من بينها طائرات “إف-35”.. أمريكا تبيع حزمة من الأسلحة للإمارات مقابل مبلغ ضخم

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/10 الساعة 18:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/10 الساعة 18:12 بتوقيت غرينتش
الطائرة الحربية الأميركية إف-35 التي ستبيعها أمريكا للإمارات

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن الولايات المتحدة وافقت على بيع حزمة من العتاد العسكري المتطور للإمارات العربية المتحدة بقيمة 23.37 مليار دولار، وذلك في بيان رسمي للخارجية الأمريكية.

وذكر البيان نفسه أن هذه الحزمة تشمل ما يصل إلى 50 طائرة إف-35 لايتنينغ 2 وما يصل إلى 18 طائرة مسيرة إم.كيو-9بي ومجموعة من الذخائر جو-جو وجو-أرض.

شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أخطرت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، الكونغرس بشأن رغبتها في بيع طائرات من طراز "إف-35" (F-35) للإمارات، عقب قبول إسرائيل إتمام الصفقة على خلفية تطبيع العلاقات بينهما.

تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء، أورد أن البيت الأبيض أخطر الكونغرس أنه ينوي بيع 50 من هذه الطائرات التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن لأبوظبي.

من جانبه، سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن صرح بأن تل أبيب لن تعترض على بيع هذه الطائرات للإمارات، لأن "أبوظبي وتل أبيب تواجهان عدواً مشتركاً"، حسب زعمه.

رغبة إماراتية قديمة

تعود رغبة الإمارات بشراء مقاتلات F-35 لأعوام سابقة حسب مجلة "أخبار الدفاع" الأمريكية، التي نشرت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 تقريراً تحدث عن رفض واشنطن طلبات متكررة من أبوظبي منذ عام 2014 للحصول على هذا الطراز المتقدم من المقاتلات.

يعتقد خبراء أمريكيون أن بدايات موافقة الولايات المتحدة على الصفقة ضمن مباحثات سرية تعود إلى فترة الحرب على تنظيم "داعش" بين عامي 2014 

و2017، وحاجة واشنطن إلى دعم أبوظبي، لتلعب دوراً في الحملة الجوية للتحالف الدولي ضد التنظيم.

وأبلغ البيت الأبيض في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الكونغرس أنه يعتزم المصادقة على بيع 50 مقاتلة من طراز F-35 للإمارات.

وتأمل الولايات المتحدة وأبوظبي التوصل إلى اتفاق مبدئي على الصفقة بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل، في حال نجح الرئيس الأمريكي في إقناع الكونغرس بتمرير الصفقة المشروطة بعدم استخدامها ضد إسرائيل أو في أي نشاط يهدد أمنها أو مصالحها.

وقد يستغرق تسليم الدفعة الأولى من هذه المقاتلات عدة سنوات، قياساً على صفقة أُبرمت مع بولندا أوائل هذا العام لتوريد 32 مقاتلة، على أن تتسلم الدفعة الأولى منها بحلول 2024.

وستبلغ تكلفة الصفقة مع شركة لوكهيد مارتن المصنعة لهذه المقاتلات، 10.4 مليار دولار.

وفي حال إتمام الصفقة وتمريرها بعد موافقة الكونغرس، ستصبح الإمارات ثاني دولة شرق أوسطية بعد إسرائيل تحصل على هذا الطراز من المقاتلات المتقدمة.

"التفوق" الإسرائيلي

وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحوز مقاتلاتF-35، وهي السلاح الأقوى في مهاجمة مئات الأهداف الإيرانية في سوريا، منذ أواخر 2017. وتمتلك إسرائيل 27 مقاتلة فقط من هذا الطراز، وتطمح إلى امتلاك 75 مستقبلاً.

في البداية اعترض مسؤولون إسرائيليون على الصفقة، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن توقيع الإمارات وإسرائيل في واشنطن منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاقية لتطبيع العلاقات بينهما خفف هذه الاعتراضات. وأصبحت الإمارات ثالث دولة عربية، بعد الأردن ومصر، تقيم علاقات "طبيعية" مع إسرائيل، ثم لحقت بها البحرين.

ولا يزال بعض المسؤولين الإسرائيليين يعارضون إتمام الصفقة، لكن نتنياهو ووزير دفاعه بيني غانتس، قالا عبر بيان مشترك، في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن إسرائيل لن تعارض بيع هذه المقاتلات إلى الإمارات، طالما أن الولايات المتحدة تعمل على تطوير قدراتنا العسكرية وتحافظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.

ولا يستبعد محللون أن تنزع الولايات المتحدة الكثير من الميزات المتقدمة من هذه المقاتلات، للحفاظ على تفوق سلاح الجو الإسرائيلي على نظرائه في المنطقة.

المخاوف الإسرائيلية الحقيقية

ليس لدى إسرائيل مخاوف أمنية مصدرها الإمارات، لكنها تتخوف من سباق تسلح في المنطقة يطيح بتفوقها العسكري الجوي، إضافة إلى تخوفات مستقبلية تتعلق بالمتغيرات الجيوسياسية المحتملة في مواقف دول المنطقة، حيث يبلغ العمر الافتراضي لمقاتلات F-35  نحو 40 عاماً.

ومن بين الأسباب التي "قد" تدفع الكونغرس لتمرير الصفقة هي الرغبة في تعزيز القدرات العسكرية الجوية الإماراتية، وربما السعودية أيضاً في المستقبل، لمواجهة إيران العدو المشترك للولايات المتحدة والإمارات والسعودية وإسرائيل.

فالإدارة الأمريكية تولي اهتماماً أكبر بمواجهة التهديدات في المحيط الهندي وبحر الصين، مع احتمالات سحب المزيد من قواتها من الشرق الأوسط، لتعزيز وجودها العسكري هناك.

تحميل المزيد