رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التعليق على تقارير قالت إنه التقى الأحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 ولي عهد المملكة محمد بن سلمان، في السعودية، في الوقت الذي انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تسريب أنباء المقابلة التي نشرتها وسائل إعلام عبرية وأكدها مسؤولون إسرائيليون ونفاها وزير الخارجية السعودي.
القناة "13" الإسرائيلية نقلت عن نتنياهو الإثنين قوله: "لم أتطرق أبداً إلى هذه الأمور، ولا أنوي البدء في ذلك الآن".
فيما نقلت القناة نفسها عن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس انتقاده تسريب الأنباء عن لقاء نتنياهو مع بن سلمان، واصفاً إياه بـ"العمل غير مسؤول".
نفي سعودي: يأتي ذلك في الوقت الذي نفى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في تغريدة على "تويتر" عقد لقاء بين نتنياهو وولي العهد السعودي.
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود كتب في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر يوم الإثنين: "اطلعت على تقارير صحفية عن اجتماع مزعوم بين سمو ولي العهد ومسؤولين إسرائيليين خلال الزيارة الأخيرة لوزير (الخارجية الأمريكي مايك بومبيو). لم ينعقد مثل هذا الاجتماع. الموجودون كانوا مسؤولين أمريكيين وسعوديين فقط".
زيارة أثارت زوبعة: في المقابل، قال وزير بالحكومة الإسرائيلية الإثنين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعاً مع ولي عهد السعودية في المملكة، في تأكيد رسمي لأول زيارة يقوم بها زعيم إسرائيلي للسعودية وسط موجة من الجهود الدبلوماسية المدفوعة بمخاوف إقليمية من إيران.
تصريح الوزير الإسرائيلي جاء تأكيداً لما نشرته هيئة البث الإسرائيلية (كان) وإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن نتنياهو سافر سراً الأحد إلى مدينة نيوم السعودية على البحر الأحمر لإجراء محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
في ذات السياق، ذكرت وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث، وصحيفة "هآرتس"، وموقع "واللا"، أن اللقاء عقد سراً بالسعودية يوم أمس الأحد، مشيرة إلى أن رئيس "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين، شارك باللقاء.
فيما قالت هيئة البث الإسرائيلي، إن نتنياهو وكوهين، غادرا في طائرة خاصة مطار بن غوريون، قرب تل أبيب، إلى منطقة نيوم في السعودية.
وأضافت أن "الزيارة السرية استغرقت 5 ساعات، كما أنه لم يتم إطلاع وزيري الدفاع بيني غانتس والخارجية غابي أشكنازي مسبقاً عن الرحلة".
يشار إلى أن وسائل إعلام عربية وأجنبية صنفت هذه الزيارة ضمن الجهود الأمريكية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والتي انتهت إلى توقيع الإمارات والبحرين اتفاقيتي لتطبيع العلاقات، فيما أعلنت السودان نيتها فعل ذلك.
وقوبلت الاتفاقات بتنديد واسع؛ واعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، "خيانة وطعنة" في ظهر الشعب الفلسطيني، إذ ترفض القيادة الفلسطينية أي تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية، قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967.
موقف سابق: وعلى الرغم من أن السعودية لم تُطبّع علاقاتها مع إسرائيل، فإنها في المقابل لم تظهر رفضاً كاملاً لإقامة علاقات مع تل أبيب، إذ قال وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن تطبيع بلاده وإسرائيل من المتصور حصوله في النهاية.
جاءت تصريحات آل سعود في حديثه إلى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وقال: "نحن ملتزمون بالسلام وهو ضرورة استراتيجية للمنطقة، والتطبيع مع إسرائيل في نهاية المطاف جزء من ذلك، وهذا ما اقترحته خطة السلام العربية وما جاء في اقتراح المملكة عام 1981، لذلك نحن دائماً نتصور أن التطبيع سيحصل، لكن علينا أيضاً أن نحصل على دولة فلسطينية وعلى خطة سلام فلسطينية إسرائيلية".
كذلك أشار آل سعود إلى أن "التركيز الآن يجب أن يخصص لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات في النهاية، إذ إن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى سلام واستقرار دائمين هو اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مضيفاً: "إذا لم ننجح في تحقيق ذلك، فسيبقى الجرح مفتوحاً في المنطقة".