في تصاعد جديد لمصابي كورونا حول العالم، قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي الثلاثاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 إن الصعود الحاد في حالات الإصابة بفيروس كورونا يبعث على قلق كبير لتعافٍ اقتصادي ما زال أمامه "شوط طويل" وإن الاقتصاد سيظل يحتاج دعماً على صعيد السياسة النقدية والمالية العامة كليهما.
كذلك قال أثناء حديثه في ندوة افتراضية، إن البنك المركزي الأمريكي ملتزم "باستخدام كل أدواتنا لدعم التعافي طوال الفترة اللازمة لحين إتمام المهمة". وأضاف أن الاقتصاد الأمريكي من المرجح أن يحتاج المزيد من الدعم أيضاً على صعيد المالية العامة.
زيادة حادة في الإصابات: وقال باول إن الزيادة الحادة الحالية في أعداد الإصابات والعلاج في المستشفيات بسبب الفيروس "مبعث قلق كبير جداً" لأنها تخيف الناس من المشاركة في النشاط الاقتصادي وتبطئ الاقتصاد.
في المقابل وعلى نفس المنوال في الجمهورية الإسلامية، حذر وزير الصحة الإيراني من أن وفيات كورونا قد تزيد لأكثر من المثلين في وقت قريب إذا انتهك المواطنون القواعد الرامية لاحتواء الفيروس، وذلك بعد زيادة الإصابات الجديدة إلى مستويات قياسية في أشد الدول تضرراً من الجائحة بالشرق الأوسط.
حيث أفادت وسائل إعلام حكومية نقلاً عن وزير الصحة سعيد نمكي قبيل فرض قيود على مستوى البلاد لكبح التفشي "هذه هي الفرصة الأخيرة لكي يتعافى نظامنا الصحي، وإذا أهمل الناس فسوف نخسر اللعبة وتصبح الوفيات بالألوف.. هذه هاوية يصعب الهروب منها".
كما قالت وزارة الصحة الثلاثاء إن البلاد سجلت 13352 حالة إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وهو رقم قياسي للإصابات اليومية يرفع العدد الإجمالي إلى 788473 حالة.
رقم قياسي للوفيات: وقالت المتحدثة باسم الوزارة سيما سادات لاري للتلفزيون الرسمي إن الوفيات اقتربت أيضاً من بلوغ رقم قياسي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بعد تسجيل 482 وفاة، مما يرفع إجمالي الوفيات إلى 42461.
كذلك وفي السياق ذاته بخصوص إحصائيات مصابي كورونا في فرنسا قال جيروم سالومون مدير جهاز الصحة العامة في فرنسا الثلاثاء إن إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في البلاد تجاوز المليونين.
حيث أضاف في مؤتمر صحفي أن عدد الوفيات في فرنسا جراء مرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس ارتفع بواقع 437 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 46273.
زيادات كبيرة في الشرق الأوسط: وفي دول الشرق الأوسط أظهرت بيانات رسمية الثلاثاء أن الأردن سجل 6454 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أعلى حصيلة يومية منذ بدء الجائحة.
حيث ارتفعت الحالات الجديدة من 5861 حالة تم الإبلاغ عنها يوم الإثنين في الدولة التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة. وفي المجمل، سجل الأردن 155993 إصابة منذ مارس/ آذار، إلى جانب 1909 حالات وفاة.
وجعلت الزيادة في الشهرين الماضيين أعداد المصابين في الأردن أعلى من تلك الموجودة في معظم جيرانه في الشرق الأوسط وقوضت شهوراً من النجاح في احتواء تفشي المرض.
كما سجلت المملكة 66 حالة وفاة في ظل زيادة مقلقة مرتبطة بكوفيد-19 في الحصيلة اليومية منذ بداية الشهر. كان الأردن قد سجل 91 وفاة جديدة يوم الثلاثاء الماضي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
تشديد قيود كورونا: وشدد رئيس الوزراء بشر الخصاونة قيود كورونا هذا الأسبوع بإغلاق مراكز الترفيه بعد إغلاق الصالات الرياضية في وقت سابق هذا الشهر، وفرض قواعد أشد صرامة للتباعد الاجتماعي.
كما وسعت البلاد منذ الزيادة الأخيرة حظر التجول الليلي وأبقت المدارس والجامعات مغلقة. وقالت الحكومة إن الإغلاق العام المطول على مستوى البلاد والذي لا يستطيع الاقتصاد المعتمد على المساعدات تحمله هو الخيار الأخير.
كذلك ذكرت أيضاً هذا الأسبوع أنها ستستخدم موارد المستشفيات الخاصة المتطورة لتغطية أي نقص في عدد الأسرة في الخدمة الصحية الوطنية إذا تفاقم الوباء.
توزيع لقاحات كورونا: في المقابل شرعت شركة "فايزر" الأمريكية (PFizer) لتصنيع الأدوية، بالتوزيع الأولي للقاحها المضاد لفيروس كورونا في 4 ولايات بالولايات المتحدة.
حيث أفادت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، الثلاثاء، بإعلان شركة "فايزر"، وشريكتها "بيونتيك" الألمانية، لصاحبها العالم التركي أوغور شاهين، بدء توزيع اللقاح المضاد للفيروس، في كل من ولايات رود آيلاند وتكساس ونيو مكسيكو وتينيسي.
كما ذكرت الصحيفة أنه تم اختيار الولايات مع الأخذ بالاعتبار الكثافة والتنوع السكاني وبنية المناعة فيها، مع الحرص على وصول اللقاح إلى الناس في المدن والمناطق الريفية بالولايات المذكورة.
وسيكون التوزيع الأوّلي للقاح نموذجاً للولايات الأمريكية الأخرى. وأسس شاهين (55 عاماً) وزوجته أوزلم (53 عاماً)، وهما ألمانيان من أبناء مهاجرين أتراك، مع عالم الأورام النمساوي كريستوف هوبر شركة "بيونتيك" عام 2008.
يذكر أنه في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أعلنت شركتا "فايزر" الأمريكية، و"بيونتيك" الألمانية، توصلهما إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا وأنه "فعّال بنسبة 90%".
حيث ذكرت الشركة في بيان أن لقاحها، يعتبر سهل الاستخدام والحفظ والنقل، ضمن درجات الحرارة الطبيعية لأجهزة البراد، ويمكن تخزينه لمدة 6 شهور في حرارة (-20 درجة مئوية).