تبادلت شركتا آبل وفيسبوك الاتهامات حول أيهما تستغل بيانات المستخدمين أكثر من الأخرى، إذ نفت آبل اتهامات ببيعها بيانات المستخدمين إلى أطراف أخرى، قبل أن تردّ شركة فيسبوك، واتهمت آبل بإساءة استغلال هيمنتها في تحقيق المنفعة لنفسها، وفق ما ذكره تقرير موقع Business Insider الأمريكي.
هجوم آبل على فيسبوك: الموقع الأمريكي أوضح في تقريره الجمعة، 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن المواجهة بين آبل وفيسبوك انطلقت عندما وجَّهت آبل ضربتها الأولى لفيسبوك يوم الخميس، 19 نوفمبر/تشرين الثاني، في رسالة موجهة إلى منظمات غير ربحية من بينها هيومان رايتس ووتش ومؤسسة الحدود الإلكترونية، وقالت إنها لا تجمع بيانات المستخدمين لتبيعها إلى أطراف ثالثة، في حين تتبنَّى شركة فيسبوك "منهجاً مختلفاً للغاية".
كتبت مديرة الخصوصية العالمية بالشركة، جين هوفارث، في الرسالة التي نقلتها بلومبيرغ: "ليس فقط أن فيسبوك تسمح بتقسيم المستخدمين إلى شرائح أكثر، بل تستخدم أيضاً بيانات مفصلة من المستخدمين عن نشاط التصفح على الإنترنت في استهدافهم بالإعلانات".
أكملت هوفارت: "لقد أوضح المسؤولون التنفيذيون في فيسبوك أن نيتهم هي جمع أكبر قدر ممكن من البيانات من منتجاتهم ومنتجات الأطراف الثالثة لتطوير والتربح من الحسابات التفصيلية لمستخدميهم، وهذا التجاهل لخصوصية المستخدم مستمر في التوسع ليتجاوز نطاق منتجاتهم".
كيف ردّت شركة فيسبوك: بينما ردت شركة فيسبوك رداً قوياً في بيانٍ إلى Business Insider، واتهمت آبل بإساءة استغلال هيمنتها في تحقيق المنفعة لنفسها.
إذ اتهمت فيسبوك شركة آبل بإرسال الرسالة "للتشتيت" عن المخاوف المتعلقة بالخصوصية التي برزت الأسبوع الماضي، بعد مرور مجموعة من حواسيب ماك بصعوبات أثناء فتح التطبيقات. وزعم الباحث الأمني جيفري بول، في منشور مدونة، أن هذا يحدث لأن نظام macOS بدأ الحصول على البيانات من المستخدمين.
أكمل البيان أنه نتيجة لذلك تستخدم آبل موقعها المهيمن على السوق في تفضيل عملياتها الخاصة بجمع البيانات على العمليات الأخرى، مع جعل جمع البيانات مستحيلاً على منافسيها.
أضافت الشركة: "تزعم الشركة (آبل) أن هذا متعلق بالخصوصية، لكنه في الحقيقة متعلق بالربح. ويأتي كل هذا ضمن تحول الأعمال التجارية لآبل من إنتاج الأجهزة المبتكرة إلى البرامج والوسائط المعتمدة على البيانات".
انتقادات المنظمات لآبل: من جهة أخرى، دافعت رسالة آبل إلى المنظمات غير الربحية عن قرار تأجيل طرح خاصية جديدة تُحتّم على مستخدمي آيفون إبداء موافقتهم صراحة على استعمال متتبعات الإعلانات، بدلاً من أن يكون الوضع الافتراضي هو تشغيلها حين يحمل المستخدم التطبيق.
كان من المخطط إتاحة هذه الخاصية بالتزامن مع إصدار iOS 14، في سبتمبر/أيلول، لكن عدداً من المطورين من بينهم فيسبوك اعترضوا على طرح الخاصية، لأن هذا سيقلل من أرباح الإعلانات، لذا أجلت آبل طرح الخاصية حتى بداية عام 2021 لتمنح المطورين وقتاً للتكيف.
بينما انتقدت المنظمات غير الربحية تأجيل طرح الخاصية حتى بداية العام، قائلة إنها تترك المستخدمين عرضة للإعلانات السياسية الموجهة أثناء الانتخابات الأمريكية.
في مذكرة كتبها نائب رئيس فيسبوك، أندرو بوزوورث، وشاركها مع الشبكة الداخلية للشركة، حيا مساعد مارك زوكربيرغ الموثوق به موقع فيسبوك باعتباره مفتاح نجاح ترامب في 2016. وقال بوزوورث: "لقد انتخبنا زوكربيرغ لأنه أدار أفضل حملة إعلانات رقمية رأيتها من أي جهة إعلانية. بكل تأكيد".
الخصوصية عند فيسبوك: عام 2019 ذكرت صحيفة بوليتيكو أن شركة فيسبوك ولجنة التجارة الاتحادية تتفاوضان على تسوية محتملة ستُلزم فيسبوك بإنشاء لجنة مستقلة للإشراف على الخصوصية، واتخاذ خطوات أخرى لحماية المستخدمين.
إذ قال تقرير صحيفة بوليتيكو إن مارك زوكربرغ، الرئيس والرئيس التنفيذي لفيسبوك، سيتولى دور "موظف مراقبة الامتثال المعين" المسؤول عن تنفيذ سياسات الخصوصية للشركة.
حيث نقلت صحيفة بوليتيكو عن مصدر القول إن الخطوات تشمل تعيين مسؤول للخصوصية على أعلى مستوى في فيسبوك بموافقة السلطات الاتحادية، وإنشاء لجنة إشراف على الخصوصية، ربما تضم أعضاء في مجلس إدارة الشركة.
بالإضافة إلى الاتفاق المحتمل بين فيسبوك ولجنة التجارة الاتحادية، قالت فيسبوك إنها خصصت ثلاثة مليارات دولار لتغطية تسويات مع الجهات التنظيمية الأمريكية.
كما حققت لجنة التجارة الاتحادية فيما جرى الكشف عنه من أن فيسبوك شاركت بشكل غير سليم معلومات تخص 87 مليوناً من مستخدميها مع شركة كمبردج أناليتيكا البريطانية للاستشارات، المفلسة حالياً.
إذ ركز التحقيق على ما إذا كانت مشاركة البيانات مع كمبردج أناليتيكا ومشكلات أخرى تتعلق بالخصوصية قد انتهكت اتفاقاً مع لجنة التجارة الاتحادية يعود لعام 2011 مع اللجنة، ويهدف لحماية خصوصية المستخدمين.