قالت صحيفة The Independent البريطانية، إن منظمة الصحة العالمية تبحث في مسألة الأمن الحيوي بمزارع الفرو المنك في دول بمختلف أنحاء العالم، لتجنب المزيد من انتقال فيروس كورونا إلى البشر، وذلك بعد اكتشاف كورونا المرتبط بحيوان المنك لدى 214 شخصاً في الدنمارك.
كذلك عُثر لدى 12 شخصاً في الدنمارك على نوع متحور من الفيروس الذي أُصيبت به حيوانات المنك التي تُربى من أجل فرائها؛ الأمر الذي أدى إلى إصدار الحكومة أمراً بإعدام جميع حيوانات المنك في الدنمارك التي يبلغ عددها 17 مليون حيوان.
منذ بدء تفشي المرض بين هذه الحيوانات في الدنمارك الشهر الماضي، ذُبح 1.2 مليون منها من أصل 2.5 مليون حيوان مستهدف.
الدكتور مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية، قال إن المنظمة ستكمل تقييم مخاطر هذا الحدث وسوف تشاركها مع الأعضاء في غضون ساعات.
ريان أضاف أن هناك دائماً احتمالاً بأن ينتقل هذا إلى البشر، وهذا أمر يدعو إلى القلق، لأن الثدييات مثل المنك تعتبر عائلاً ممتازاً، ومن الممكن أن يتطور الفيروس داخل هذه الأنواع، خاصةً إذا كانت بأعداد كبيرة ومكتظة بالقرب من بعضها البعض.
انتشار الفيروس المتحور أثار مخاوف من إضعاف الفاعلية المحتملة للقاحات التي يعمل العلماء على تطويرها. وقال نشطاء في مجال الرفق بالحيوان، والذين رحبوا بإعدام هذه الحيوانات، إن مخاطر استمرار عمل "مستودعات الفيروسات هذه" -مزارع الفراء- كانت كبيرة للغاية.
تعتبر الدنمارك من أكبر منتجي الفراء على مستوى العالم، وتصدِّر معظم الفراء الذي تنتجه إلى الأسواق الآسيوية.
عُثر على عدة سلالات من فيروس كورونا المرتبط بالمنك في 207 من أصل 1139 مزرعة فراء في البلاد، وجرى الربط بين أربعة من المصابين وثلاث من المزارع التي عُثر فيها على إحدى السلالات المتحورة.
فُرضت إجراءات الإغلاق على أكثر من ربع مليون مواطن دنماركي في منطقةٍ شمالَ البلاد إثر اكتشاف السلالة الجديدة.
جوانا سواب، من المنظمة الدولية للرفق بالحيوان في أوروبا، قالت إن من التطورات المهمة في هذا السياق إغلاق جميع مزارع الفرو الدنماركية، وسط تصاعد العدوى بكوفيد-19. ورغم أن هذه الخطوة لا تفرض حظراً على زراعة الفراء، فإنها تشير إلى نهاية المعاناة التي يعيشها ملايين من هذه الحيوانات الحبيسة داخل أقفاص سلكية صغيرة في مزارع الفراء الدنماركية؛ وذلك من أجل أغراض تتعلق فقط بأزياء الفراء السخيفة التي لا يحتاها أحد.