كشفت عدة مصادر دبلوماسية أنَّ إدارة ترامب تستعد لإدراج المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران على قائمة التنظيمات الإرهابية، قبل رحيل ترامب عن البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، وفق ما ذكرته مجلة Foreign Policy الأمريكية الإثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
المجلة أوضحت أن هذه الخطوة أثارت مخاوف خاصة أن من شأنها أن تُعرقِل جهود الإغاثة الدولية وتُهدِّد فرص إحلال السلام بوساطة من الأمم المتحدة بين الحركة الشيعية والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية.
معارضة دولية دون جدوى: حاولت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية إثناء إدارة ترامب عن تصنيف الحوثيين جماعةً إرهابية، لكن القرار الذي يبدو وشيكاً سيمنح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انتصاراً آخر في استراتيجيته المعادية لإيران، تزامناً مع زيارته لإسرائيل والسعودية والإمارات هذا الأسبوع.
كانت الرياض، التي صنَّفت جماعة الحوثي بأنها منظمة إرهابية منذ 5 سنوات، تحث واشنطن على اتخاذ نفس الخطوة. وقال مصدر دبلوماسي: "كانوا يفكرون في ذلك منذ فترة، لكن بومبيو يريد تسريع تبني هذه الخطوة. هذا جزء من سياسة الأرض المحروقة التي يتبناها من يشعرون بالمرارة في البيت الأبيض".
في الأسابيع الأخيرة، كان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، يضغط على الولايات المتحدة للتراجع ويناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التدخل لدى بومبيو، وفقاً لمصادر دبلوماسية.
في الشهر الماضي، حث غوتيريش سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت على إعادة النظر في خطط إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية.
بالمثل، ضغطت ألمانيا والسويد على الولايات المتحدة للتراجع. لكن يبدو أنَّ هذه الجهود تعثرت، وبدأت الأمم المتحدة في إعداد الأساس للتعامل مع قرار الولايات المتحدة.
"خطوة استفزازية" من إدارة ترامب: حسب المجلة الأمريكية، فإنَّ وزارة الدفاع الأمريكية والخبراء المهنيين في وزارة الخارجية يعارضون هذه الخطوة.
في الوقت نفسه، يعمل تحالف من جمعيات خيرية دولية على إعداد بيان مشترك تحسباً للتصنيف، يقارن الآثار المحتملة لهذا القرار بالمجاعة التي حدثت في الصومال بعد تصنيف الولايات المتحدة حركة الشباب جماعةً إرهابية في عام 2008.
إذ قال غريغوري جونسين، زميل غير مقيم في معهد بروكنغز: "هذا خطأ. هذه خطوة استفزازية من وزير الخارجية مايك بومبيو وإدارة ترامب، وستسفر بالأساس عن محاصرة الرئيس الجديد في حين أنه يرغب في تبني نهج جديد تجاه الحرب في اليمن، ويكبح الحرب السعودية".
فيما حاول الدبلوماسيون المعارضون لهذه الخطوة أيضاً التأثير على السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الحليف القوي للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية بلجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ، ليُعلِن معارضته لهذا التصنيف.
تهدد مساعي السلام في اليمن: لكن الديمقراطيين في الكونغرس الذين يطالبون إدارة ترامب منذ فترة طويلة بمحاسبة المملكة العربية السعودية على دورها في الحرب اليمنية، قلقون من أنَّ هذا التصنيف قد يُقوض محادثات السلام الهشة في الدولة التي مزقتها الحرب.
من جانبه، قال السيناتور كريس مورفي، العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنَّ أي تصنيف من هذا القبيل سيكون "محاولة واضحة من جانب إدارة ترامب لعرقلة مفاوضات السلام المستقبلية".
أضاف مورفي: "الحوثيون وداعموهم الماليون يخضعون بالفعل للعقوبات الأمريكية؛ لذا لن يكون لهذا التصنيف أي أثر عملي سوى أنه سيزيد صعوبة التفاوض مع قادة الحوثيين وتقديم المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث لا يزال غالبية اليمنيين يعيشون".
كما تابع مورفي أنه لا شك في أنَّ الحوثيين قادوا حملة عسكرية شرسة أدت إلى تجويع وسجن وقتل العديد من المدنيين. "لكن إذا كانت الإدارة الأمريكية ستُدرِج جهات فاعلة دولية على قائمة التنظيمات الإرهابية لأنها ألحقت الأذى بالمدنيين في اليمن عمداً، فيجب أن يكون التحالف الذي تقوده السعودية على رأس تلك القائمة".