقديم المساعدة للأونروا، حتى تتمكن من الاضطلاع بمهمتها".
إذ قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 31 أغسطس/آب 2018، وقف تمويلها كلياً عن "الأونروا"؛ بدعوى معارضتها لطريقة عمل الوكالة، التي تواجه انتقادات إسرائيلية.