"علينا أن نتقبل فكرة عدم اتخاذنا القرارات الصحيحة بشكل دائم، وأننا سنُخفق في الكثير من المرات، حتى نفهم أن الفشل ليس عكس النجاح، بل هو جزءٌ منه".
- أريانا هافينغتون عن الفشل
بداية داني إنغز مع نادي بيرنلي كانت مُبشرة للغاية، ومع تألقه، خطف أنظار الكثير من الفرق الكبيرة، قبل أن يختار الانتقال لليفربول. لكن ما لبث أن انتقل إلى فريقه الجديد، حتى تعرض لإصابة مفاجئة في التدريبات، إصابة تبعتها سلسلة من الإصابات على مستوى الركبة، كان أحدها الرباط الصليبي، ليتحول حلمه مع ليفربول إلى جحيم.
قضى داني ثلاثة مواسم مع ليفربول، لعب خلالها 14 مباراة فقط، وذلك بسبب إصاباته المتكررة وجلوسه على مقاعد الاحتياط، حتى لم يعد له مكان أساسي في التشكيلة الأساسية بعد أن أصبح هجوم فريقه مؤلفاً من الثلاثي: محمد صلاح، ساديو ماني وروبرتو فيرمينو.
يعتبر الكثيرون أن تجربة داني مع فريق مقاطعة الميرسيسايد، تجربة فاشلة وغير ناجحة، حيث أضاع ثلاث سنوات كان من المُمكن أن يتطور خلالها بشكل أسرع ويُصبح اسمه جنب أسماء مهاجمين من الصف الأول في الدوريات الخمس الكبرى، مثل مهاجم بايرن ميونيخ روبرت ليفاندوفسكي.
ولكن انتقاله إلى ساوثهامبتون على سبيل الإعارة كان بمثابة بداية جديدة، وتحت قيادة رالف هازنهوتل، نجح المهاجم الإنجليزي بإرضاء المدرب والإدارة والجماهير شيئاً فشيئاً، حتى وقعت الجماهير في حُبه، وبات لاعبا لا غنى عنه في الفريق.
إن ما يقدمه إنغز مع ساوثهامبتون لهو أمر مثير للاهتمام والتعاطف، خصوصاً بمنافسته على صدارة هدافي البريميرليغ الموسم الماضي وحلوله وصيفاً بفارق هداف واحد عن صاحب الصدارة، جيمي فاردي. ويعتبر داني مُهاجماً ذكياً في تحركاته ومُهم في عملية الضغط العالي الذي يطبقه ساوثهامبتون، والأهم أنه تخطى مسألة عدم نجاحه مع ليفربول.
نورٌ في آخر النفق
قبل انتقال فيرجيل فان دايك وساديو ماني إلى ليفربول، كان اللاعبان يلعبان سوياً في فريق ساوثهامبتون، حيث قدما مستوياتٍ نالت إعجاب الكثير من الفرق الإنجليزية، قبل أن يلعبا مع بطل إنجلترا وأوروبا حالياً، ويُدونوا تاريخاً من ذهب.
وضع إنغز مختلف عن زملائه السابقين، فهو يُحاول النهوض والقتال من أجل تقديم مستويات أفضل بعدنا جاء مُحطماً بسبب سلسلة الإصابات وعدم تقديم المطلوب في ليفربول، عكس فان دايك وماني اللذان انتقلا إلى ساوثهامبتون بهدف اللعب مع فرق أفضل، حيث تخطيا مرحلة السقوط والنهوض في مرحلة مبكرة من مشوارهما الكروي.
ملك التحرك خلف المدافعين
بعد خسارة ساوثهامبتون بنتيجة تسعة أهداف مقابل لا شيء أمام ليستر سيتي، ظن معظم مُتابعي البريميرليغ بأن رالف هازنهوتل، سيُقال من منصبه بعد تلك الفضيحة، إلا أن إدارة الفريق منحت المدرب فرصة جديدة وذلك من أجل تصحيح أخطائه.
وبعد تلك الليلة المشؤومة، قرر رالف اللجوء إلى رسم 4.4.2 في معظم مبارياته، ومنذ ذلك الحين يخرج الفريق بنتائج جيدة وأداء مُرضٍ.
الاعتماد على تلك الخطة يعني اعتماد الكرات الطويلة المباشرة في الهجوم، ومع تواجد مهاجم مثل داني إنغز، يجيد التحرك في الفراغات واستلام مثل تلك الكرات، يُسجل الفريق الكثير من الأهداف.
وبعد مرور عدة مباريات، تبين بأنه هناك طريقتين لاستفادة رالف من سلاحه السري، الطريقة الأولى تعتمد على افتكاك الكرة من الخصم في وسط الملعب، ثم لعب تمريرة قصيرة إلى وارد براوس الذي ينتظر تحرك داني إنغز خلف قلب الدفاع، ليُرسل إليه كرة طويلة ويُسجل هدفاً.
أما الطريقة الثانية فيقوم لاعبي ساوثهامبتن ببناء الهجمة من الخلف بشكل طبيعي، قبل أن يتم إرسال الكرة إلى الجناح ريدموند، حيث يقوم بلعب تمريرة طويلة إلى داني الذي بدوره يعرف ماذا عليه أن يفعل.
عنصر مهم في الضغط العالي
بالإضافة إلى الاعتماد على الكرات الطويلة المباشرة عند اللجوء إلى رسم 4.4.2، يعتمد المدرب رالف الاعتماد على الضغط العالي في مناطق الخصم، حيث يُطالب المدرب النمساوي لاعبيه بالضغط على الفريق الخصم عندما يقوم في بناء الهجمة من الخلف، لذلك يُعتبر داني إنغز عنصراً مهماً في تلك الخطة.
عادة ما يقتصر دور داني في إغلاق المساحة التي تسمح لحارس الخصم تمرير كرة قصيرة، حيث يستفيد من أخطاء الحارس ويقوم بتسجيل الهدف، مثل سيناريو هدفه في مرمى أدريان امام ليفربول.
ماذا تعني أرقامه الموسم الماضي؟
في مباريات الدوري التي لعبها داني إنغز هذا الموسم مع ساوثهامبتون، سجل 22 هدفاً بالتمام والكمال. بالإضافة إلى ذلك، يقوم داني في المباراة الواحدة بتسديد الكرة 3 مرات على المرمى وتقديم تمريرة مفتاحية واحدة.
تلك الأرقام توضح تطوره الكبير تحت قيادة رالف هازنهوتل هذا الموسم، حيث يقدم داني إنغز أفضل موسم له في البريميرليغ، بعد أن ظهر بشخصية المهاجم الحاسم.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.