في خطاب حاد أقرب للتعنيف رفض شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بالقاهرة مساء السبت 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 الإساءة إلى النبي محمد، وأشار إلى أنه ماض في تتبع المسيئين أمام المحاكم الدولية مهما طال الزمن.
شيخ الأزهر ووفقاً لبيان الأزهر الذي نُشر على الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال لوزير الخارجية الفرنسي إن أوروبا مدينة للنبي محمد وللإسلام لما أدخله هذا الدين من نور للبشرية جمعاء. وأضاف: "نرفض وصف الإرهاب بالإسلامي، وليس لدينا وقت ولا رفاهية الدخول في مصطلحات لا شأن لنا بها، وعلى الجميع وقف هذا المصطلح فوراً؛ لأنه يجرح مشاعر المسلمين في العالم، وهو مصطلح ينافي الحقيقة التي يعلمها الجميع".
المسلمون يرفضون الإرهاب: كذلك قال شيخ الأزهر "حديثي بعيد عن الدبلوماسية حينما يأتي الحديث عن الإسلام ونبيه، صلوات الله وسلامه عليه، وإن المسلمين حول العالم (حكاماً ومحكومين) رافضون للإرهاب الذي يتصرف باسم الدين، ويؤكدون على براءة الإسلام ونبيه من أي إرهاب".
بالإضافة إلى ذلك فقد قال الطيب "إن الأزهر يمثل صوت ما يقرب من ملياري مسلم، وإن الإرهابيين لا يمثلون المسلمين، والمسلمون ليسوا مسؤولين عن أفعالهم". مضيفاً: "حينما نقول ذلك لا نقوله اعتذاراً، فالإسلام لا يحتاج إلى اعتذارات".
زيارة الوزير الفرنسي: كان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وصل مساء السبت 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، القاهرة في زيارة تهدف إلى "التهدئة" مع العالم العربي بشأن أزمة الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية.
بحسب الوكالة، فسيلتقي لودريان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، وكذلك سيجتمع بشيخ الأزهر أحمد الطيب الذي انتقد بشدة فرنسا بسبب الرسوم الكاريكاتيرية.
وفي بيان لوزارة الخارجية الفرنسية نشرته قبل وصول لودريان للقاهرة، قالت باريس إن وزير الخارجية "سيواصل عملية الشرح والتهدئة التي بدأها رئيس الجمهورية".
اعتراض شيخ الأزهر: كان شيخ الأزهر قد قال في خطاب نهاية أكتوبر/تشرين الأول، إن "الإساءة للأديان والنيل من رموزها المقدسة تحت شعار حرية التعبير هي ازدواجية فكرية ودعوة صريحة للكراهية".
شيخ الأزهر وصف الرسوم المسيئة للنبي الكريم بأنها عبث وتهريج وانفلات من كل قيود المسؤولية والالتزام الخلقي والعرف الدولى والقانون العام، كما قال إنها عداء صريح لهذا الدين الحنيف وللنبي (صلى الله عليه وسلم).
كما أعلن شيخ الأزهر إطلاق منصة عالمية للتعريف بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بلغات متعددة، كما دعا المجتمع الدولي إلى إقرار تشريع عالمي يُجرّم معاداة المسلمين.
ردود فعل غاضبة: وكانت قد توالت ردود الفعل الرافضة للإساءة الفرنسية إلى نبي الإسلام محمد، بإبلاغ الأردن باريس استياءها الشديد، وتسليم 25 برلمانياً عراقياً لقنصلية فرنسية مذكرة قلق، ودعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمقاطعة المنتجات الفرنسية، واستنكار مجلس تابع للرئاسة الجزائرية، وكذلك استمرار حملات المقاطعة الشعبية.
يأتي ذلك بعد أن شهدت فرنسا، خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم مسيئة إلى النبي محمد، على واجهات مبانٍ في فرنسا، مع إصرار الرئيس إيمانويل ماكرون على عدم التراجع عن "الرسوم الكاريكاتيرية" (المسيئة)، وربطه بين الدين الإسلامي والإرهاب.
وقد أشعلت تصريحات ماكرون موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية، حيث دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شعب بلاده إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.
كما التقى الوزير أيمن الصفدي، السفيرة الفرنسية في عمّان فيرونيك فولاند، وأبلغها "موقف بلاده الرافض لاستمرار نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد".
أما في الجزائر فقال المجلس الإسلامي الأعلى التابع للرئاسة، في بيان، إنه "يستنكر بشدةٍ الحملة المسعورة في فرنسا على شخصية سيدنا محمد، رمز التسامح والتعارف والتعايش، وعلى الدين الإسلامي الحنيف الذي يعتنقه مئات الملايين في كل القارات".
في حين وقَّع 25 عضواً ببرلمان إقليم كردستان العراق من مختلف الكتل السياسية، مذكرة سلّموها إلى القنصلية الفرنسية في أربيل، أعربوا فيها عن القلق من تصريحات ماكرون الأخيرة ضد الإسلام.