ترك لنا القدماء أساطير وحكايات تبدو لنا اليوم مجرد خرافات، لكنهم آمنوا بها بقوة في ذلك الوقت، وغالباً ما تضمنت تلك الأساطير وحوشاً أسطورية مثل الهيدرا الثعبان اليوناني متعدد الرؤوس، وآكلي لحوم البشر، وتنانين البحر المخيفة.
بالتأكيد لم تكن تلك المخلوقات حقيقية تماماً، لكن أوصافها كانت مستمدة من كائنات وُجدت بالفعل على سطح الأرض، وفقاً لما ورد في موقع Grunge الأمريكي، فلنتعرف عليها:
الهيدرا ربما كانت تستند إلى ثعبان حقيقي ذي رؤوس متعددة
في الأساطير اليونانية كان ثعبان الهيدرا وحشاً متعدد الرؤوس واجه هرقل، ابن الإله زيوس.
لم تكن الهيدرا مخيفة وحسب، بل إن هرقل وجد صعوبة بالغة في هزيمتها، لأنه كلما قطع رأساً من رؤوسها عاد لينمو بسرعة كبيرة.
ولم يستطع هرقل أن يهزم الهيدرا إلا بعد أن أشار عليه ابن شقيقه بحرق مكان قطع الرأس فور قطعه كي لا ينمو مجدداً، وحينها فقط استطاع هرقل التخلص من الوحش.
رغم عدم وجود وحوش ثعبانية ذات 50 رأساً في اليونان القديمة، ربما استلهم اليونانيون فكرة الثعبان متعدد الرؤوس من شيء آخر أقل أسطورية، لكنه لا يزال لافتاً للنظر.
تعد الثعابين العادية شائعة في جميع أنحاء العالم، وقد تعاني أحياناً من حالة تعرف بـ"تعدد الرأس"، حيث يمكن أن يكون لدى الثعبان رأسان أو حتى ثلاثة رؤوس.
ومع أن الثعابين متعددة الرؤوس تكون نادرة للغاية، إلا أن مشاهدتها لمرة واحدة فقط كافية لإلهاب مخيلة مخترعي الخرافات والأساطير.
ويظن علماء الأحياء المعاصرون الآن أن الثعابين متعددة الرؤوس قد ألهمت في الغالب أسطورة الهيدرا، قبل أن يحولها الترخيص السردي إلى وحوش ذات عشرات الرؤوس، حسبما أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
السيرين ربما كانت حيوانات بحرية عادية
تعج الميثولوجيا بحكايات الكائنات البشرية المائية، مثل حورية البحر التي تمتلك ذيل سمكة وجذع إنسان.
كانت حوريات البحر تعد في العموم مخلوقات تتجنب بدرجة كبيرة الاحتكاك بالبشر، ولكنها ليست خطيرة، غير أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لشبيهاتها: السيرين.
تعد كائنات السيرين الأكثر شهرة في ملحمة الأوديسة لهوميروس، وهي كائنات أشبه بالطيور وتُصور غالباً وهي تملك جناحين أو حتى مناقير، إضافة إلى سمات تشبه البشر وأخرى تشبه الأسماك.
ويقال إن السيرين تغني أغنية مميتة لكنها ساحرة تجذب البحارة إلى الأعماق.
استطاع طاقم أوديسيوس مقاومتها عن طريق سد آذان البحارة بالشمع، أما أوديسيوس نفسه، فقد قُيّد بصاري السفينة بدون وضع شمع في أذنه كي يستطيع سماع الأغنية دون أن ينجذب إلى أعماق البحر، وذلك بحسب موسوعة Ancient History Encyclopedia.
ولعل مصدر الإلهام وراء هذه الأساطير شيء نألفه تماماً.
يظن الباحثون المعاصرون أن البحارة القدماء شاهدوا خراف البحر أو أبقار البحر، وكلتاها لديها زعانف كبيرة تشبه الأيدي، ويمكنها أن تستدير برؤوسها من جانب إلى جانب، مثل البشر، وذلك وفقاً لموقع Smithsonian Ocean.
عندما تُشاهَد هذه المخلوقات من مسافة بعيدة فهي تبدو وكأنها أشبه بالبشر، وبسبب سوء التغذية الذي يتعرض له البحارة والضغط النفسي الناتج عن العزلة لا يمكننا استبعاد أن هؤلاء من شاهدوا حوريات البحر أو السيرين ربما كانوا يهلوسون لابتداع بعض التفاصيل الإضافية.
سوء فهم المرض كان مصدر الإلهام وراء فكرة مصاصي الدماء
في الوقت الحالي يصور مصاصو الدماء على أنهم مخلوقات ذكية تقتات على شرب دماء الأحياء وتختفي عن أعين البشر التي ترصدها.
ولكن دعونا لا ننسى القصص الكلاسيكية التي تتناول هذه المخلوقات.
تنطوي هذه القصص عادة على كثير من الأشخاص الذين يموتون فجأة، ثم يلقي شخص آخر باللوم على الموت في فقد ذويه الذين ماتوا مؤخراً، ثم ينبش ذلك الشخص القبر، ويجد داخل الكفن شعر وأظافر المتوفى قد نمت، مع وجود دماء على فمه وذقنه، وخدوش داخل غطاء الكفن.
تعد هذه الأنواع من القصص جزءاً لا يتجزأ من أساطير مصاصي الدماء وعديد من الخرافات التي سبقت بروز شخصية دراكولا.
لكن المؤرخين المعاصرين يظنون أن الأمر كان أبسط بكثير، إذ إن الأمراض كانت تُفهم على نحو سيئ للغاية، مثلما كان الأمر مع الموت.
فأمراض مثل الكوليرا انتشرت بسرعة وتسببت في وفاة مدن بأكملها، وتركت أهلها في حيرة من أمرهم دون أن يعرفوا أسبابها.
علاوة على أن الدفن السابق لأوانه لم يكن غير شائع، والتحلل الطبيعي كان لغزاً.
فالأرجح أن عديداً من "مصاصي الدماء" كانوا في الحقيقة أشخاصاً دُفنوا خطأً وهم أحياء، أو كانوا جثث وفيات تخضع لتحلل طبيعي فُسر بالخطأ على أنه دليل على أنهم مصاصو دماء: مثل تخلص الجسد من السوائل عبر الفم، وهو ما قد يفسر خطأ على أنه دماء، أو "نمو الشعر"، الذي يحدث في الحقيقة بسبب تقلص الجلد وانكشاف مزيد من جذور الشعر.
القردة العملاقة كانت حقيقية، لكننا فقط لم نكن نعلم عنها شيئاً بعد
بدءاً من كينغ كونغ ووصولاً إلى دونكي كونغ، تعد القردة العملاقة جزءاً من الحكايات الشعبية.
بينما تركز القصص المعاصرة على كائن بيغ فوت (ذي القدم الكبيرة) وساكسواتش ويتي (الإنسان الجليدي) وما إلى ذلك، كانت أساطير القردة الضخمة شائعة في الماضي أيضاً، برغم أنها لم تكن بنفس القدر من الإثارة.
بدلاً من المخلوقات ذات القدمين وذات الشعر الكثيف والسمات المشابهة للبشر، كانت خرافات القردة العملاقة كما هي بدون تحريف. إذ كانت الحكايات الشعبية مليئة بقصص القردة العادية، لكن كبيرة الحجم.
كانت هذه الخرافات شائعة على نحو خاص في أماكن تضم القردة، مثل أدغال إفريقيا.
وعلى مدى عقود من الاستكشافات برزت قصص لمسافرين واجهوا قردة قوية على نحو لافت للنظر، وحجمها مثل حجم البشر أو أكبر.
وتملك القبائل الإفريقية قصصاً تعود إلى قرون من الزمن حول هذه المخلوقات.
لم تُكتشف حقيقة الأمر حتى عام 1847: كانت القردة الضخمة حقيقية، ومُنحت بعدها بوقت قصير اسماً رسمياً: الغوريلا.
قبل ذلك، لم يكن لدى العلم أي فكرة عن أن الغوريلا موجودة فعلاً.
جرى تضخيم بعض من الأساطير المرتبطة بها، ولكن كان هناك بالفعل فصيل من القردة الكبيرة لم نكن فقط على دراية بوجودها.
تنانين البحر كانت مجرد أسماك قرش مخيفة
تحتوي كل ثقافةٍ ملاحية على قصصٍ عن تنانين البحر الضخمة، التي تشق المياه وتُهدّد السفن والبحارة بين الفينة والأخرى بأسنانها الضخمة والمُرعبة.
وكانت الأساطير الإسكندنافية تضم حيواناً ضخماً جداً لدرجة أنّه كان يُطوّق العالم، ويُدعى يورمونغاند. وفي اليهودية والمسيحية كان هناك وحشٌ هائل يحوم في البحار يُدعى لوياثان.
حتى إنّ الأساطير الأكثر حداثة التي رواها القراصنة كانت تضم تلك الوحوش الضخمة.
وفي حين أنّ الاستنتاج الطبيعي قد ينطوي على الافتراض بأنّ تلك الأساطير مستوحاةٌ من خطأ في التعرّف على الأنقليس (ثعبان البحر)، ولكن في الواقع كان هناك شيءٌ أكثر رعباً في المياه لآلاف السنين.
إذ كان أحد أقدم أنواع أسماك القرش الحية يُدعى القرش المزركش، ويعيش في المياه العميقة، ويبدو عجيب الشكل على غرار غيره من حيوانات أعماق البحار.
وفي غياب الزعانف الطويلة التي تُميّز أسماك القرش عادةً، يتلوى القرش المزركش في البحر مع مجموعات متعددة من الأسماك الشائكة المثالية لتمزيق الأشياء إرباً.
ونادراً ما كان يُرصد خارج المياه العميقة. والقرش المزركش شديد القدم لدرجة أنّه يُشار إليه بـ"الأحفورة الحية"، وفقاً لمجلة National Geographic الأمريكية، لأنّ النوع لم يتغيّر تقريباً طيلة 80 مليون سنة.
والمُرشّح المحتمل الآخر هو رفيق القرش المزركش في المياه العميقة: القرش العفريت. ورغم أنّه لا يُشبه الثعبان بقدر القرش المزركش، فإن القرش العفريت مرعبٌ للغاية، وكأنّه خرج للتو من فيلم Aliens. وسيكون الأمر صادماً لو لم يروِ أسلافنا قصصاً مرعبةً عن أسماك القرش تلك.
شيطان جيرسي قد لا يكون شيطاناً في النهاية
في منطقة باين بارنز بولاية نيوجيرسي، تُروى الأساطير حول شيطان جيرسي.
ووفقاً لأشهر الأساطير، فقد كان المخلوق هو الطفل الـ13 لامرأةٍ تُدعى السيدة ليدز، والتي سئمت إنجاب الأطفال، لدرجة أنّها لعنت طفلها، وانتهى بها المطاف إلى إنجاب وحشٍ بأجنحة خفاش وحوافر.
ورغم أنّ القصة يبلغ عمرها نحو 300 عام، فإنها لم تشتهر فعلياً إلّا في القرن العشرين، وخاصةً خارج نيوجيرسي.
ورغم أنّ حالات رصد شيطان جيرسي تختلف فيما بينها قليلاً، لكنّ بعض خصائصه ظلّت ثابتة. ومنها الأقدام الطويلة والنحيلة، وأجنحة الخفافيش، والرأس الطويل.
ورغم أنّه ليس شيطانياً بهذه الدرجة وفقاً لمجلة Cape May Magazine الأمريكية، فإنّ هناك حيواناً شائعاً للغاية في تلك المنطقة، يُشبه المخلوق الأسطوري: وهو الكركي الكندي.
ويمتاز الحيوان بأرجل رفيعة، وأجنحة كبيرة، إلى جانب الرأس الطويل. وهو ليس حيواناً مرعباً على الإطلاق.
وحوش النهر اليابانية كانت على الأرجح حيوانات سلمندر عملاقة
في الثقافة اليابانية تجد مخلوقات برمائية تُشبه البشر (وتُصوّر عادةً على شكل السلحفاة) في حجم الطفل وتُعرف باسم كابا.
وتظهر هذه المخلوقات في الكثير من الأساطير اليابانية، لكنّها لم تنجح في اجتياز المحيط على ما يبدو. ورغم ذلك، ظهرت على استحياء في سلاسل أفلام Harry Potter وFantastic Beasts، وغيرها من أفلام الرسوم المتحركة (أنمي)، وألعاب الفيديو التي تحوي إشارات وإيماءات لها.
وهي ببساطة عبارةٌ عن عفاريت خبيثة تعيش في الأنهار والجداول. وتعشق الخيار، إلى جانب مصارعة السومو.
وتُنفّذ عادةً مقالب شريرة الطباع ولكنّها غير مؤذية، ولكنّها تستطيع رغم ذلك مهاجمة أو حتى إغراق البشر في بعض الأحيان.
ومن خصائصها المثيرة للاهتمام أنّها تُظهِر رأسها المسطح أو الشبيه بالوعاء فقط، وفقاً لموقع Mythology الكندي.
وفي حال جفاف المياه أو انحسارها، تضعف حيوانات الكابا بشدة.
والكثير من تلك الأساطير كانت مبنيةً على مشاهدات لحيوانٍ حقيقي، وهو حيوان السلمندر الياباني العملاق وفقاً لموقع Yabai الياباني.
وهو مخلوق برمائي ضخمٌ بعض الشيء، ويمتلك رأساً مسطحاً، وربما جاءت من هنا تفصيلة امتلاك الكابا لرأسٍ مسطح.
وحيوانات السلمندر باتت نادرةً ومعرضةً للانقراض بشدة في الوقت الحالي. وتحميها الآن الحكومة اليابانية، لذا ننصحك بتجنّب مصارعة تلك الحيوانات على طريقة السومو في حال العثور على إحداها.
زومبي الفودو لم تكُن تُخلَق بواسطة السحر، بل المخدرات
قبل ظهور الزومبي الذي يأكل لحوم البشر في مسلسل The Walking Dead وأفلام جورج روميرو، ظهر مفهوم زومبي الفودو -وهم البشر الذين يعودون من الموت ليُجبروا على تنفيذ أوامر ساحر الفودو.
ورغم أنّ هذا النوع من الزومبي تحديداً لم يكُن يأكل لحوم البشر بالضرورة، إلّا أنّهم كانوا وحوشاً ثقيلة الخطى وغير ميتة. وقد تتحلّل أو لا تتحلّل مثل إخوانهم من الزومبي المعاصرين.
واستمرت الأساطير حول الزومبي لقرون، ولم يكُن غريباً أن تسمع عن شخصٍ شرير يُعيد جثث الميتين حديثاً ليستخدمهم عبيداً له.
وفي الواقع، انتشرت أحياناً قصصٌ عن زومبي سابقين يتحوّلون إلى وضعيةٍ أشبه بالبشر، وكأنّهم لم يعودوا موتى بعد فترةٍ من الوقت.
وفي الثمانينيات، توجّه الباحث ويد ديفيس إلى هايتي للتحقيق في الأمر بنفسه.
وهناك اكتشف ما يُمكن أن يُمثّل سبب الخلط الذي نبعت منه فكرة الزومبي في الحياة الواقعية.
إذ لم يكُن الزومبي الذين حيكت عنهم تلك الأساطير "موتى" على الإطلاق، إنما جرى حقن هؤلاء الضحايا بسم التيترودوتوكسين، الموجود لدى الأسماك الينفوخية ربعاية الأسنان، والذي يُسبّب شللاً لا يختفي حتى الموت.
وتوصّل ديفيس إلى قناعةٍ بأنّ الضحايا قد حُقِنَت بالعقار لتبدو أشبه بالموتى، وبعد بضعة أيام تجري استعادة "الجثة" وإجبارها على نوعٍ من العبودية، حيث يجري إعطاؤها عقاقير ذات تأثير نفسي قوي بانتظام لإبقائها مطيعةً وسهلة الانقياد.
وحوش الوينديغو كانت مجرد حالةٍ ذهنية في الواقع
كان لدى الألغونكيون، الشعوب الأصلية في الولايات المتحدة وكندا، أسطورةً عن وحشٍ يُدعى وينديغو. وتتنوّع الأساطير في هذا الصدد.
فأحياناً يكون الوينديغو وحشاً يأكل لحوم البشر، وفي حالاتٍ أخرى لا يكون الوينديغو كائناً مادياً، بل روحاً شيطانية تتملّك البشر وتدفعهم ليصيروا من آكلي لحوم البشر وتنفيذ الأعمال الوحشية الأخرى.
وربما تتذكر القصة من مشاهدة فيلم Scary Stories to Tell in the Dark للمخرج ألفين شوارتز في طفولتك.
وخلاله يُصادف الصياد الذي لم يُذكر اسمه مع مرشده ديفاغو صوتاً غامضاً تحمله الرياح، قبل أن يدفع ديغاغو بعيداً.
وهذه إحدى حالات ظهور وينديغو العديدة في الثقافة الشعبية، وهو ظهورٌ مخفّف بعض الشيء لأنّه لم يشهد أكل لحوم البشر، ولكنّه يمنحك فكرةً عن مدى رعب هذه الحكايات.
ويعتقد بعض علماء النفس أنّ هناك تفسيراً ليس خارقاً للطبيعة بهذا القدر، ولكنّه لا يزال مخيفاً.
إذ يُوصف بـ"ذهان الوينديغو"، وهو اضطرابٌ ثقافي خاص بشعوب الأمم الأولى وفقاً للأساطير والحكايات الخيالية والقصص الأمريكية.
ويتجلّى الذهان فعلياً بصفته قناعةً بأنّ الشخص سكنته روح الوينديغو، ما يتسبّب في توقه فجأة للحوم البشر.
ورغم أنّ أسطورة الوينديغو بدأت مجرد قصة، فإن تلك القصص كانت فعّالةً للغاية لدرجة أنّ وحوش الوينديغو تحوّلت إلى نبوءة تتحقق ذاتياً. وبات بإمكان الشخص أن يتحوّل إلى وحش وينديغو لمجرد خوفه من الفكرة نفسها.
الرجال الخضر الصغار الذين لم يكُن لهم وجود
في الـ21 من أغسطس/آب عام 1955، شهدت بلدة هوبكينزفيل في ولاية كنتاكي زيارة مخلوقات مجهولة.
ووفقاً للتقارير، زعم 11 شخصاً مختلفاً -غالبيتهم من عائلة تُدعى سوتون- رؤية مخلوقات تبدو أشبه بكائنات غوبلن.
ووصل طولها إلى نحو 90 سم، مع أذرع طويلة تصل إلى أقدامهم، وآذان طويلة مدببة تخرج من رؤوسهم، بصلية الشكل، وفقاً لموقع History الأمريكي.
وزعم صديق عائلة سوتون المدعو بيلي راي تايلور أنّ المخلوقات وصلت على متن مركبة معدنية صغيرة سقطت من السماء مباشرةً.
وسخر آل سوتون في البداية من قصة تايلور، ولكن بعد ساعةٍ واحدة بدأ كلبهم في النباح.
وحين خرجوا من المنزل، شاهدت العائلة وتايلور أحد المخلوقات. فأمسك الرجال ببنادقهم وأطلقوا النار على المخلوقات، ولكنّها بدت منيعةً ضد الرصاص.
وبعد بضع ساعات، اختلست خلالها المخلوقات الرؤية عبر نوافذ المنزل ووقفت فوق سطحه، فرّ آل سوتون وتوجّهوا بالسيارات إلى مركز الشرطة.
ورغم أنّ الشرطة افترضت أنّ آل سوتون كانوا واقعين تحت تأثير المشروبات الكحولية، تبينّ أنّهم لم يتناولوا أي مشروبات كحولية، ولم يُعثَر على أيّ زجاجات في المنزل.
كما عثرت الشرطة على فوارغ الطلقات، دون أيّ أثر للمخلوقات.
وتقدّم الباحث جو نيكل بتفسيرٍ أكثر تواضعاً من فكرة المخلوقات الفضائية: وهو أنّ المخلوقات كانت هي البومة القرناء الكبيرة. وبمقارنة رسومات الشرطة مع صورة هذا النوع من البوم، سنجد أوجه شبهٍ صادمة.
أساطير السايكلوب مصدرها غير متوقع على الإطلاق
تتضمّن الأساطير اليونانية العديد من مسوخ السايكلوب، مثل السايكلوب الذي ظهر في الأوديسة واسمه: بوليفيموس. وعلى غرار العديد من أبناء جنسه، كان بوليفيموس عملاقاً بعينٍ واحدة وليس شديد الذكاء. وتمكّن أوديسيوس من خداعه (وإصابته بالعمى لاحقاً) دون جهدٍ كبير، عن طريق إدخاله في حالة سكر وإخباره بأن اسمه هو "لا أحد".
وتحوّل الأمر إلى أشهر نكتة قديمة حين يُحاول بوليفيموس إخبار زملائه من السايكلوب أنّ "لا أحد" قد هاجمه.
ومن العجيب أنّ العديد من أساطير السايكلوب تدور أحداثها في جزيرة كريت أو حولها.
وقد يبدو الأمر غير قابل للتفسير خارج السياق التاريخي القائل إنّ كريت كانت في يومٍ من الأيام موطناً لنوعٍ من أنواع الماموث القزم، الذي كان أكثر طولاً من البشر وفقاً لمجلة Nature البريطانية.
وما علاقة هذا بالسايكلوب؟ حسناً، يشك المؤرخون في أنّ الأساطير مصدرها المستكشفون اليونانيون الذين عثروا على جماجم أولئك المخلوقات.
إذ تحتوي جمجمة الفيل/الماموث على تجويفٍ مركزي كبير. وهذا التجويف مخصص لخرطوم الفيل وليس عينيه، لكنّه قد يبدو أشبه برأسٍ بشري كبير مع تجويف عين في المنتصف بالنسبة لشخصٍ لم يرَ فيلاً من قبل، وفقاً لمجلة National Geographic.
لذا وبالنظر إلى تلك الجماجم، تخيّل الإغريق أنّها تخص وحوشاً بطول ستة أمتار وعينٍ واحدة.