تواصل الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، تجنيد الشبان والأطفال السوريين شمال شرقي سوريا، وضمّهم لصفوف الحرس مقابل إغراءات مادية ومنح امتيازات لذوي الأطفال.
ليست هذه المرة الأولى التي يُجنَّد فيها أطفال لحساب الحرس الثوري الإيراني في دير الزور، حيث سبقتها 4 دورات عسكرية خلال العام الحالي، التحق فيها أكثر من 200 طفل، أعمارهم دون 16 عاماً.
"عربي بوست" تحدث مع ح.م، أحد الناشطين الميدانيين في دير الزور شمال شرقي سوريا، وأكد أن ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني بدأت قبل أيام، بفتح دورة تدريبية عسكرية التحق فيها نحو 100 شاب من أبناء مدينة دير الزور وريفها، وأيضاً نحو 85 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاماً، مقابل منحهم رواتب شهرية تقدر بنحو 90 ألف ليرة سورية، وإرسالهم إلى مواقع عسكرية متقدمة مع قوات المعارضة السورية في إدلب، وآخرين إلى عمق البادية السورية، لمواجهة داعش.
ولفت إلى أنه ومجموعة من الناشطين في دير الزور وثقوا مقتل 18 طفلاً بمواقع عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني في مواقع عسكرية متفرقة بدير الزور، نتيجة استهدافات جوية مجهولة، ومقتل بعض الأطفال نتيجة استخدام السلاح بشكل عشوائي ضمن المعسكرات.
أبو جاسم قال لـ"عربي بوست"، إن الظروف المادية والمعيشية الصعبة دفعته إلى الموافقة على تجنيد أحد أطفاله (16 عاماً)، ضمن صفوف ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، مقابل الحصول على 90 ألف ليرة سورية شهرياً، واعتبار هذا المبلغ مصدر دخل لأسرته في مدينة دير الزور، التي تعيش معظم العائلات فيها في حالة فقر مدقع.
وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني يستغل فقر الناس ويقوم بحملات يدعو فيها إلى تجنيد الشباب في صفوفه، ويتم فيها قبول الأطفال ومنحهم رواتب شهرية، فضلاً عن حماية ذويهم من الاعتقالات من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المنطقة، لافتاً إلى أن الضباط السوريين المسؤولين عن الأجهزة الأمنية في دير الزور يُرغمون الأهالي بطريقة غير مباشرة، على تجنيد أكبر عدد من الشبان والأطفال في صفوف الحرس الثوري الإيراني.
جابر، ناشط ميداني في مدينة دير الزور، قال: "خلال الأيام الأخيرة لاحظنا نشاطاً كبيراً من قبل المسؤولين في الميليشيات الإيرانية بدير الزور، يهدف إلى رفع أعداد التجنيد من أبناء مدينة دير الزور في صفوفها، حيث عُقد مؤخراً عدد من الاجتماعات، حضرها القائد العام المشرف على المليشيات في المنطقة "الحاج مهدي"، ومدير المركز الثقافي الإيراني في دير الزور المدعو "الحاج حسين"، مع عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية الموالية لإيران في المنطقة، بهدف وضع خطة لرفع نسبة أعداد الملتحقين من أبناء المنطقة بمعسكرات الميليشيات الإيرانية.
صراع النفوذ أم حملة تشييع واسعة؟
أحمد.ص، يقول لـ"عربي بوست"، إن إيران عبر ميليشياتها الموجودة في دير الزور، تحاول السيطرة على المدينة من خلال فتح أبواب المعسكرات أمام الشبان والأطفال، تزامناً مع حملات التوجيه المعنوي والثقافي من منطلقات عقدية.
وأضاف: "تحاول تجنيد أكبر عدد بهدف توسيع رقعة انتشارها هناك، وإنه سباق على النفوذ بين إيران وروسيا شرق سوريا من جهة، ومن جهة ثانية مواجهة أي عملية عسكرية من قبل قوات (قسد) الكردية شمال شرقي دير الزور مستقبلاً، انطلاقاً من مناطق في الحسكة خاضعة لسيطرة الأخيرة".
انتقام السوريين الأحرار من المد الشيعي في شرق سوريا
الناشطة نهى الديري، "اسم مستعار"، قالت لـ"عربي بوست"، إنه بشكل دائم تتعرض مراكز التجنيد التابعة للحرس الثوري الإيراني في دير الزور لهجومات بأسلحة رشاشة وقنابل من قبل مجهولين يطلقون على أنفسهم "السوريين الأحرار" عبر بيانات لاحقة عقب تنفيذ أي عملية من ذلك، بهدف تقويض النشاط الإيراني وميليشياتها في المنطقة والحد من نشر المعتقدات الشيعية في مناطق دير الزور.
ولفتت إلى أن مركز الميادين للتجنيد تعرض مطلع الشهر الحالي، لهجوم بعبوات ناسفة من قبل مجهولين، أدى إلى مقتل عنصر وجرح آخرين، وسبق ذلك أيضاً أن مجهولين هاجموا بأسلحة رشاشة مقراً قيادياً للميليشيات الإيرانية في كلية التربية الواقعة بشارع بورسعيد في حي العمال بدير الزور، أدى إلى جرح الحراس.