ربما خسر ترامب الانتخابات، لكن “الترامبية” ستظل مستمرة بعد أن نجح بتوسيع قاعدته الشعبوية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/06 الساعة 09:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/06 الساعة 09:39 بتوقيت غرينتش
ترامب في تجمع بين أنصاره، أرشيفية/ رويترز

عندما تُحسب جميع الأصوات في الانتخابات الأمريكية، قد لا تصُب النتيجة في صالح الرئيس دونالد ترامب، لكن نتيجة الانتخابات لن تهزم "الترامبية"، كما تقول صحيفة The Guardian البريطانية.

إذ أمل الديمقراطيون أن نتيجة أربع سنوات من الاضطرابات، والهجوم على الأعراف والمؤسسات، والأكاذيب- بالإضافة إلى جائحة تسببت في وفاة 230 ألف شخص- ستكون الإطاحة السريعة والنظيفة والقاطعة بالرئيس الأمريكي الـ45.  وكان ذلك ليوضح مسار توجه البلاد، ويُمثّل تحذيراً للحزب الجمهوري بوجوب إعادة النظر في تقرير عام 2013، وإعادة تشكيل نفسه. 

ترامب ما زال يمثّل نصف الأمريكيين

لكن في ليلة "مزرية" أخرى على مراقبي الانتخابات، لم يكن هذا هو ما حدث. إذ أثبت ترامب صموده، وزادت الأصوات لصالحه في ولايتي فلوريدا وتكساس وغيرهما. بعد أن وجد عدداً أكبر من الناخبين البيض المنتمين للطبقة العاملة، مقارنة بالمرة السابقة، وقوّض دعم اللاتينيين للديمقراطيين. وكانت مسيرات حملته الانتخابية التي تمجد شخصيته في ذروة حماسها وهياجها. 

ولم يكن من قبيل الصدفة أن يعزى انتصاره في انتخابات 2016، كما اتضح، إلى فلاديمير بوتين أو جيمس كومي. إذ أُضفيت الشرعية في عام 2020 إلى تحيزه الجنسي وعنصريته وأكاذيبه، وتمادى فيها. وعندما احتج بعض الأمريكيين قائلين إنّ "هذا لا يمثلنا"، أجاب ناخبو ترامب: "هذا يمثلنا تماماً، وسنظل هنا".

إذ نشر إيدي غلود، الأستاذ في جامعة برينستون ومؤلف كتاب Democracy in Black، على تويتر: "لم يُنتِج الغضب الأخلاقي- كما يُقال عنه- من رئاسة ترامب أي تغير جوهري في دعم الجمهوريين له. بل الواقع أنه وسّع قاعدته بين الناخبين البيض. وهو مستمر في الازدهار داخل قطاع الطمع والأنانية والعنصرية".

"الترامبية مستمرة، والحزب صار تابعاً لترامب"

ولا شك أن الترامبية ستفوز إذا فاز ترامب بالانتخابات. لكنه إذا هُزم، ستظل الترامبية محافظةً على مكاسبها. 

ورغم الشعور "بالظلم" نتيجة الهزيمة بفارق ضئيل، وادعاءات الرئيس الكاذبة بالغش- التي سيؤججها ويفاقمها الإعلام المحافظ؛ سيظهر مجدداً رئيسٌ ديمقراطي. إذ خُلِقَت حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، التي تحن إلى بلد لم يوجد قط، من أجل المعارضة وليس النظام.

وبالإضافة إلى ذلك يبدو الجمهوريون في طريقهم للحفاظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ وقد ينتهي الحال إلى فوزهم بمقاعد في مجلس النواب. وقد كوفئ كل من رئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وليندسي جراهام، بدلاً من عقابهما على تطبيع ترامب وتنفيذ رغبته. وتُعد الرسالة إلى الطامحين من الجمهوريين واضحة: لقد صار الحزب تابعاً لترامب.

وعلى صعيد متصل، سيُثبت ماكونيل كونه عدواً لدوداً لبايدن إذا صار رئيساً. ويُذكر له إعلانه سابقاً أن أولويته العليا التأكد من أن يقتصر حكم باراك أوباما على فترة واحدة. وقد فشل في ذلك، لكنه نجح في إثبات مهارته في وضع العراقيل.

مزيد من الطرق المسدودة

وهو الآن على وشك تكرار أسلوبه مع الرجل الذي عمل نائباً لأوباما ثماني سنوات؛ على النقيض مما تحتاجه أمريكا في الوقت الراهن تماماً: وهو أن يعمل البيت الأبيض جنباً إلى جنب مع مجلسي الشيوخ والنواب ويفكروا على نطاق واسع- على غرار فرانكلين روزفيلت- للتغلب على الجائحة وإصلاح قطاعي الاقتصاد والرعاية الصحية.

لكن بدلاً من ذلك، فإننا نتوقع مزيداً من الطرق المسدودة بينما يعمل البيت الأبيض الديمقراطي على تفادي مجلس الشيوخ، ذي الأغلبية الجمهورية والمنحاز لترامب، عند كل منعطف. وقد كان الإحباط وهذا النوع من الاختلال هما ما غذيا قوى الترامبية في المقام الأول، إذ يواصل الرئيس تقديم نفسه وكأنه دخيل ينوي زعزعة النظام وتجفيف المستنقعات.

كما أننا نتوقع وابلاً من الهجمات على بايدن والترهيب من نجاحه على يد زميلته المُرشحة كامالا هاريس، وهي امرأة غير بيضاء. وسيكون من شأن ذلك زيادة اشتعال القاعدة.

وكان ثمة منهج فكري يقول بأن الهزيمة الساحقة للحزب الجمهوري، ستكون أفضل ما قد يحدث وأقوى رسالة تنبيهية. لكن على الناحية الأخرى، كانت هناك نظرية تقول إن الترامبية تعمقت في الحزب الجمهوري- بغض النظر عن النتيجة- وأن الأمر سيستغرق دورتين انتخابيتين أو ثلاثاً للقضاء عليها. والواقع الآن هو أن الحزب ملتزم بوضوح تجاه داعمي القومية الشعبوية الصريحة، مطيحاً بالإجماع القديم في قضايا التجارة والهجرة وغيرها.

فماذا عن المرشحين المُحتملين لعام 2024؟ لا تستبعدوا دونالد ترامب الابن، أو دونالد ترامب نفسه!

تحميل المزيد