دعت منظمة الصحة العالمية الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، جميع البالغين حول العالم بالتزام نشاط بدني منتظم، وذلك لما يشكله ذلك من أهمية بالغة على الصحة الجسدية والعقلية كذلك في ظل جائحة انتشار فيروس كورونا والحظر العام المرافق لها، ذلك في أول توجيه لها منذ 10 سنوات.
منظمة الصحة العالمية أوصت، في بيان إطلاق حملتها الجديدة "كل حركة مهمة" بأنه يتعين على جميع البالغين ممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني القوي أسبوعياً، وأن يمارس الأطفال والمراهقون التمارين البدنية بمعدل ساعة واحدة يومياً، كما دعت للحد من الوقت أمام الشاشات الإلكترونية.
كذلك تم إدراج الحوامل والأمهات بعد الولادة في التوصيات التي تشمل ممارسة ما بين 150 و300 دقيقة من النشاط المعتدل إلى القوي أسبوعياً.
ضرورة لتعويض الكسل: قالت المنظمة إن على الأشخاص من جميع الأعمار تعويض السلوك الخامل المتنامي لديهم بالنشاط البدني وذلك لدرء المرض والعيش لسنوات أطول.
مدير قسم تعزيز الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية، روديجر كريتش، قال في إفادة صحفية، إن "زيادة النشاط البدني لا تساعد فحسب على الوقاية من أمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسرطان، ولكنها تحد أيضاً من أعراض الاكتئاب والقلق، وتقلل من التدهور المعرفي، بما في ذلك ألزهايمر، كما تحسن الذاكرة".
فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن واحداً من كل أربعة بالغين وأربعة من بين كل خمسة مراهقين لا يمارسون ما يكفي من النشاط البدني الذي يمكن أن يشمل المشي وركوب الدراجات.
من جانبها، أكدت فيونا بول، مديرة وحدة النشاط البدني بالمنظمة، أن "هذه الإرشادات تشير إلى ما يعاني منه الكثيرون خلال قيود كورونا المطبقة في جميع أنحاء العالم، وأن ممارسة النشاط يومياً أمر جيد ليس فقط لأجسامنا بل أيضاً لصحتنا العقلية".
كورونا يضرب بعنف: أظهر إحصاء لـ"رويترز" أن العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد حول العالم تخطى 60 مليوناً، وذلك حتى الأربعاء، في وقت تسارعت فيه وتيرة حالات الإصابة الجديدة، وبدأت الولايات المتحدة تسجل أعداداً قياسية من المرضى الذين يحتاجون إلى الدخول للمستشفيات بسبب كورونا.
فيما حث مسؤولون في الولايات المتحدة، أكثر دول العالم تضرراً بالجائحة، المواطنين على البقاء في منازلهم خلال عطلة عيد الشكر، إذ تسببت زيادة أعداد الإصابات بكورونا في زيادة الضغوط على العاملين بالقطاع الطبي.
ووفقاً لبيانات رويترز المعتمدة على بيانات وإحصاءات رسمية، فقد سجلت الولايات المتحدة أكثر من مليون إصابة جديدة في أقل من أسبوع، مما رفع الإصابات لديها إلى ما يفوق 12.5 مليون، فيما تخطت الوفيات 260 ألفاً.
في حين اضطرت البلدان في أنحاء العالم إلى تطبيق إجراءات عزل عام جديدة لمكافحة فيروس كورونا قبيل عطلة أعياد الميلاد وبقية العطلات، مع تخطي عدد الإصابات 60 مليوناً.
في حين أعلنت ألمانيا، الأربعاء، تسجيل زيادة قياسية في الوفيات بكوفيد-19، حيث أودى المرض بحياة 410 أشخاص في الساعات الأربع والعشرين الماضية، قبيل اجتماع 16 حاكماً اتحادياً مع المستشارة أنجيلا ميركل؛ لمناقشة تمديد إجراءات العزل العام إلى ديسمبر/كانون الأول وعطلة أعياد الميلاد والعام الجديد.
كما أعلنت إيطاليا وفاة 853 شخصاً بالمرض الثلاثاء، مقارنة مع 630 في اليوم السابق، وتمثل أعلى حصيلة يومية منذ 28 مارس/آذار.
لكن في فرنسا تراجع عدد الإصابات الجديدة بالفيروس وكذلك أعداد من يعالَجون في المستشفيات من المرض بشدة، بسبب إجراءات العزل العام التي دخلت أسبوعها الرابع.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، إنه من الممكن البدء في عملية التطعيم ضد كورونا بحلول نهاية العام. وأضاف أن فرنسا ستبدأ تخفيف إجراءات العزل العام في مطلع الأسبوع، كي تتسنى إعادة فتح المتاجر والمسارح ودور السينما بحلول أعياد الميلاد وإتاحة الفرصة لتجمُّع العائلات في العطلة.
وفي بريطانيا تم الاتفاق على تخفيف القيود خلال عطلة أعياد الميلاد. وقال وزير المالية، ريشي سوناك، إن الحكومة ستنفق 280 مليار جنيه إسترليني (374 مليار دولار) هذا العام؛ لمساعدة البلد على اجتياز آثار الجائحة.
كما حذَّرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، من تخفيف إجراءات العزل العام على نحو أسرع من اللازم.